قُتل 24 جنديًا إسرائيليًا في يوم واحد، الاثنين، وهو أسوأ الأيام من حيث الخسائر لجيش الاحتلال في غزة، وأعلن الجيش الإسرائيلي، خلال الساعات الماضية، عن مقتل 21 ضابطًا من قوات الاحتياط وسط القطاع جنوب مخيم البريج، بعدما قصف مقاتلو حركة حماس مبنى فخخه الإسرائيليون.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، دخلت مجموعة من جنود احتياط من اللواء 261 إلى منطقة المغازي وسط قطاع غزة، وبالتنسيق مع وحدة الهندسة، عمل الجيش على تفخيخ 10 مبان استعدادًا لتفجيرها.
وكانت المهمة على وشك الانتهاء، إلا أن مقاتلي حماس تمكنوا من إطلاق قذيفتي “أر بي جي”، الأولى نحو دبابة ميركافا أدت لإصابة جنديين، والثانية أطلقت على المبنى المفخخ، ما أدى إلى تفعيل المتفجرات وانهيار مبنيين على من بداخلهما.
وبقيت وحدة الإنقاذ (669) تعمل طوال الليل لرفع الأنقاض بحثًا عن جنود مفقودين، وفي وقت سابق، أفادت أنباء عن مقتل 3 جنود في هجوم منفصل جنوب قطاع غزة، ما جعل حصيلة الخسائر الإسرائيلية 24 جنديًا.
أصعب الأيام منذ اندلاع الحرب
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو: “لقد مررنا بالأمس بأحد أصعب أيامنا منذ اندلاع الحرب.. باسم أبطالنا، ومن أجل حياتنا، لن نتوقف عن القتال حتى النصر المطلق”.
وأوضح المتحدث باسم الجيش، دانيال هغاري بمؤتمر صحفي، اليوم الثلاثاء، أن هذا الهجوم هو الأقسى منذ بدء التوغل البري الإسرائيلي في القطاع.
في أول تعليق له على الحادث، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ: “صباح صعب لا يطاق، حيث يسقط المزيد والمزيد من أسماء أفضل أبنائنا.. المعارك الضارية تجري في مساحة صعبة للغاية”.
ومن جانبه صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت: “صباح صعب ومؤلم وقلوبنا مع عائلات الضحايا في أصعب أوقاتها، هذه حرب ستحدد مستقبل إسرائيل للعقود القادمة، وسقوط جنودنا وصية لتحقيق أهداف الحرب.”
وجاءت الوفيات في الوقت الذي هاجمت فيه قوات الدفاع الإسرائيلية الجزء الغربي من خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب القطاع والتي تؤوي مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين فروا من المناطق إلى الشمال.
وتقول إسرائيل إن المدينة أصبحت الآن القاعدة الرئيسية لحركة حماس، وأضاف الجيش: “خلال اليوم الماضي، نفذت قوات الجيش الإسرائيلي عملية واسعة النطاق طوقت خلالها خان يونس وعمقت العملية في المنطقة”.
حصار مستشفيات غزة واقتحامها
يقول سكان غزة إن القوات الإسرائيلية المتقدمة قامت منذ يوم الاثنين بمحاصرة واقتحام المستشفيات في المدينة المزدحمة، تاركة الجرحى والقتلى بعيدًا عن متناول رجال الإنقاذ.
وجرى دفن الجثامين في أراضي مستشفى ناصر الرئيسي في خان يونس لأنه لم يكن من الآمن المغادرة للوصول إلى المقبرة، واقتحمت القوات الإسرائيلية مستشفى آخر في خان يونس، وهو مستشفى الخير، واعتقلت العاملين فيه، كما تعذر الوصول إلى مستشفى ثالث، وهو مستشفى الأمل، الذي يديره الهلال الأحمر الفلسطيني، وفقًا لمسؤولين فلسطينيين.
وقال الهلال الأحمر إن قذيفة دبابة أصابت مقره في الطابق الرابع من المستشفى، وكانت القوات الإسرائيلية تطلق النار من طائرات بدون طيار على أي شخص يتحرك بالقرب، مما يجعل من المستحيل إرسال سيارات الإسعاف لمنطقة خان يونس بأكملها.
وتقول إسرائيل إن مقاتلي حماس يعملون في المستشفيات وحولها، مما يجعلها أهدافًا مشروعة. وينفي العاملون في المستشفى وحماس ذلك.
اقرأ أيضًا:
لماذا أصبح قطاع غزة أخطر مكان في العالم على الأطفال؟
بالصور| 100 يوم من الدمار والإبادة والتهجير في قطاع غزة.. ماذا بعد؟
سيناريوهات “اليوم التالي” بعد “حرب غزة”.. من سيحكم أو يعيد بناء القطاع المدمر؟