السعودية أحداث جارية

كيف يرى المحللون السياسيون الاتفاق بين المملكة وإيران؟

رصد محللون سياسيون مكاسب كبيرة ستجنيها الرياض وطهران من الاتفاق بين المملكة وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ويرى بعضهم أن المنفعة ستتخطاهما لتشمل بلدانًا أخرى.

كيف عادت العلاقات الدبلوماسية مع إيران بشكل مفاجئ؟

قال الأكاديمي والباحث السياسي، الدكتور خالد باطرفي، في مداخلة مع برنامج “هنا الرياض” على قناة الإخبارية: “كانت هناك 5 جولات سابقة كلها في العراق، وكانت هناك لقاءات تمت في عمان لم يعلن عنها”.

ولفت باطرفي إلى وجود إصرار كبير من الجانب الإيراني على إتمام الاتفاق، والذي كان “حريصًا على المتابعة والتعجيل بالوصول إلى نتائج”.

الصحفي الصيني إلهام لي، قال في مداخة مع ذات البرنامج: “الصين كانت لديها رغبة، وتحركات من خلال زيارة الرئيس الصيني إلى المملكة وزيارة الرئيس الإيراني إلى جمهورية الصين الشعبية، وكان هناك تطرق لتسوية الخلافات خلالها”.

وأضاف لي: “تحقيق إعادة تطبيع العلاقات كان ضروريا في ظل الأزمة الأوكرانية، والأزمة الدبلوماسية كانت تستمر لـ 7 سنوات. حان الوقت للتعبير عن حسن النية بين الأطراف المختلفة”.

مكاسب الرياض وطهران

الخبير في الشأن الإيراني، الدكتور محمد محسن أبو النور، قال في مداخلة على قناة الغد، إن “السعودية أرادت أن تحل كل المشاكل الإقليمية دفعة واحدة بالذهاب الفوري المباشر إلى إيران والتحدث معها مباشرة، لأنها فيما مضى كانت تتحدث مع أطراف وسيطة”.

وقال أبو النور: “هذا الاتفاق تم برعاية دولة كبيرة وبالتالي تضمن المملكة تطبيقا إيرانيا لكل محددات الاتفاق التي ستعلن بعد شهرين”.

وعن المكاسب الإيرانية، قال: “إيران ستخفض حدة التصعيد في الإقليم وستتخلص من الضغوط الخارجية عليها، للتفرغ للسيطرة على الانفجار الاجتماعي في الداخل”.

الصين تملأ الفراغ الأمريكي

وقال أبو النور إن “الصين نجحت في أن تقنع الولايات المتحدة الأمريكية أنها لم تعد الطرف الوحيد المتحكم في مجريات الأمور في الشرق الأوسط”.

وكتب في منشور على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “هذا الحدث ضخم وأضخم بكثير من مجرد كونه تسوية سياسية عادية بين دولتين إقليميتين كبيرتين”.

وأضاف: “دلالة ضخامة الحدث تكمن في أنه يأتي بعيدا عن الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الأولى في التاريخ، وهي التي كانت توصف سابقا بأنها راعية السلم والأمن الدوليين، خاصة في منطقة الشرق الأوسط”.

وأشار أبو النور أن مباحثات الاتفاق التي تمت في بكين منذ الإثنين الماضي حتى اليوم الجمعة تزامنت مع جولة وزير الدفاع الأمريكي في المنطقة، ما اعتبره “تسديد ركلة إلى تحركات أكبر شخصية في البنتاجون”.

وتابع: “في تلك الأثناء أقام وزير الخارجية الصيني وانج يي، مؤتمرًا صحفيًا هذا الأسبوع قال فيه صراحة إن الصين ستتدخل في أزمات الشرق الأوسط وإنها لن تحاول ملء الفراغ في المنطقة”.

وقال: “يعني هذا أن الصين بالفعل نفذت تهديدها المبطن بملء الفراغ في المنطقة، وهو الفراغ الناجم عن تراجع الدور الأمريكي، ورؤية الدول العربية أمريكا كطرف غير نزيه في حلحلة كل مشاكل الإقليم وعلى رأسها مشكلة المشاكل وهي الصراع العربي  الإسرائيلي”.

وختم: “وفق كل ما أعلاه دخلت الصين إلى ملف التسوية السعودية الإيرانية وهي تنظر بإحدى عينينها إلى منطقة الخليج العربي شديدة الثراء بالمصالح الاقتصادية والاستراتيجية وتعرف أن أمريكا مثل أسد عجوز فاسد انشغل بإتلاف الغابة بالفواحش، واكتفى بمتابعة الاتفاق على شاشة سي إن إن، وتنظر بالعين الأخرى إلى منطقة مضيق تايوان شديدة الثراء بالمصالح الأمنية والاقتصادية والجيوستراتيجية في آن معًا”.

يوافق هذا الرأي الباحث في الشؤون الدولية والاستراتيجية، أنس القصاص، والذي كتب على حسابه في “فيسبوك”: “الأزمة الحقيقية من منظور صانع القرار الأمريكي في الرعاية الصينية وليس في الاتفاق في حد ذاته”.

اتفاق من 5 محاور.. استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بمبادرة صينية

غلق مضيق هُرمز.. هل إيران قادرة حقًا على تنفيذ تهديداتها؟