على الرغم من العلاقات المتوترة بين واشنطن وتل أبيب، أقرت الولايات المتحدة صفقة جديدة من المساعدات العسكرية إلى إسرائيل خلال الأيام الماضية.
وتضمنت الصفقة ما يزيد عن 1800 قنبلة MK84 بوزن 2000 رطل، و500 قنبلة MK82 زنة 500 رطل.
وشملت الصفقة إرسال 25 طائرة مقاتلة ومحركات من طراز F-35A تبلغ قيمتها حوالي 2.5 مليار دولار.
ولم تضطر وزارة الدفاع لإخطار الكونغرس، لأنه إجراء تمت الموافقة عليه بالفعل منذ عام 2008.
وبحسب صحيفة واشنطن بوست التي نقلت تلك المعلومات عن مسؤولين في البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية، فإن القنابل التي تزن 2000 رطل تم ربطها بسقوط عدد كبير من القتلى في هجمات إسرائيلية سابقة على غزة.
تأكيد للدعم
ويبدو أن الولايات المتحدة تريد تأكيد دعمها لإسرائيل على الرغم من الخلافات بشأن خطة اجتياح رفح، وهو ما أكدته مرارًا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي.
وقال مسؤول في البيت الأبيض: “لقد واصلنا دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.
ويقول ديمقراطيون وبعض حلفاء الرئيس بايدن إن الإدارة الأمريكية ملتزمة بمنع الأسلحة عن إسرائيل حال تخطت الحدود بشأن خطتها المحتملة للهجوم على رفح.
وتحظى تلك الخطة بعلامات استفهام كثيرة بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع بأكمله، والذي يوشك أن يشهد مجاعة وفق منظمة الصحة العالمية.
وباتت رفح هي الملاذ الأخير لأكثر من مليون و200 ألف مواطن فلسطيني نزحوا من الشمال بسبب القصف المتواصل على المنطقة من قبل إسرائيل.
ولكن السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين، قال في مقابلة سابقة إنه على إدارة بايدن أن تمتلك الضمانات اللازمة حول نية إسرائيل تجاه رفح، قبل الموافقة على أي صفقات للأسلحة.
الخلاف حول رفح
يدعي مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون أن أربع كتائب تابعة لحماس ما زالت موجودة في رفح.
ولكن بايدن قال إن الغزو الإسرائيلي للمدينة المتاخمة للحدود المصرية، سيكون بمثابة تجاوز للخط الأحمر بالنسبة له.
وكان من المفترض أن يحضر وفد إسرائيلي إلى واشنطن الأسبوع الجاري بناءً على طلب بايدن لمناقشة الأمر، قبل أن يلغي نتنياهو الرحلة اعتراضًا على الموقف الأمريكي في مجلس الأمن.
وكانت الولايات المتحدة امتنعت عن استخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي دعا إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، لكنه لم يدن حماس.
وجاء ذلك لأن المسؤولين الإسرائيليين لم يقدموا أي دلائل تهدأ من المخاوف الأمريكية بشأن عملية رفح، وفق البيت الأبيض.
تأثير الأسلحة
بحسب واشنطن بوست، فإن القنابل بوزن 2000 رطل لها قوة تدميرية قادرة على تسوية المدن بالأرض وترك حفر عرضها 40 قدمًا أو أكبر.
وهذا النوع من القنابل لم يُعد يستخدم من قبل الجيوش الغربية في المواقع المكتظة بالسكان بسبب خطر وقوع إصابات بين المدنيين.
وبناء على تقارير، استخدم إسرائيل هذه القنابل على نطاق واسع في غزة، وتحديدًا خلال قصف مخيم جباليا في 31 أكتوبر الماضي.
وواجهت إسرائيل انتقادات لاذعة من الأمم المتحدة للقصف الذي أودى بحياة 100 شخص، ولكن الأخيرة دافعت عن نفسها قائلة إن التفجير تسبب في مقتل أحد قادة حماس.
وينفي المسؤولون الإسرائيليون أن تكون حملتهم العسكرية عشوائية ويقولون إن سقوط ضحايا من المدنيين هو خطأ حماس لأنها زرعت مقاتليها بين السكان في غزة.
انقسام حول الدعم العسكري
تنقسم الآراء حول الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل إلى فريقين، أحدهما يرى أن قرار بايدن بمواصلة إرسال الأسلحة هو قرار صائب.
ومن بين تلك الجهات لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، التي تنفق عشرات الملايين من الدولارات في هذه الدورة الانتخابية للإطاحة الديمقراطيين والتي تعتبرهم غير مؤيدين كفاية لإسرائيل.
ويرى آخرون أن الولايات المتحدة يمكنها حماية الملايين من المدنيين، مع استمرار حصول إسرائيل على أكبر قدر من المساعدات ومن بينهم بعض الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس.
ولكن المسؤول السابق بوزارة الخارجية والمتورط في عمليات نقل الأسلحة، جوش بول، والذي استقال احتجاجًا على سياسة بايدن في غزة، يرى أن موافقات بايدن المتكررة على عمليات نقل الأسلحة هي “إلغاء للمسؤولية الأخلاقية، واعتداء على سيادة القانون كما نعرفها، على المستويين المحلي والدولي”.
وأضاف: “أن هذه عملية صنع السياسة معطلة بشكل أساسي، والتي تجعل الجميع، من مسؤولي صنع السياسات إلى مصنعي الدفاع إلى دافعي الضرائب الأمريكيين متواطئين في جرائم الحرب الإسرائيلية”.
ويأتي تقرير الصحيفة عن الأسلحة الجديدة في أعقاب زيارة قام بها وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إلى واشنطن هذا الأسبوع حيث طلب من إدارة بايدن تسريع مجموعة من الأسلحة.
اقرأ أيضًا:
استهلاك الولايات المتحدة من واردات اليورانيوم الروسية.. كم يبلغ؟
لا تستطيع الانتصار أو التراجع.. الولايات المتحدة متورّطة في حربها مع الحوثيين
أكثر رؤساء الولايات المتحدة شعبية على مر التاريخ
المصدر: washingtonpost