تتصاعد المخاوف الإسرائيلية بعد عملية اغتيال ثلاثة من أبناء زعيم حركة المقاومة حماس، إسماعيل هنية، في غارة جوية على غزة قبل يومين.
وأوردت وسائل إعلام إٍرائيلية معلومات عن أن عملية الاستهداف التي قام بها جيش الاحتلال للإخوة الثلاثة تمت دون علم كبار القادة الإسرائيليين، ومن بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ونقلت وكالة “واللا” الإخبارية وفق رويترز عن مسؤولين إسرائيليين كبار، إنه لم يتم إبلاغ نتنياهو ولا وزير الدفاع، يوآف غالانت، مسبقًا بالضربة، التي تم تنسيقها من قبل الجيش الإسرائيلي وجهاز المخابرات الشاباك.
وقالت الوكالة إن استهداف الثلاثة جاء بصفتهم مقاتلين وليس أبناء إسماعيل هنية، فيما لم تتوافر المعلومات عن مقتل 4 من أحفاد زعيم المقاومة.
وأدى مقتل أقارب هنية إلى إضافة تعقيد محتمل للمفاوضات الرامية إلى ضمان وقف القتال في غزة، مقابل عودة الرهائن الإسرائيليين الـ 133 الذين يعتقد أنهم ما زالوا محتجزين في القطاع المحاصر.
ويأمل أقارب الأسرى الإسرائيليين لدى حماس ألا يؤثر هذا التصعيد على عملية المفاوضات، وألا تضع حماس شروطًا أكثر صرامة بسببه.
وقال هنية يوم الأربعاء “سيتوهم العدو إذا ظن أن استهداف أبنائي في ذروة المفاوضات وقبل أن ترسل الحركة ردها، سيدفع حماس إلى تغيير موقفها”.
وفي السطور التالية نلقي نظرة على أبرز قادة حماس المستهدفين من قبل إسرائيل:
إسماعيل هنية
هو الزعيم العام لحركة حماس، وهو عضو بارز في الحركة منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وتعرّض هنية لحبس لمدة 3 سنوات في السجون الإسرائيلية عام 1989، ثم تم نفيه لاحقًا في عام 1992 إلى منطقة عازلة بين لبنان والأراضي المحتلة مع عدد من قادة حماس.
وفي عام 1997، تم تعيين هنية في منصب الزعيم الروحي لحماس، ثم رئيسًا للوزراء في 2006 من قبل الرئيس محمود عباس، بعد فوز حماس بأكبر الأصوات في الانتخابات الوطنية.
ومع تصاعد الأحداث التي أطاحت خلال حماس بحركة فتح التي يقودها عباس، تمت إقالة هنية الذي تم انتخابه كرئيس للمكتب السياسي لحركة حماس في عام 2017.
وفي عام 2018، صنفت وزارة الخارجية الأمريكية هنية الذي عاش في قطر طوال السنوات الماضية على إنه إرهابي.
يحيى السنوار
الهدف الأكبر الذي يؤرق إسرائيل وتتوعد له منذ بداية العدوان على غزة في 7 أكتوبر الماضي.
ويعود الفضل إلى السنوار في تأسيس جهاز أمن حماس المعروف باسم مجد، المسؤول عن إدارة شؤون الأمن الداخلية.
وتم اعتقال السنوار الذي وُلد في عام 1963 ثلاث مرات، وخلال المرة الأخيرة التي كانت في عام 1988 تم الحكم عليه بالسجن 4 مرات مدى الحياة.
وتم الإفراج عن السنوار ضمن صفقة تبادل 1027 أسيرًا فلسطينيًا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الشهيرة.
وعاد السنوار إلى منصبه كقيادي بارز في حماس، وتم تعيينه رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة عام 2017.
وفي عام 2015، أدرجت الولايات المتحدة السنوار على قائمتها السوداء لـ “الإرهابيين الدوليين”.
محمد ضيف
يُعد ضيف المسؤول عن قيادة كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، وينظر له الفلسطينيون على أنه “العقل المدبر” للحركة.
من جانبها تصف إسرائيل الضيف بأنه “قط ذو تسع أرواح”.
وأسس الضيف كتائب القسام بهدف أسر الجنود الإسرائيليين وذلك في أعقاب الإفراج عنه من السجون الإسرائيلية التي اعتقلته في 1989.
ويُنسب للضيف أيضًا الفضل في بناء أنفاق غزة التي يستخدمها مقاتلو حماس للدخول إلى إسرائيل.
والضيف هو أحد أكثر الرجال المطلوبين في إسرائيل، وكانت سجنته في عام 2000 ولكنه هرب مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
ومنذ ذلك الوقت لم يترك الضيف وراءه أي آثار، حتى الصور المتداولة له قليلة جدًا، وهو ما يفسر الغموض حول شخصيته ومحاولاته العديدة الناجحة لتجنب الاغتيال.
مروان عيسى
في مارس الماضي، قال مسؤولون بارزون أمريكيون إن عيسى تم اغتياله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما أعلنه أيضًا البيت الأبيض، ولكن حماس لم تؤكد هذا النبأ،
ويعتبر عيسى هو الذراع اليمنى لمحمد الضيف، وهو ضمن قائمة كبار المطلوبين في إسرائيل.
حاولت إسرائيل اغتيال عيسى في عام 2006، ووقتها أصيب، كما تم اعتقاله لمدة 5 سنوات خلال الانتفاضة الأولى.
كما دمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزله مرتين خلال اجتياح غزة عامي 2014 و2021، مما أدى إلى مقتل شقيقه.
وكان عيسى شخصية مجهولة حتى ظهر في عام 2011 ضمن الصور الملتقطة خلال عملية تبادل للأسرى.
خالد مشعل
من أبرز مؤسسي حركة حماس، وحاول جهاز الموساد اغتيال مشعل بأوامر مباشرة من نتنياهو في عام 1997.
وتمت العملية في الأردن بعد دخول عملاء الموساد بجوازات سفر كندية مزورة، وتتبعوا مشعل ثم حقنوه بمادة سامة أثناء سيره في أحد الشوارع.
ولكن السلطان الأردنية اكتشفت الواقعة المدبرة واعتقلت اثنين من عملاء الموساد، كما ضغطت على إسرائيل والولايات المتحدة لتوفير الترياق، ورضخ نتنياهو في النهاية للأمر.
وزار مشعل، الذي يعيش في قطر، قطاع غزة للمرة الأولى عام 2012. واستقبله مسؤولون فلسطينيون وخرجت حشود من الفلسطينيين للترحيب به.
وانتخبت حماس إسماعيل هنية خلفًا لمشعل رئيسا لمكتبها السياسي عام 2017، وأصبح مشعل رئيسًا للمكتب السياسي للحركة في الخارج.
محمود الزهار
يعتبر الزهار من أبرز قيادات حماس، وعضو القيادة السياسية للحركة، والذي ولد عام 1945 لأب فلسطيني وأم مصرية.
درس الزهار خلال المرحلة الجامعية في القاهرة، ثم عاد ليعمل طبيبًا في غزة وخان يونس، ولكن السلطات الفلسطينية فصلته لمواقفه السياسية.
في عام 1988، اعتقلت السلطات الإسرائيلية الزهار، بعد أشهر قليلة من تأسيس حركة حماس.
وكان من بين الذين نفتهم إسرائيل في عام 1992، حيث أمضى سنة.
وحاولت إسرائيل اغتيال الزهار عام 2003 عندما أسقطت طائرة قنبلة على منزله في مدينة غزة، وهو ما أدى لإصابته بجروح طفيفة ومقتل ابنه الأكبر خالد.
أما ابنه الثاني، حسام، الذي كان عضوا في كتائب القسام، فقد قُتل في غارة جوية إسرائيلية على غزة عام 2008.