لم تتوان الولايات المتحدة الأمريكية في تقديم شتى أنواع الدعم إلى إسرائيل منذ أن أعلنت قيام ما تعتبره دولتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وحرص الرؤساء الأمريكيون على مساندة سلطات الاحتلال على مر العصور، عسكريًا ومعنويًا وماديًا حتى باتت إسرائيل تُعرف بالابن المدلل للولايات المتحدة.
وكان آخر هذه المساعدات هي إرسال حاملة طائرات ومقاتلات جوية إلى إسرائيل، لتدعمها في الصمود خلال حربها مع حركة حماس التي اندلعت قبل أيام.
المساعدات على مر العقود
كانت بداية المساعدات في عام 1951، عندما صوت الكونغرس لصالح مساعدة إسرائيل على مواجهة الأعباء الاقتصادية التي ترتبت على زيادة اللاجئين اليهود من الدول العربية.
ولكن بحلول عام 1959 توقفت المنح الاقتصادية الأمريكية إلى إسرائيل، واتخذت شكلًا آخرًا وهو المساعدات في صورة قروض حتى عام 1985، ولكن المساعدات العسكرية استمرت حتى حرب 1973.
وخلال الفترة من 1973 وحتى 1997، تلقت إسرائيل مساعدات أمريكية بقيمة 120 مليار دولار، تنوعت أهدافها ما بين إعادة بناء القوات الجوية، وإعادة التوازن لنظامها الاقتصادي وأيضًا ما تُطلق عليه “مكافحة الإرهاب”.
وفي عام 1998، عرضت إسرائيل من تلقاء نفسها رغبتها في تقليص اعتمادها على المساعدات الاقتصادية الأميركية، وبدلًا من حصولها على 1.2 مليار دولار سنويًا، نص اتفاق مع إدارة الرئيس الأسبق كلينتون والكونغرس على أن تتلقى 120 مليون دولار كل عام على أن يتم إلغاؤها بشكل تدريجي على 10 سنوات.
ومنذ عام 1973، تلقت إسرائيل أكثر من 1.7 مليار دولار على شكل منح من حساب مساعدة الهجرة واللاجئين التابع لوزارة الخارجية للمساعدة في إعادة توطين المهاجرين في إسرائيل.
وكانت معظم المساعدات تُستخدم في تسديد الديون القديمة لإسرائيل، وفي عام 1998، اعتبرت الولايات المتحدة إسرائيل بأنها حليفتها، وهو ما سمح لها بتلقي المعدات العسكرية القديمة التي يرغب الجيش الأمريكي في بيعها أو التخلي عنها.
انتكاسة مؤقتة
شهد عام 2003 مفاجأة غير متوقعة بالنسبة لإسرائيل، حينما صوت الكونغرس الأمريكي لصالح قطع المساعدات عن إسرائيل، وكان ذلك بمثابة ضربة لـ اللوبي اليهودي في أمريكا وكذلك للحكومة الإسرائيلية.
ووقتها قام الكونغرس أيضًا بإلغاء طلب الإدارة للحصول على 200 مليون دولار إضافية لمساعدة إسرائيل في مكافحة الإرهاب.
ولكن هذه القرارات لم تدم طويلًا، إذ وافقت الإدارة الأمريكية في نفس العام على مساعدات تكميلية تتضمن مليار دولار من التمويل العسكري الأجنبي و9 مليارات دولار في شكل ضمانات قروض لمساعدة إسرائيل على التعافي الاقتصادي.
وفي أغسطس 2007، وافقت إدارة بوش على زيادة المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل بقيمة 6 مليارات دولار خلال العقد التالي.
وبحلول سبتمبر 2016، وقعت الحكومتان الأمريكية والإسرائيلية مذكرة تفاهم لمدة 10 سنوات، تغطي السنة المالية من 2019 وحتى 2028.
وبموجب الاتفاقية تحصل إسرائيل على مساعدات عسكرية بقيمة 38 مليار دولار، وهو الرقم الذي كان يرغب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في زيادته.
وخلال وجوده في الحكم، أعلنت إدارة ترامب في عام 2017، نيتها إضافة 75 مليون دولار إضافية إلى مذكرة التفاهم، وذلك لدعم برنامج الدفاع الصاروخي الإسرائيلي.
المساعدات الأمريكية لإسرائيل طوال 75 عامًا
بلغ إجمالي المساعدات الأمريكية إلى إسرائيل منذ عام 1949 وحتى 2023، أكثر من 160 مليار دولار، بخلاف ضمانات القروض التي بلغت وحدها 10 مليارات دولار.
كانت بداية المساعدات الاقتصادية في عام 1952، عندما حصلت إسرائيل على 63 مليون دولار، وفي عام 1971 بلغ إجمالي المساعدات الأمريكية أكثر من 634 مليون دولار، ثم 481 مليون دولار في عام 1972، ثم 493 مليون دولار في عام 1973.
وفي أعقاب حرب أكتوبر ومع بداية عام 1974، قفزت قيمة المساعدات الأمريكية الإجمالية إلى إسرائيل ليصل إلى 2,646.30 مليار دولار، وهو رقم قريب من حجم المساعدات في عام 1976 حينما بلغت 2,363.10 مليار دولار.
ومنذ عام 1978، استقرت قيمة المساعدات بملايين الدولارات، فوصلت في هذا العام إلى 1,822.80 مليار دولار، ثم 5,146.00 مليار دولار في عام 1980.
وفي عام 2015، بلغ إجمالي المساعدات الأمريكية لإسرائيل 3,926.19 مليار دولار، ثم 3,805.00 مليار دولار في عام 2020، وفي العام الحالي وصل حجم المساعدات إلى 3,805.00 مليار دولار.
بعد الاستدعاء غير المسبوق في صفوف الجيش.. هل تشن إسرائيل حرب برية على قطاع غزة؟
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.. هل تحتوي المملكة التصعيد بمبادرة سلام؟
حاملة الطائرات “جيرالد فورد”.. هدية أمريكا إلى إسرائيل في حربها مع حماس