علوم

اليوم الدولي للغابات.. مستقبل حرائق الغابات.. ما الذي ينتظرنا؟

الغابات

تتصاعد حدة مشكلة الحرائق في الغابات بشكل ملحوظ، حيث يعمق تغير المناخ الآثار السلبية على هذه الظاهرة.

وتنبثق تحديات جديدة ومتزايدة تتمثل في تكرار وشدة حرائق الغابات، وفقًا لتحليلات وكالة إدارة الحرائق العالمية (WFCA)، حيث تعكس البيانات الحديثة والاتجاهات المقبلة تصاعدًا مقلقًا في تواتر حرائق الغابات خلال القرن المقبل.

لمواجهة هذا التحدي المتنامي، تسعى خدمات الإطفاء إلى تطوير حلول مبتكرة تستند إلى التقنيات المتقدمة.

 فهي تعتمد على استخدام الذكاء الاصطناعي والطائرات دون طيار لتعزيز فعالية الاستجابة للحرائق. بالإضافة إلى ذلك، يجري التركيز على وضع استراتيجيات صديقة للبيئة لإدارة الحرائق.

تأثير تغير المناخ على مستقبل حرائق الغابات

امتد متوسط موسم حرائق الغابات في غرب الولايات المتحدة بمقدار ثلاثة أشهر مقارنة بالسنوات السابقة، وتوقع الخبراء استمرار هذا الاتجاه وتزايد مدته بسبب آثار تغير المناخ، مما يزيد من خطر الحرائق.

يعزو الخبراء الظاهرة الحالية إلى عقود من الاعتماد المتزايد على الوقود الأحفوري، حيث تطلق عمليات استخراجه واستخدامه غازات دفيئة تحتجز الحرارة في الغلاف الجوي، مما يزيد من تأثيرات الاحتباس الحراري.

وتتسبب الظروف الجوية الأكثر سخونة وجفافًا في الولايات الغربية في زيادة حالات الجفاف في تلك المناطق المعرضة لحرائق الغابات، وفي كاليفورنيا على وجه الخصوص، سجلت خمسة من أكبر عشرة حرائق غابات في العشرين عامًا الماضية في عام 2020 وحده.

أحدث البيانات عن الحرائق

تشير البيانات الحديثة حول الحرائق واتجاهاتها إلى أن حوادث الحرائق الشديدة على مستوى العالم قد ترتفع بنسبة تصل إلى 14% بحلول عام 2030، و30% بحلول عام 2050، و50% بحلول نهاية القرن.

ويعد تغير المناخ وحرائق الغابات مترابطين لأن الظروف الناتجة عن تغير المناخ تؤدي إلى تفاقم حرائق الغابات، وفي المقابل، تساهم حرائق الغابات في تفاقم تغير المناخ من خلال إطلاق المزيد من الكربون في الغلاف الجوي.

وتمتد آثار حرائق الغابات إلى ما هو أبعد من البيئة، حيث تؤثر على النظم البيئية والحياة البرية والمجتمعات البشرية.

التقنيات المتقدمة للكشف عن الحرائق ومراقبتها

تلعب التقنيات الحديثة دورًا حيويًا في مكافحة حرائق الغابات، حيث تمكن من الكشف المبكر وتحسين وقت الاستجابة، مما يسهم في تقليل المخاطر المترتبة عن هذه الكوارث الطبيعية، حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لاكتشاف العلامات المرئية للحرائق.

 ويزداد استخدام الروبوتات في عمليات الإطفاء نظرًا لقدراتها الفريدة، حيث تستطيع التنقل في الظروف الخطرة، وحمل المعدات الثقيلة، واستخدام أجهزة الاستشعار المتقدمة للكشف عن الحرائق وإخمادها.

بالإضافة إلى ذلك، تحقق تقنية الإنترنت (IoT) ثورة في إدارة حرائق الغابات، حيث تمكن من التكامل السلس بين أجهزة الاستشعار والأجهزة الأخرى، مما يساعد على جمع البيانات وتحليلها في الوقت الفعلي.

 كما تلعب الأقمار الصناعية دورًا حاسمًا في مراقبة حرائق الغابات من خلال توفير معلومات دقيقة عن مواقع الحرائق وحجمها وسلوكها، وتعمل هذه التقنيات بتكامل تام لتعزيز جهود مكافحة الحرائق وتحسين استراتيجيات إدارة الحرائق الشاملة.

 

استراتيجيات صديقة للبيئة

يبذل الخبراء جهودًا كبيرة لتطوير استراتيجيات مستدامة لمكافحة الحرائق، بهدف منع المزيد من الأضرار التي يتسبب فيها هذا النوع من الكوارث الطبيعية في العالم الحديث، بينها استبدال المواد الكيميائية الضارة المعتادة في الرغاوي المستخدمة لإخماد الحرائق، حيث قد تسبب مواد البيرفلوروألكيل (PFAS) تفاعلات صحية ضارة للبشر والحياة البرية.

كما يتم تطوير استراتيجيات أخرى لزيادة الوعي البيئي والمساهمة في الحد من الآثار السلبية للحرائق، ويقوم قادة أقسام الإطفاء بمتابعة بشكل استباقي مبادرات لتقليل بصمتهم الكربونية، ويعملون كقدوة جيدة في مجتمعاتهم.

 تشمل هذه المبادرات استخدام السيارات الكهربائية، واعتماد الطاقة الشمسية، وتحسين عزل المباني.

المصدر:

wfca

اقرأ أيضًا

حرائق الغابات.. لهذه الأسباب تشتعل النيران فجأة

الحمض النووي.. هكذا يُستخدم للتعرف على الرفات بعد الحرائق

الغابات الاستوائية قد تتوقف عن إنتاج الأكسجين