أحداث جارية اقتصاد

حرائق لوس أنجلوس ترفع خسائر كوارث الغابات عالميًا

حرائق لوس أنجلوس-1

أضافت حرائق لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية، والتي اندلعت منتصف الأسبوع الماضي، ما لا يقل عن 135 مليار دولار أمريكي، على سجل خسائر اشتعال النيران في الغابات حول العالم.

أضرار اقتصادية كبيرة قبل حرائق لوس أنجلوس

وصلت الأضرار الاقتصادية العالمية الناجمة عن حرائق الغابات إلى حوالي 6.8 مليار دولار أمريكي في عام 2023.

وعلى الرغم من أن هذه كانت زيادة كبيرة عن العام السابق، إلا أنها لا تزال أقل بكثير من الأثر الاقتصادي المسجل في عام 2018، عندما تجاوزت الأضرار الناجمة عن حرائق الغابات 22 مليار دولار أمريكي.

وسجل العام 2020 خسائر اقتصادية كبيرة أيضًا بسبب حرائق الغابات، تجاوزت 11.8 مليار دولار أمريكي.

وفي 2017، بلغ هذا الرقم 16.9 مليار دولار أمريكي، ارتفاعًا من 6.3 مليار دولار في 2016.

وذكرت “بلومبرغ” أن حرائق الغابات كلفت أوروبا 4.18 مليار دولار من الأضرار في 2023، حيث واجهت اليونان وإسبانيا وإيطاليا الجزء الأكبر من التأثير.

وفي هاواي الأمريكية، أنفق مسؤولو حكومة الولاية أكثر من 410 ملايين دولار للاستجابة لعواقب حرائق الغابات في ماوي عام 2023.

وتسببت حرائق الغابات التي اجتاحت صقلية في عام 2023 في أضرار بالبنية التحتية تزيد عن 61.18 مليون دولار في غضون أيام، حسبما ذكرت صحيفة “الغارديان”، لكن “الأضرار التي لحقت بالزراعة بسبب الحرائق وموجة الحر الشديدة بلغت نحو 203 مليون دولار.

وأصدرت اللجنة الاقتصادية المشتركة بمجلس الشيوخ الأمريكي تقريرًا في يشير أن حرائق الغابات الناجمة عن تغير المناخ تكلف الاقتصاد الأمريكي ما يصل إلى 893 مليار دولار كل عام.

يبرز الأثر الاقتصادي بشكل مباشر فيما يتعلق بالمساكن والممتلكات الأخرى والمرافق ومكونات البنية التحتية، فبينما تستمر حرائق لوس أنجلوس في التهام كل ما يبرز على مساحات شاسعة من الأراضي، تقدر شركة “أكيوويذر” المتخصصة في التنبؤات الجوية أن حجم الخسائر يتراوح بين 135 و150 مليار دولار.

آثار سلبية إضافية للحرائق

ركز المتابعون لكارثة حرائق لوس أنجلوس على الأضرار المادية، والخسائر البشرية، مع الإعلان عن مصرع 16 شخصًا، لكن هناك جوانب أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار.

وبعيدًا عن التكاليف الواضحة لإعادة بناء المنازل والشركات التي تضررت أو دمرت، وإيواء النازحين، فإن حرائق الغابات تؤثر أيضًا على السكان بطرق أقل وضوحًا.

في كاليفورنيا على سبيل المثال، ومع موسم حرائق الغابات الذي يسبب الفوضى عامًا بعد عام، ارتفعت أقساط التأمين على المنازل بشكل كبير، بآلاف الدولارات في بعض الحالات.

أظهر تحليل “S&P Global” زيادة بنسبة 43% في أسعار التأمين على المنازل الخاصة من عام 2018 إلى عام 2023، بينما تخلت شركات أخرى عن كاليفورنيا تمامًا.

وإلى جانب الأضرار الاقتصادية تتجلى بوضوح الآثار الصحية، فعندما تشتعل حرائق الغابات، يتطاير دخان يؤدي لأزمات صحية عامية.

خلصت دراسة نشرت في مجلة “ساينس أدفانسز” إلى أن دخان حرائق الغابات وحده “ساهم على الأرجح في أكثر من 52 ألف حالة وفاة مبكرة” في كاليفورنيا من عام 2008 إلى عام 2018.

وقالت المجلة إن هذه الوفيات كان لها “تأثير اقتصادي” تجاوز 430 مليار دولار.

وتؤثر أضرار حرائق الغابات على مياه الشرب، ففي عام 2022، خلفت حرائق الغابات في شمال نيو مكسيكو “رمادًا طينيًا وتربة متفحمة” لوثت نهر جاليناس في المنطقة، مما هدد إمدادات مياه الشرب لمدينة لاس فيجاس.