ضرب عطل تقني عالمي، اليوم الجمعة، شركات ومؤسسات عديدة على مستوى العالم، ما أدى إلى توقف خدماتها وتعطيل القدرة على الوصول لأنظمتها.
وأسفر هذا الخلل عن توقف العمل في المطارات والبورصات والبنوك ووسائل الإعلام وخطوط السكك الحديدية والأنظمة الصحية وغيرها في مناطق مختلفة من العالم.
وكان من أبرز المتأثرين بورصة لندن وعملاق الاتصالات الأسترالي Telstar وأكبر خطوط طيران أوروبية Ryanair، وشبكة سكاي نيوز الإخبارية.
ولم يتمكن العديد من الموظفين والعمال من مستخدمي أنظمة “مايكروسوفت” من الولوج إلى أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم مثل شركة أمازون، منذ صباح اليوم.
وكانت الشركات الأسترالية أول من كشف هذه التوقفات، بعد أن أبلغ بعض تجار التجزئة مثل وولوورثس و7-إليفن، فيما قال مطار سيدني إن “انقطاعًا فنيًا عالميًا” أثر على عملياته.
كما شهدت مطارات أوروبا أعطال فنية واضطرابات في حركة الطيران، ما دفع بعض الشركات مثل دلتا وأمريكان إيرلاينز لطلاب تعليق رحلاتها حتى حل المشكلة.
أسباب الخلل
حتى الآن لا توجد معلومات واضحة عن أسباب هذه الأعطال، ولكن بحسب منشورات متداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي فإن الخلل حدث بسبب تحديث أمني من مجموعة CrowdStrike الأمريكية.
وتُعد الشركة من عمالقة الأمن السيبراني في العالم، وتصمم أنظمة الأمان للعديد من المؤسسات من خلال منصة Falcon التي تعتمد عليها كبرى الكيانات في العالم.
وتسبب ها التحديث الجديد في أزمة مع نظام التشغيل Windows من Microsoft، وهي أحد عملاء شركة CrowdStrike.
ويبدو أن أجهزة الكمبيوتر والخوادم تأثرت، مما يشير إلى أن ملايين أجهزة الكمبيوتر قد تحتاج إلى إصلاح لحل المشكلة بالكامل.
ولكن مايكروسوفت أعلنت أنها تمكنت من إعادة العمل لأنظمتها مرة أخرى، فيما يجرى العمل على اتخاذ خطوات لاستقرار الوضع.
وعلى أثر العُطل، تراجعت أسهم CrowdStrike بأكثر من 18% في تعاملات ما قبل السوق يوم الجمعة في نيويورك.
كما انخفضت أسهم مايكروسوفت بنسبة 2%، وكلا الشركتين مدرجتان في بورصة ناسداك.
انقطاع تاريخي!
في ظل التأثير الواسع لهذا الخلل على مستوى العالمي، توقع البعض أن يكون ذلك هو أكبر انقطاع تقني في التاريخ.
ولكن مستشارة أمن المعلومات، تروي هانت، قالت إنه من المبكر جدًا الجزم بهذا الأمر، من خلال منسور عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت البروفيسور جيل سلاي، رئيسة قسم الأمن السيبراني في جامعة جنوب أستراليا، إن “التأثير العالمي” للانقطاع العالمي الكبير كان “هائلاً”.
أزمة عام 2000
قالت هانت إن هذا الخلل يُذكرنا بالقلق الذي أصاب العالم مع اقتراب عام 2000، وهو ما أُطلق عليه “خطأ الألفية”.
ونتج هذا الخطأ عن الطريقة التي اتبعها مبرمجو الكمبيوتر لكتابة البرامج في الفترة بين ستينيات وثمانينيات القرن العشرين.
وكان المبرمجون يستخدمون الرقمين الأخيرين في كل سنة للإشارة إليها مثل اختصار عام 1970 إلى 70 فقط، وهذا يرجع إلى ارتفاع تكلفة تخزين البيانات وقتها.
ولكن مع اقتراب عام 2000، أردك المبرمجون الخلل الذي ربا يصيب أجهزة الكمبيوتر، والتي سيكون من الصعب عليها تفسير 00 على أنها اختصار لعام 2000، وبدلًا من ذلك ستعتقد أنها عام 1900.
وتسبب هذا الخطأ في أزمة للبنوك في احتساب أسعار الفائدة وتعرضت محطات الطاقة للتهديد، ولكن في النهاية لم ينتج عنها سوى مشكلات بسيطة.
المصدر: فايننشال تايمز