احتفلت جامعة جدة بتخريج أول دفعة متخصصة في اللغة الصينية بالمملكة من كلية اللغات والترجمة. فلماذا وضعت السعودية خطة لإدراجها في مناهج المدارس والجامعات؟ ولم التوجه العالمي لتعلمها؟
إتقان سعودي للّغة الصينية
ألقت المتخرجة نواف الزهراني كلمة الخريجين باللغة الصينية، والتي أظهرت براعة وطلاقة في نطق ثاني أصعب لغة في العالم، وفقًا لمعهد الخدمة الخارجية الأمريكي لأصعب لغات العالم.
شاهد.. “نوف الزهراني” تُلقي كلمة الخريجين باللغة الصينية خلال حفل تخرج أول دفعة متخصصة في اللغة الصينية بالمملكة#السعودية pic.twitter.com/SQjkPLihU1
— العربية السعودية (@AlArabiya_KSA) March 13, 2023
خطة سعودية لإدراج اللغة الصينية في المناهج
في فبراير 2019، أتم الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، اتفاقًا على وضع خطة لإدراج اللغة الصينية مقررًا دراسيًا على جميع المراحل التعليمية في مدارس وجامعات المملكة، خلال زيارة لبكين
مدير جامعة الطائف، الدكتور حسام زمان، علّق على الاتفاق حينها، قائلًا إن صعود الصين بصفتها دولة عظمى في العقود القليلة الماضية، لفت الانتباه إلى أهمية تعليم اللغة الصينية على المستوى الدولي، ودعمت الحكومة الصينية هذا التوجه.
وأضاف: “على سبيل المثال، ذكر تقرير إعلامي صيني نشر في شهر أكتوبر 2018 أن الصين أنشأت 12 معهدًا من معاهد كونفوشيوس وأربعة فصول دراسية لتعليم اللغة الصينية في تسع دول عربية، وقدمت دورات تدريب أكاديمية لـ70 ألف طالب، فيما شارك 13336 طالبًا في اختبار إجادة اللغة الصينية المعروف”.
ونوه مدير جامعة الطائف بأن جامعة الطائف اعتمدت مشروعًا لتدريس لغات أجنبية حية ومنها اللغة الصينية كمقررات عامة، إذ تعد اللغات الحية أحد متطلبات سوق العمل وجسرًا للتواصل مع العالم والثقافات الأخرى.
وذكر أن الجامعة أطلقت مبادرتها لتعليم الصينية، إلى جانب لغات حية أخرى، كمتطلبات اختيارية عامة لمرحلة البكالوريوس في جميع كلياتها، ما سيتيح لطلابها الراغبين في استكمال دراساتهم العليا بالصين، وكذلك اكتساب عنصر قوة لسيرهم الذاتية لشغل وظائف في جهات لها تعاملات حكومية أو اقتصادية مع الصين، أو الاستفادة من هذه اللغة في التبادل التجاري والسياحة.
تعلّم الصينية يتوافق مع رؤية المملكة 2023
تعرضت حلقت نقاش عقدها مركز البحوث والتواصل المعرفي، في فبراير 2019، إلى مدى توافق تعليم اللغة الصينية مع رؤية 2030 الساعية إلى وضع السعودية على خارطة العالم التنافسية على كل الصُّعد، إضافة إلى نقاط التلاقي بين رؤية 2030 السعودية ومبادرة “الطريق والحزام” الصينية في السعي إلى الانفتاح على العالم، من خلال الشراكات الاستراتيجية في المجالات المختلفة، ومن أهمها مجالات التعليم والثقافة.
وقال رئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي الأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد، إن قرار سمو ولي العهد خلال زيارته لدولة الصين الشعبية بخصوص إدراج اللغة الصينية مقررًا دراسيًا في جميع المراحل التعليمية بالمدارس والجامعات السعودية، يُعد قرارًا تاريخيًا يترجم ملمحًا من ملامح رؤية المملكة 2030 وانفتاح السعودية على العالم.
وأكد السفير الصيني لدى المملكة هوا شين، أن الصين ترى المملكة الشريك الأول في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وأن الصين تفخر بأن تكون لغتها ضمن مناهج التعليم في المملكة، منوهًا بأن اللغة العربية تُدرس بالمثل في أكثر من 60 جامعة في الصين، وذلك عبر أقسام اللغة العربية المتخصصة، وأن التحدث بلغة واحدة بين البلدين سواء الصينية أو العربية يزيد من التفاهم ويعمقه ويرفع من مستويات التعاون الثقافي والعلمي.
وأوضح عضو مجلس الشورى أستاذ العلوم السياسية الأستاذ الدكتور إبراهيم النحّاس، أن أَحد ملامح رؤية المملكة 2030 هي الانفتاح الثقافي والاقتصادي والعلمي على دول العالم وشعوبه.
لماذا يتجه العالم نحو تعلم اللغة الصينية؟
يتزايد الاهتمام العالمي بتعلم اللغة الصينية لأسباب عديدة، على النحو التالي:
– اللغة الصينية هي اللغة الأكثر تحدثًا في العالم: أكثر من 1.2 مليار شخص يتحدثون الصينية.
– تعلم الماندارين يساعد على النضج: وجدت دراسة أجرتها “Smart Study” أن 95% من الأشخاص الذين شاركوا في دراستهم أقروا بأن دراسة لغة أخرى في الخارج كانت بمثابة حافز لزيادة النضج. أي أكثر من تعلموا لغة الماندرين -الأكثر شيوعًا بالصين- سافروا في النهاية إلى الصين، واكتسبوا مستوى جديدًا من النضج بسبب المعرفة المتزايدة.
– تعزز قوة السيرة الذاتية: تتطلب الكثير من الأعمال إتقان مهارة كتابة وقراءة وتحدث اللغة الصينية.
– اقتصاد الصين آخذ في النمو: سوق الأعمال الصيني بيئة خصبة للنجاح في ظل النمو الاقتصادي، وإتقان اللغة ضروري للتواصل مع أطراف القطاع فيها.
– تنمّي قوة العقل: وجدت دراسات تعلم اللغة الصينية يستخدم مناطق من الدماغ لا تستخدمها اللغات الأخرى، وتتطلب قوة عقلية مكثفة.
– تمثل اللغة الصينية ثقافة البلد وتقاليده: معرفة ثقافة وتقاليد الصينيين يصبح أسهل من خلال تعلم لغتهم، حيث تمثل جميع تراكيب القواعد المختلفة المنطق الذي يستخدمه الصينيون في التفكير.
لماذا أغلقت الجهات الرقابية الأمريكية بنك “سيليكون فالي”؟ وماذا بعد الانهيار؟
لماذا لم تتم محاكمة المتهمة بقتل المبتعث السعودي “الغريبي” حتى الآن؟
