أحداث جارية

من سيحكم أوكرانيا إذا سقطت كييف؟

 

خطّط الكرملين لرؤية العلم الروسيّ فوق مكتب الرئيس والبرلمان الأوكراني ورموز أخرى لدولة أوكرانيا في خلال ثلاثة أيام من بدء العملية العسكرية الروسية، في 24 فبراير 2022، ولكن ماذا كان سيحدث بمجرد تنفيذ ذلك؟ ومن كان سيحكم “أوكرانيا بوتين”؟

كشفت الصحيفة الإلكترونية الأوكرانية ” أوكراينسكا برافدا” عن السيناريوهات التي كان يفكر فيها الاستراتيجيون الروس بالنسبة إلى “كييف الأسيرة”.

الخطة أ: فيكتور ميدفيدشوك

رئيس مكتب رئيس أوكرانيا سابقًا، وعضو البرلمان الأوكراني، فيكتور ميدفيدشوك، رأى في نفسه الأنسب للقيام بهذا الدور، بحسب مصدر من المخابرات في حديثه للصحيفة الأوكرانية.

يُصنّف ميدفيدشوك على أنه أقرب شخص لبوتين في أوكرانيا. خلال رئاسة بترو بوروشينكو، عمل ميدفيدتشوك كمفاوض رئيسي لأوكرانيا مع الكرملين وتولى تبادل الأسرى.

خلال رئاسة زيلينسكي، تولى أندري يرماك، رئيس مكتب الرئيس، المفاوضات مع روسيا بينما انتهى الأمر بميدفيدشوك للتحقيق مع ضباط إنفاذ القانون الأوكرانيين.

في بداية عام 2022، كان ميدفيدتشوك، النائب عن حزب منصة المعارضة “من أجل الحياة” في البرلمان، وصدر بحقه قرار الإقامة الجبرية للاشتباه في خيانة الدولة.

خلال السنوات الأخيرة التي قضاها في أوكرانيا، أصبحت مشاكل ميدفيدتشوك أكثر حدة، حيث تم قطع قنواته التلفزيونية عن البث، وفرض مجلس الأمن القومي والدفاع عقوبات فردية عليه وعلى زوجته، أوكسانا مارشينكو، وتم إخطاره بسلسلة من الاشتباه في إمكانية التعاون مع المحتلين وتنفيذ مخططات تصدير الفحم غير القانوني.

كان الملاذ الأخير لصديق بوتين للعودة إلى قمة السياسة الأوكرانية هو طلب المساعدة من روسيا. كان ميدفيدتشوك، وفقًا لمصادر في حزبه، واحدًا من القلائل في أوكرانيا الذين يعرفون على الأقل موعد “الغزو الروسي”، إذا لم يكن مشاركًا في التحضير له.

بعد عام من بدء الحرب الشاملة، أصبح كل من المقربين من ميدفيدتشوك وأعضاء فريق زيلينسكي مقتنعين بشكل متزايد بأن جلب صديق بوتين الشخصي إلى السلطة كان “الخطة أ” للكرملين.

تزعم أجهزة المخابرات الأوكرانية أن رسلان ستيفانتشوك، رئيس البرلمان المحاصر، كان من المقرر خلعه في 27 فبراير، وهو اليوم الذي بدأ فيه احتلال شبه جزيرة القرم.

كان فيكتور ميدفيدشوك سيصبح رئيسًا بدلاً من ستيفانتشوك، وبالتالي، رئيسًا بالإنابة.

لم يكن مقدرًا لصديق بوتين الشخصي أن يصبح “الرئيس الدمية” لأوكرانيا. في اضطرابات الأيام الأولى للدفاع، هرب ميدفيدشوك من الإقامة الجبرية، وظهر في 12 أبريل بعد أن تم القبض عليه بعد محاولته الهروب، متنكرًا في ملابس عسكرية.

احتُجز ميديفشوك في مركز احتجاز تابع للجيش الخاص حتى 21 سبتمبر، وفي 22 سبتمبر نُقل إلى أنقرة. يعيش صديق بوتين الشخصي الآن مع عائلته في موسكو. أصبح أقصى ما يمكنه فعله هو محاولة وضع نفسه في الكرملين باعتباره “الخبير” الرئيسي في أوكرانيا.

الخطة ب: فيكتور يانوكوفيتش

كان من المقرر عقد جولة من محادثات السلام الأوكرانية الروسية في مينسك في أوائل مارس 2022. في 2 مارس، كان وفد من كييف في طريقه إلى بيلاروسيا. كان هذا هو اليوم الذي عاد فيه فيكتور يانوكوفيتش، إلى النزاع الأوكراني الداخلي مجددًا، وهو الشخصية السياسية المنسية منذ زمن طويل ولكن بطريقة ما لا تزال “شرعية” في بعض الدوائر.

فرّ يانوكوفيتش من أوكرانيا في 2014 على خلفية احتجاجات أوروميدان، وفي 30 ديسمبر 2021، نقلت وسائل الإعلام الأوكرانية عن يانوكوفيتش أنه “يريد استعادة وضعه الرئاسي”.

رفع “الرئيس الهارب” دعوى قضائية أمام محكمة مقاطعة كييف الإدارية “سيئة السمعة”، مطالبًا أن يعترف البرلمان الأوكراني بأنه لا يمتلك سلطة عزل يانوكوفيتش من منصب رئيس أوكرانيا.

في 2 مارس 2022، عندما ظهرت طائرة على متنها يانوكوفيتش في مينسك، اكتسبت دعاواه القضائية أهمية جديدة.

وقالت مصادر في جهاز الأمن الأوكراني لـ “أوكراينسكا برافدا”: بعد اختفاء ميدفيدتشوك، فكر الروس حقًا في إمكانية إعادة يانوكوفيتش إلى أوكرانيا. كان من المفترض أن يعلن أنه رئيس شرعي”.

لم تنجح روسيا في مساعيها، واحتفظت أوكرانيا بالسيطرة الكاملة على الحي الحكومي في كييف. ذهب ميدفيدشوك دون أن يترك أثرًا، فكانت تلك هي اللحظة التي أصبح فيها يانوكوفيتش “الخطة ب” لروسيا.

مفاعل زاباروجيا.. كارثة نووية تحدق بأوكرانيا

14 صورة ترصد المعارك المحتدمة بين روسيا وأوكرانيا في “باخموت”

مركبات برادلي قوة جديد تضاف إلى عتاد أوكرانيا الحربي