أحداث جارية سياسة

احتجاجات الجامعات في أمريكا.. لماذا تظاهر الطلاب بعد 210 أيام من حرب غزة؟

قال أستاذ الفلسفة السياسية الدكتور رامي خليفة العلي، إن المعالجة الأمنية للاحتجاجات المناهضة للحرب في غزة، التي تشهدها الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية،  ساهمت في تسليط الضوء عليها وجذب محتجين جدد آخرين.

واعتقلت الشرطة في الولايات المتحدة 25 على الأقل من الطلبة المحتجين الداعمين للفلسطينيين، وأزالت مخيم اعتصام في جامعة فرجينيا، وفقاً لما ذكرته الجامعة في بيان، بينما استعدت جامعات أمريكية أخرى لمزيد من الاحتجاجات والاضطرابات خلال حفلات التخرج، حسبما أفادت “رويترز” صباح اليوم.

احتجاجات الجامعات في أمريكا

واستعرض “العلي” خلال حوار مع برنامج “هنا الرياض” الذي يُعرض على شاشة “الإخبارية”، الأسباب التي دفعت طلاب الجامعات الأمريكية إلى التظاهر والاحتجاج بهذه الصورة اللافتة بعد مرور أكثر من مئتي يوم على الحرب في غزة، قائلاً: “تقول الإحصاءات إن فئة الشباب من 19 إلى 30 عاماً لم تعد تصغِ للمؤسسات التقليدية الأمريكية، وبالتالي هؤلاء بدت مواقفهم مختلفة عن الطبقة السياسية الأمريكية خضوصاً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية”.

وتابع: “وبالتالي خلال السنوات الماضية وبتأثير عدة عوامل منها العولمة ووسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الحديث الذي سمح بوصول صور لم تكن تصل قبل عدة سنوات.. كل ذلك أدى إلى نشوء رأي عام مغاير للرأي العام السائد والتقليدي في الولايات المتحدة وكذلك دول أوروبا”.

واستطرد: “هناك تحت السطح كثير من التغيرات التي تجري في المجتمع الغربي.. هناك تغيير على صعيد القضية الفلسطينية وكيفية الرؤية، وما حدث منذ السابع من أكتوبر دفعها إلى الواجهة عالمياً خلال الأسابيع الماضية”.

مظاهرات مؤيدة لفلسطين

وذكر أستاذ الفلسفة السياسية، حول أسباب تصاعد أصوات الشباب الأمريكي لدعم فلسطين في هذه الأيام تحديداً: “ليس بالضرورة هناك منطق دائماً لحركات الاحتجاج والتنظيمات، بالإضافة إلى أن هناك شهور مرت على النخب الثقافية التي تعد ذات تأثير كبير على الطلاب، ورأوا بأنه لا يوجد حتى الآن أفق للحل وإنهاء الحرب.. جرى الحديث عن تحركات دبلوماسية وتوقيع هدنة وإيصال المساعدات لكن كل ذلك لم يحدث، وبالتالي قرروا الاحتجاج”.

وتابع: “النقطة الثالثة هي تلاقي لعدة جوانب، فهناك حركة دولية مؤيدة للقصية الفسلطينية، تكونت على مدار عقود حتى وإن كانت ضعيفة، لكن ازداد زخمها مع بداية الحرب في غزة، تلاقى ذلك مع تحرك الطلاب ومع تيار اليسار، إذ إن معظم المؤيدين للاحتجاجات من التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي، وفي فرنسا حزب فرنسا الأبية أقصى اليسار وبقية الدولة الأوروبية كذلك، اليسار هو من يقود دعم فلسطين”.

ويحتشد طلاب في جميع أنحاء الولايات المتحدة، أو يقيمون خياماً في عشرات الجامعات، للاحتجاج على الحرب المستمرة منذ أشهر في قطاع غزة، ولمطالبة الرئيس جو بايدن الذي يدعم الاحتلال الإسرائيلي ببذل مزيد من الجهد لوقف إراقة الدماء هناك.

كما يطالب الطلاب جامعاتهم بسحب استثماراتها من الشركات التي تدعم الحكومة الإسرائيلية، مثل شركات توريد الأسلحة.

اقرأ أيضاً: