عالم سياسة

الوثائق الأمريكية السرية عن حرب أوكرانيا.. من سربها؟ وما هدفه؟

منذ يومين، ويعج الإنترنت بالأحاديث حول الوثائق السرية لوزارة الدفاع الأمريكية التي تم تسريبها مؤخرًا، والتي تشمل معلومات تخص الولايات المتحدة المتعلقة بالحرب في أوكرانيا.

وشملت الوثائق التي تم تداولها تحت عنوان “سري للغاية”، تفاصيل عسكرية خاصة بروسيا وأوكرانيا، ونقاط قوة وضعف كل منهما خصوصًا فيما يتعلق بالهجوم الذي تنوي أوكرانيا شنه لاستعادة سيطرتها على الأراضي الأوكرانية.

وثائق حقيقة!

تُشير التقديرات إلى أنه لم يحدث تسريب بهذا الحجم عن الحرب الروسية الأوكرانية منذ اندلاعها قبل أكثر من عام، وفي حين أن بعض هذه الوثائق لم يتخط عمرها الـ6 أسابيع فقط، إلا أن ما جاء بها بالغ الخطورة، وفق بي بي سي.

وبحسب ما قاله مسؤولون في البنتاغون فإن الوثائق حقيقية، ولم يتم تغيير سوى معلومات بسيطة في إحداها، في حين أن المعلومات الموجودة في أكثر من 100 وثيقة أخرى صحيحة.

وتضمنت ما يزيد عن 20 وثيقة، معلومات تفصيلية عن المعدات والتدريبات التي توفرها الولايات المتحدة لأوكرانيا، بهدف تجهيزها لعمليتها العسكرية المحتملة المعروفة بـ “هجوم الربيع”، والمتوقع لها التنفيذ خلال الأسابيع المقبلة.

وتذكر الوثائق التفاصيل الخاصة بالإمدادات العسكرية التي ستوفرها دول الغرب الحليفة لأوكرانيا، وعدد المدرعات والدبابات التي ستتسلمها كييف، إلى جانب الخرائط التي تعطي معلومات عن طبيعة الأرض في شرق أوكرانيا خلال فترة الربيع والتي يمكن أن تؤثر على العمليات المنتظرة.

مدى حداثة المعلومات

لم يكن الكثير من المعلومات الموجودة ضمن التسريبات جديدة تمامًا، فالبعض منها تم الإعلان عنه من قبل مثل تقديرات الولايات المتحدة لأعداد الضحايا الروس والتي أشارت إلى أنها ما بين 189.5 ألف و223 ألف جندي قتيل وجريح.

وكذلك هو الحال بالنسبة للخسائر الأوكرانية في الحرب والتي قدرتها الوثائق ما بين 124.5 ألف و131 ألفا، وهو ما يتوافق مع الأرقام المعلنة للصحافة قبل أسابيع قليلة.

ولكن البنتاغون لا يثق كثيرًا في الأرقام الموجودة ضمن التسريبات، خصوصًا وأنه تم التلاعب فيها على بعض المواقع لتعكس خسائر أكبر لكلا الجانبين.

وكمثال، ذكرت نسخة من الوثائق على حساب مؤيد لروسيا على موقع تليغرام عدد الأوكرانيين الذين قتلوا في الحرب ما بين “61 ألفًا” – 71.5 ألف”، وهو عكس الحقيقة التي تُشير إلى العدد الحقيقي هو ما بين “16 ألفًا إلى 17.5 ألفًا”.

ولكن من سرب الوثائق وما الهدف منها؟

حتى الآن، فإن هوية المصدر الأصلي للتسريبات لا زالت مجهولة، ولكنها ظهرت على منصة مراسلة شائعة لدى لاعبي ألعاب الفيديو على الإنترنت في أوائل مارس الماضي، بحسب أريك تولر، من موقع “بيلينغكات” للصحافة الاستقصائية وتدقيق الحقائق.

وتزامنًا مع جدل أُثير حول حرب أوكرانيا على خادم “ديسكورد” يتردد عليه لاعبو لعبة الكمبيوتر “ماين كرافت”، في 4 مارس، نشر أحدهم 10 من تلك الوثائق السرية.

وفي حين أن هذا النمط من نشر تسريبات بعينها غريبًا بعض الشيء، إلا أنه ليس بجديد، ففي عام 2019، تم تسريب وثائق تتعلق بالعلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وبريطانيا على موقع “ريديت” و”4تشان”، ومواقع أخرى، وذلك قبل الانتخابات العامة في بريطانيا.

توقيت حرج

بالنسبة لأوكرانيا، فإن ظهور مثل هذه الوثائق الحساسة في هذا التوقيت تحديدًا، من شأنه أن يعوق أهدافها العسكرية المتعلقة بهجوم الربيع، والذي تضع عليه آمالًا لتغيير مسار الحرب من خلال تحقيق انتصارات في ساحة المعركة ومن ثم تهيئة الظروف لمحادثات سلام.

وتتباين الآراء حول الهدف من التسريب، ففي كييف يرى مسؤولون أنه بمثابة حملة تضليل محتملة من قبل روسيا، فيما يُشير مدونون عسكريون إلى أنها ربما تكون مؤامرة غربية لتضليل القادة في روسيا.

وإجمالًا، لم تتضمن التسريبات أية معلومات عن طبيعة هجوم أوكرانيا أو اتجاهها، وهو ما يصب في صالح كييف لإبقاء روسيا على جهل بخططها حتى تتمكن من تحقيق انتصارات على أرض المعركة.

أفشل مخطط الحكومة الفرنسية في رفع سن التقاعد.. من هو أوريليان براديه؟

لماذا توجد مخاوف من الذكاء الاصطناعي في المستقبل؟

فيديو| “حارة المظلوم” في جدة.. ما قصتها ولماذا سُميت بهذا الاسم.. باحثة تروي التفاصيل