أعلن رئيس مجلس النواب الأمريكي، كيفن مكارثي، اليوم الأربعاء، أنه فتح تحقيقًا للبحث في مزاعم تتهم الرئيس جو بايدن وعائلته بإساءة استخدام السلطة والتربح من منصبه وكذلك الفساد.
ويستهدف التحقيق الذي جاء بضغوط من الحزب الجمهوري الذي يسيطر على الكونغرس بفارق أصوات ضئيل عن نظيره الديمقراطي، عزل الرئيس بايدن من منصبه.
وتأتي هذه التطورات في ظل استعداد بايدن لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة بغرض الفوز بولاية جديدة، ووسط صراع بين مجلس النواب والكونغرس بشأن الانتخابات.
رد فعل البيت الأبيض
ومنذ أشهر، تحقق لجان السلطة القضائية والرقابة والطرق والوسائل في مجلس النواب، في ادعاءات مختلفة تتعلق بأفراد من عائلة بايدن، ولكن حتى الآن لم يتم تضمين الرئيس في أي منها.
ولكن مكارثي قال إنه سيصدر توجيهات لهذه اللجان بقيادة تحقيق المساءلة مع الرئيس صاحب الثمانين عام.
واستنكر البيت الأبيض على لسان متحدثه، إيان سامز، خطوات مجلس النواب، واصفًا إياها بأنها سياسة متطرفة، خصوصًا وأن التحقيقات التي تُجرى منذ شهور لم تثبت أي تهمة بحق الرئيس بايدن.
ماذا يعني تحقيق المساءلة؟
يُعتبر تحقيق المساءلة هو أبرز شكل لأشكال رقابة الكونغرس على السلطة التنفيذية، وهو أمر ينص على الدستور الأمريكي.
وتقوم فيه اللجان بالتحقيق في ارتكاب مسؤول فيدرالي سواء كان رئيس الولايات المتحدة أو مسؤول في مجلس الوزراء أو قاض، لمخالفات خلال توليه منصبه.
ولم يشهد التاريخ الأمريكي عزل أي رئيس من منصبه، ولكن الرئيس ريتشارد نيكسون سارع بتقديم استقالته في عام 1974 عندما شرع الكونغرس في تحقيقات مماثلة ضده.
كما واجه 3 رؤساء آخرين إجراءات العزل وهم أندرو جونسون في عام 1868، وبيل كلينتون في عام 1998، والرئيس السابق دونالد ترامب.
لماذا يسعى الجمهوريون لإدانة بايدن؟
يزعم الجمهوريون وهم أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يواجه هو الآخر اتهامات جنائية منذ أشهر، بأن بايدن وابنه استغلا نفوذهما لتحقيق مصالح شخصية، وهي ادعاءات كررها ترامب مرارًا من قبل.
ويركّز الجمهوريون على اتهام يتعلق بتقديم بايدن رشوة مالية حينما كان في منصب نائب الرئيس عام 2019، للضغط على أوكرانيا لإقالة كبير المدعين العامين من أجل وقف التحقيق في شركة النفط والغاز “بوريسما” التي كان هانتر بايدن يعمل فيها.
ولكن الديمقراطيين يؤكدون أن وزارة العدل حققت في هذه الادعاءات من قبل حينما كان ترامب رئيسًا، وتم إغلاق التحقيق لعدم وجود أدلة كافية، بخلاف أن شريك هانتر بايدن السابق شهد أمام الكونغرس بأن مزاعم الرشوة غير صحيحة.
وعلى الرغم من أن مجلس النواب حقق في هذه الادعاءات بشكل دقيق، للتأكد من أن بايدن يستخدم سلطاته لمساعدة ابنه هانتر، إلا أن الجمهوريين فشلوا في إيجاد دليل على ذلك.
هل عزل بايدن محتمل؟
هذا أمر غير مؤكد، ففي حين أن التحقيقات المفتوحة بهذا الشأن تأتي تحت شعار عزل الرئيس، إلا أن الجمهوريين دائمًا ما تعاملوا بحذر مع هذا المثطلح وما سيترتب عليه من تداعيات سياسية.
ولتنفيذ العزل، ينبغي على الكونغرس أن يوافق بأغلبية على إحدى التهم الموجهة إلى بايدن وتعاقب بالعزل، ومن الممكن أيضًا أن تُغلق التحقيقات دون إثبات أي اتهامات.
ولكن بشكل عام، يرى الجمهوريون بما فيهم مكارثي أن التحقيق في جوهره لا يسعى إلى عزل بايدن، ولكنه يهدف إلى إثبات قدرة الكونغرس على ممارسة سلطاته الرقابية على السلطة التنفيذية.
وحتى الآن لا توجد مؤشرات واضحة حول المدة التي سيستغرقها التحقيق، ومن الممكن أن يستمر لبضعة أشهر أو عام، ويتوقف أيضُا على رؤية الجمهوريين في الكونغرس.
ولكن من المؤكد أن التحقيق لن يستمر لأبعد من 2 يناير 2025، وهو موعد نهاية دور الانعقاد الحالي من المجلس.
ماذا سيحدث إذا تمت إدانة بايدن؟
إذا أثبت الجمهوريون أن بايدن مدان باتهامات استغلال السلطة وارتكاب مخالفات، فستقوم اللجنة القضائية بصياغة مواد الإدانة.
وإذا تم التصويت على هذه المواد بالأغلبية في اللجنة، ستنتقل هذه المواد إلى قاعة مجلس النواب للتصويت عليها بأغلبية أيضا حتى يتم العزل.
بعد ذلك تتم إحالة المواد إلى مجلس الشيوخ، ولن يكون أمام الديمقراطيين سوى إجراء محاكمة، وسيقوم بعض أعضاء المجلس بدور المحلفين، فيما سيتم اختيار أعضاء من الكونغرس ليكونوا المدعين، وبرئاسة رئيس المحكمة العليا.
وحال موافقة مجلس الشيوخ على مواد الإدانة بأغلبية الثلثين، يتم عزل الرئيس من منصبه، والعكس إذا لم توافق الأغلبية فتتم تبرئة الرئيس.
وسيكون بايدن أول رئيس أمريكي يُعزل من منصبه في تاريخ الولايات المتحدة، ولكن هذا الأمر قد يكون غير محتمل بشكل كبير نظرًا لأن الديمقراطيين يسيطرون على مجلس الشيوخ بالأغلبية.
العالم خلف القضبان
“بايدن” يضطرّ للدفاع عن نفسه بعد لقاء زعماء مجموعة العشرين.. لماذا؟
مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب.. أدواره وأهدافه
