تطالب ناشطات إيرانيات العمال والطلاب والمهتمين بالقضايا الحقوقية بالتظاهر في الشوارع يوم 8 مارس الجاري، بالتزامن مع الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة؛ للاحتجاج على تكرار حالات التسمم في مدارس التلميذات في إيران، والذي اعتبرنه “هجمات كيماوية”.
ماذا حدث؟
بدأ الأمر بتسجيل أول حالة تسمم جماعية في نوفمبر الماضي، حدثت في مدينة قم، عندما نُقلت 18 طالبة إلى المستشفى بعد شكاوى من أعراض شملت الغثيان والصداع والسعال وصعوبة التنفس وخفقان القلب وخدر وألم في أيديهن وأرجلهن.
وتوسعت الهجمات بالمواد المُسببة للتسمم ضد الفتيات في المدارس الإيرانية منذ ذلك الحين، فحتى مطلع مارس الجاري رُصدت حالات مشابهة في أكثر من 33 مدينة وبلدة في 17 محافظة.
امتدت الهجمات إلى الجامعات كذلك، حيث أعلن رئيس جامعة الأهواز للعلوم الطبية عن تسمم 312 طالبة إيرانية في الأهواز منذ صباح اليوم الأحد.
وتصف “جمعية المدرسين والباحثين في حوزة قم الدينية” الهجمات على المدارس وتسميم الطالبات بأنها “هجمات كيمياوية وبيولوجية”، بقصد “إثارة الرعب لمنع الفتيات من الدراسة”.
لماذا يسممون الفتيات؟
يتهم سياسيون ونواب وناشطون جماعات وصفوها بـ “المتشددة” في تنفيذ الهجمات، وقالوا إن هدفها الانتقام من انتفاضة “المرأة، الحياة، الحرية”.
في المقابل، وصف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تسمم طالبات المدارس في بلاده بالمؤامرة ممن سماه بالعدو، بقصد إثارة التوتر والتهويل داخل المجتمع ونشر الخوف على حد تعبيره.
وقال وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي إن الأجهزة الأمنية تتابع قضية تسمم الطالبات في عدة مدارس بالبلاد معترفا بأن أكثر من 50 مدرسة تشكو من حالات تسمم بعدما أفادت تقارير إعلامية باتساع نطاق الاحتجاجات بهذا الشأن في أكثر من مدينة لتشمل العاصمة طهران وأصفهان وكرمانشاه وأردبيل.
اندلاع شرارة الاحتجاجات
كان أولياء أمور الطالبات اللواتي تعرضن للتسمم اشتبكوا مع قوات الشرطة والحرس الثوري الإيراني وذلك خلال تجمع الأهالي أمام أحد المستشفيات في مدينة رامز شرقي الأهواز.
وبدل الاستجابة لأسئلة الأهالي الذين تجمعوا أمام مبني وزرة التربية والتعليم والبرلمان والمدارس التي تمت فيها الهجمات، قامت قوات الأمن بالاعتداء على ذوي الطالبات وتفريقهم بالقوة.
وتفيد تقارير إخبارية أن العائلات أصبحت تمتنع عن إرسال بناتها إلى المدارس في الكثير من المحافظات، حيث سجّلت مدرسة اتدائية بمدينة اسلامشهر جنوب طهران حضور 10 طالبات من أصل 600، اليوم الأحد.
وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمتظاهرين في طهران وهم يرددون شعارات مناهضة للنظام خلال الأيام الماضية، بما في ذلك “عدونا هنا وليست أميركا”، وذلك ردًا على تصريحات المسؤولين الذين نسبوا الهجمات إلى “الأعداء” و”الجهات الخارجية”.
ويقول سياسيون وناشطون إن طريقة تعاطي السلطات مع الهجمات تعزز الشكوك والتهم حول تواطؤ أعلى هرم النظام مع الجماعات الفاعلة والتي تلتقي أهدافها معهم في إسكات وتخويف الفتيات بسبب دورهن البارز في حراك “المرأة والحياة والحرية”.
أساليب وحشية.. الحرس الثوري الإيراني يُدير 30 موقعًا سريًا لتعذيب المعتقلين
سؤال عن ارتفاع الأسعار يُحرج المتحدث باسم حكومة إيران.. كيف رد؟