تتزايد المخاوف من اندلاع مواجهة مباشرة بين أمريكا وإيران، على خلفية التصعيد الأخير للحرب بين إسرائيل وحماس في منطقة الشرق الأوسط.
وظهرت الولايات المتحدة وإيران في الصورة منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي، ولكن كأطراف غير مباشرة في الصراع.
وتدعم واشنطن إسرائيل من ناحية، فيما تدعم إيران حركة حماس من ناحية أخرى.
ولكن خلال نهاية الأسبوع الماضي، تطورت الأحداث بعد مقتل 3 جنود أمريكيين وأصيب أكثر من 30 آخرين، في موقع على الحدود بين الأردن وسوريا.
وتم الهجوم من خلال طائرة بدون طيار بحسب ما أعلنه مسؤولون أمريكيون.
وهذه هي المرة الأولى التي يُقتل فيها جنود أمريكيون بنيران معادية في الشرق الأوسط منذ بداية حرب غزة.
واتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن الجماعات المدعومة من إيران، بتنفيذ الهجوم وهدد برد قوي.
وفي الوقت الذي نفت فيه إيران أي تورط مباشر في الهجمات، أعلنت ميليشيات إيرانية مسؤوليتها عن الهجوم، بحسب “سي إن إن“.
توترات متزايدة
على مدار العقود الماضية، تجنبت الولايات المتحدة وإيران الدخول في مواجهات مباشرة بينهما.
وصرح مسؤولون أمريكيون أكثر من مرة أنهم لا يريدون أن تتسع التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية.
وقام الطرفان بهجمات متبادلة على جماعات مسلحة وأفراد في اليمن وسوريا والعراق.
كما ضربت طهران ما قالت إنها جماعات مناهضة لإيران في العراق وسوريا وباكستان، وردت الأخيرة بضربات انتقامية.
وزادت تحركات الجماعات المسلحة بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، وهو ما ظهر في الهجمات التي شنها الحوثيون في اليمن على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
وترى الولايات المتحدة أن تلك التحركات تسببت في تعطيل التجارة العالمية في أحد الممرات المائية الحيوية.
كما تتهم واشنطن جماعة الحوثي بإقامة علاقات مع حماس، بل وتمويلها في هجمتها التي شنتها على المستوطنات الإسرائيلية في 7 أكتوبر الماضي.
الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط
خلال السنوات الأخيرة، بدأت الولايات المتحدة في الابتعاد التدريجي عن الشرق الأوسط، ولكن الأحداث الأخيرة تجذبها إليه مرة أخرى.
وقبل الحرب، بلغ عدد الجنود الأمريكيين في المنطقة ما يزيد عن 30 ألف جندي، وبعد العدوان الإسرائيلي على غزة عززت من تواجدها وموقفها العسكري في المنطقة.
وتتواجد القوات الأمريكية في عدة دول، وتتداخل مع وجود الميليشيات الإيرانية أيضًا.
وفي العراق، كان عدد القوات الأمريكية في البلاد نحو 160 ألف جندي حتى عام 2008.
وفي الشهور الأخيرة، نشرت واشنطن نحو 2500 جندي آخرين موزعين على عدة قواعد عسكرية مثل أربيل والأسد وغيرها.
وتتمتع طهران بنفوذ كبير على العديد من الميليشيات الشيعية المرتبطة بشكل وثيق بالحرس الثوري الإسلامي الإيراني.
يشمل التواجد كتائب حزب الله، وحركة النجباء، وكتائب سيد الشهداء.
وفي سوريا، تتواجد إيران من خلال فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إلى جانب كتائب زينبيون وفاطميون، وهي ميليشيات شيعية.
وتتواجد الولايات المتحدة من خلال 800 جندي بزعم مواجهة داعش، تتمركز معظمها في المنطقة الأمنية شرق سوريا.
أما الأردن حيث وقعت الحادثة الأخيرة، تتواجد القوات الأمريكية في قاعدة شمال شرق البلاد، كجزء من مهمة تقديم المشورة والمساعدة.
ويبلغ قوام القوات الأمريكية هناك نحو 3 آلاف جندي أمريكي.
ويضم لبنان أكبر قوة شبه عسكرية في الشرق الأوسط وهي جماعة حزب الله، والتي تتمركز قاعدتها الأساسية على الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة من إسرائيل.
وشنت الحركة هجمات متواصلة على الأراضي المحتلة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة.
وتُعد اليمن معقل الحوثيين التي تسيطر على شمال البلاد، فيما ينشر الجيش الأمريكي سفنا حربية في البحر الأحمر قبالة الساحل اليمني.
هل تنجر الولايات المتحدة وإيران إلى مواجهة مباشرة؟
حتى الآن لا يوجد أي دليل على أن إيران كانت تعلم مسبقًا بهجمات 7 أكتوبر الماضي، أو أنها ذات تأثير قوي على حماس.
ولكن من منظور الولايات المتحدة فغن الحركة قدمت نحو 100 مليون دولار تاريخيًا للجماعات الفلسطينية المسلحة.
وعلى الجانب الآخر من الحدود، تعد إسرائيل أكبر متلق للمساعدات العسكرية الأمريكية.
وساهمت واشنطن بأكثر من 130 مليار دولار من المساعدات منذ تأسيس الدولة اليهودية في عام 1948.
وفي منطقة الخليج تتواجد القوات الأمريكية من خلال قواعد عسكرية يُعد بعضها الأكبر في المنطقة.
ويقع أكبر تواجد أمريكي في المنطقة في الكويت بنحو 13,500 جندي أمريكي.
ولا يتفوق على هذا الرقم سوى اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية.
ويوجد ثاني أكبر وجود عسكري للولايات المتحدة في المنطقة في قطر، التي تستضيف حوالي 10 آلاف جندي أمريكي في قاعدة العديد الجوية.
وترتبط قطر وحماس بعلاقات قوية، إذ لعبت الأولى دور الوسيط أكثر من مرة بغرض عقد هُدن منذ اشتعال الأحداث الأخيرة.
وتشمل المراكز الأخرى للوجود العسكري الأمريكي البحرين، التي تستضيف القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية ومقر الأسطول الخامس للبحرية.
وخارج منطقة الخليج، تستضيف تركيا 1465 عسكريًا في قاعدة إنجرليك الجوية.
اقرأ أيضًا
“ترامب” يتعهد ببناء قبة حديدية تغطي أمريكا بأكملها!
هل تواصل أمريكا الانسحاب من الشرق الأوسط بعد الهجوم على قواتها؟
أكبر الشركات حسب الإيرادات.. أمريكا VS الصين