أحداث جارية سياسة

القمم العربية.. تاريخ من قيادة المملكة للتعاون المشترك والدفاع عن حقوق الأمة

انطلقت اليوم الخميس، أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثالثة والثلاثين؛ لمناقشة الموقف العربي الموحّد تجاه القضية الفلسطينية في ظل استمرار معاناة الفلسطينيين نتيجة للحرب على قطاع غزة، إلى جانب الأزمة الإنسانية في السودان، وقضايا أخرى متعلّقة بالعمل العربي المشترك.

وتعقد جامعة الدول العربية قممًا عادية وغير عادية وطارئة؛ لمناقشة الأحداث المهمة والقضايا الملحة، بما يشمل قضايا الأمن والاستقرار والتعاون الدولي.

وفي هذا التقرير، نستعرض مجموعة من أبرز مؤتمرات القمة العربية والقرارات الصادرة عنها، منذ التأسيس في مارس من عام 1945، وكيف كانت المملكة لاعبًا رئيسيًا في الدفع نحو التعاون المشترك للدفاع عن حقوق شعوب المنطقة.

حرص سعودي على الاستقرار الإقليمي والعالمي

استضافت مدينة جدة القمة العربية الـ 32، في مايو 2023، في ظل ظروف استثنائية بالمنطقة والعالم، تتعلق بالأزمات والصراعات الإقليمية والدولية.

قادت المملكة الدول العربية خلال رئاستها لهذه القمة لإصدار عدد من القرارات التي تدفع نحو العمل العربي المشترك.

اشتملت أهم القرارات الصادرة عن هذه القمة استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وتشكيل لجنة عربية برئاسة المملكة تناقش ملف إصلاح وتطوير جامعة الدول العربية، كما استضافت محادثات جدة لإيجاد حل سياسي للأزمة التي تشهدها السودان.

وبعد أشهر قليلة، وتحديدًا في نوفمبر 2023، استضافت الملكة القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية في الرياض.

قاد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، هذه القمة للخروج بقرارات تمثل إرادة الشعوب العربية والإسلامية.

طالبت القمة بوقت فوري للعمليات العسكرية في غزة، وحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين، والإفراج عن المحتجزين والمعتقلين، ومنع التهجير القسري وأكدت على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وإيجاد حل سياسي للأزمة.

وبتوجيه من ولي العهد، وظفت المملكة ثقلها العربي والإسلامي، وبالشراكة مع الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم، لحشد رأي عام دولي تجاه الاعتراف بدولة فلسطين.

أثمرت هذه الجهود إعلان دول إسبانيا وأيرلندا اعتزامها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، واعتزام دول مالطا وسلوفينيا إعلان اعترافها أيضًا.

وجاء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤيد لأهليه فلسطين للعضوية الكاملة في الأمم المتحدة متوجًا لجهود المملكة الدبلوماسية في الضغط على المجتمع الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

القمة-العربية-في-السعودية

بداية الوحدة الدبلوماسية

بدأت القمم العربية في مايو عام 1946، حيث عقدت قمة “أنشاص” الاستثنائية بالإسكندرية في مصر لمناصرة القضية الفلسطينية، التي أكدت على قضية فلسطين وعروبتها وعدتها في قلب القضايا العربية الأساسية.

وفي نوفمبر عام 1956، عقدت قمة بيروت في لبنان، لدعم مصر ضد العدوان الثلاثي، للوقوف إلى جانببها، والتأكيد على سيادتها لقناة السويس وفق معاهدة عام 1888.

وبعد 8 سنوات، استضافت العاصمة المصرية القاهرة قمة كانت شاهدة على التحول التاريخي في مسيرة العمل العربي المشترك إذ اكتسبت الصفة الرسمية للقمم العربية.

وأقر القادة العرب المشاركون في هذه القمة دورية اجتماعات القمة، بحيث يجتمع ملوك ورؤساء دول الجامعة العربية مرة في العام على الأقل.

قمة-عربية

جهود المملكة لتوحيد الصف العربي لا تتوقف

عقدت أول قمة عربية في السعودية عام 1976 بالرياض، والتي شملت 6 دول بهدف وقف نزيف الدم في لبنان وإعادة الحياة الطبيعية إليها واحترام سيادة لبنان ورفض تقسيمه، وإعادة إعماره.

استضافت العاصمة الرياض في مارس 2007، أعمال القمة العربية العادية التاسعة عشرة.

أسفرت هذه القمة عن إصدار “إعلان الرياض” الذي أكد على ضرورة العمل الجاد لتحصين الهوية العربية ودعم مقوماتها ومرتكزاتها وترسيخ الانتماء إليها في قلوب الأطفال والناشئة والشباب وعقولهم.

وقرر القادة عبر هذا الإعلان إعطاء أولوية قصوى لتطوير التعليم ومناهجه في العالم العربي، بما يعمق الانتماء العربي المشترك.

ودعا القادة العرب في هذه القمة، إلى ترسيخ التضامن العربي الفاعل الذي يحتوي الأزمات ويفض النزاعات بين الدول الأعضاء بالطرق السلمية وفي إطار تفعيل مجلس السلم والأمن العربي.

وشهدت مدينة الظهران أعمال القمة العربية الـ 29 في 2018، والتي استضافتها المملكة وأطلق عليها اسم “قمة القدس”، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وخلال هذه القمة، أعلن الملك سلمان تبرع المملكة بمبلغ 150 مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس، إضافة إلى مبلغ 50 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “الأونروا”.

وعادت القمة العربية إلى أراضي المملكة، وتحديدًا مكة المكرمة، بعد عام واحد، حين استضافة القمة الاستثنائية الثانية عشرة، في 30 مايو 2019؛ لبحث التدخل الإيراني في المنطقة، إثر الهجوم الذي استهدف سفناً تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهجوم الحوثيين على محطتي ضخ نفطيتين بالسعودية.

المصادر:

واس