كان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يرغب في إظهار رد فعل قوي ومناسب بعد هجمات ميليشيا الحوثي على السفن في البحر الأحمر، من خلال إطلاق قوة بحرية جديدة قوامها من عدة دول.. لكن بعد أسبوع من هذه الرغبة يبدو أن الكثير من الحلفاء لا يريدون أن ترتبط بهم هذه القوة!
تقول وزارة الدفاع الأمريكية، إن القوة عبارة عن تحالف دفاعي يضم أكثر من 20 دولة لضمان تدفق تجارة بمليارات الدولارات بحرية عبر معبر شحن حيوي في مياه البحر الأحمر قبالة اليمن.
لكن ما يقرب من نصف تلك الدول لم تتقدم حتى الآن للاعتراف بمساهماتها أو تسمح للولايات المتحدة بالقيام بذلك، يمكن أن تتراوح هذه المساهمات من إرسال سفن حربية إلى مجرد إرسال ضابط أركان.
الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة
إحجام بعض حلفاء الولايات المتحدة عن ربط أنفسهم بهذه الجهود ولو جزئيًا، يعكس الشقوق التي أحدثها الصراع في غزة، والذي شهد استمرار بايدن في دعمه القوي لإسرائيل حتى مع تزايد الانتقادات الدولية لهجومها، الذي تقول وزارة الصحة في غزة إنه أسفر عن مقتل أكثر من 21 ألف شخص.
قلق الحكومات الأوروبية
يقول ديفيد هيرنانديز، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كومبلوتنسي بمدريد، إن “الحكومات الأوروبية تشعر بقلق بالغ من أن ينقلب جزء من ناخبيها المحتملين ضدها”، مشيرًا إلى أن الرأي العام الأوروبي ينتقد إسرائيل بشكل متزايد ويخشى الانجرار إليها.
يأتي ذلك في أعقاب هجوم ميليشيا الحوثي على نحو 10 سفن بالصواريخ والطائرات المسيّرة منذ 19 نوفمبر الماضي، ردًا على الهجمات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة واستهداف آلاف المدنيين.
ما أدى إلى تغيير مسار بعض السفن حول رأس الرجاء الصالح في إفريقيا، بدلًا من المرور عبر قناة السويس، ما أدى إلى زيادة كبيرة في وقت الإبحار وتكاليفه.
وقال شخص مطلع على تفكير إدارة بايدن إن الولايات المتحدة تعتقد أن هجمات الحوثيين المتصاعدة تتطلب رداً دولياً منفصلاً عن الصراع الدائر في غزة.
خلاف حول ما يحدث في قطاع غزة
وبينما تقول الولايات المتحدة إن 20 دولة اشتركت في قوة المهام البحرية التابعة لها، فقد أعلنت عن أسماء 12 دولة فقط، وقد أبدى الاتحاد الأوروبي دعمه لفرقة العمل البحرية ببيان مشترك يدين هجمات الحوثيين.
وعلى الرغم من أن بريطانيا واليونان ودول أخرى قد أيدت العملية الأمريكية علنًا، إلا أن العديد ممن ورد ذكرهم في الإعلان الأمريكي سارعوا إلى القول إنهم ليسوا مشاركين بشكل مباشر.
وقالت وزارة الدفاع الإيطالية إنها سترسل سفينة إلى البحر الأحمر بناء على طلب من أصحاب السفن الإيطالية وليس كجزء من العملية الأمريكية. وقالت فرنسا إنها تدعم الجهود الرامية إلى تأمين حرية الملاحة في البحر الأحمر، لكن سفنها ستبقى تحت القيادة الفرنسية، وقالت إسبانيا إنها لن تنضم إلى هذه العملية.
ويساعد الغضب الشعبي بشأن الهجوم الإسرائيلي على غزة في تفسير بعض تردد الزعماء السياسيين، فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “يوجوف” مؤخرًا أن أغلبية كبيرة من الأوروبيين الغربيين، وخاصة إسبانيا وإيطاليا، يعتقدون أن إسرائيل لا بد وأن توقف العمليات العسكرية في غزة.
هناك أيضًا خطر أن تصبح الدول المشاركة عرضة لانتقام الحوثيين، ويقول شخص مطلع على تفكير الإدارة الأمريكية إن هذا الخطر، وليس الخلافات بشأن غزة، هو الذي يدفع بعض الدول إلى الابتعاد عن هذه الجهود.
اقرأ أيضاً:
زعيم كوريا الشمالية يأمر الجيش بالاستعداد للحرب.. لماذا؟
أكثر الدول خطرًا على المسافرين في عام 2024
زعيم بيلاروسيا يقول إن شحنات الأسلحة النووية الروسية قد اكتملت.. ماذا بعد؟