مر أكثر من 3 سنوات على ظهور فيروس كوفيد-19 في مدينة وهان الصينية الذي تحول إلى جائحة عالمية راح ضحيتها ملايين الوفيات بخلاف عشرات الملايين ممن أصيبوا بالفيروس لكنهم تماثلوا للشفاء، وما زالت فترة إغلاق الدول لحدودها وإلزام المواطنين بالبقاء في المنازل للحد من انتشار الفيروس تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي بسبب توقف عجلة الإنتاج وتضرر سلاسل التوريد، وحتى الآن ليس هناك رواية مؤكدة لكيفية انتقال الفيروس للبشر أول مرة.
مختبر أبحاث ووهان
تعد نظرية تسرب الفيروس من أحد المختبرات البحثية في مدينة ووهان هي الأكثر انتشارًا، حيث يشتبه أنصارها أن الفيروس التاجي ربما يكون قد تسرب بالخطأ من المختبر، ويدعمون نظريتهم بأن معهد ووهان لعلم الفيروسات (WIV) يدرس فيروسات كورونا في الخفافيش منذ أكثر من عقد، ويقع المعهد على بعد 40 دقيقة بالسيارة من سوق هوانان حيث ظهرت أول مجموعة من الإصابات.
وأعادت تصريحات مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي كريستوفر راي بأنه يرجح نشأة فيروس كوفيد 19 في مختبر تسيطر عليه الحكومة الصينية، نفس النظرية إلى الساحة، وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هو أول من روج لها.
ويرى آخرون تلك النظرية من زاوية مختلفة حيث يؤكدون أن الفيروس سلاح بيولوجي وتم تعديله وراثيًا، دون معرفة التسرب كان متعمدًا أو خارجًا عن إرادة الصين، لكن الكثيرين في وسائل الإعلام والسياسة رفضوا هذه النظريات باعتبارها نظريات مؤامرة في ذلك الوقت، لكن الحديث عنها استمر على الرغم من أن العديد من العلماء أشاروا إلى عدم وجود دليل على ذلك.
كما ظهر تقرير استخباراتي أمريكي سري عام 2021 يقول إن ثلاثة باحثين في مختبر ووهان عولجوا في المستشفى في نوفمبر 2019 ، قبل أن يبدأ الفيروس في إصابة البشر في المدينة.
النظريات الصينية
اتهم ماو نينغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وكالات الاستخبارات الأمريكية بتسييس التحقيق في أصول الفيروس، وأن أجهزة المخابرات الأمريكية لديها تاريخ من الآثام التي تشمل الاحتيال والخداع.
وأضافت الصين نظرية أخرى تشير إلى أن الفيروس التاجي ربما دخل ووهان في شحنات غذائية من اللحوم المجمدة من أماكن أخرى في الصين أو جنوب شرق آسيا.
ومن ضمن النظريات التي طرحت من الجانب الصيني أيضًا وكررها ماو نينغ في مارس الجاري أن فيروس كورونا تم صنعه وتسريبه من فورت ديتريك في فريدريك بولاية ماريلاند ، على بعد حوالي 80 كيلومترًا (50 ميلاً) شمال واشنطن العاصمة، حيث كانت فورت ديتريك سابقًا مركزًا لبرنامج الأسلحة البيولوجية الأمريكي ، وتضم حاليًا مختبرات طبية حيوية تبحث في الفيروسات بما في ذلك الإيبولا والجدري.
رأي العلماء
لم يكن للعلماء رأي قاطع بشأن ما حدث بالفعل في قضية تسرب فيروس كورونا، حيث سافر فريق من العلماء المعينين من قبل منظمة الصحة العالمية إلى ووهان في أوائل عام 2021 في مهمة للتحقيق في مصدر الوباء، وبعد قضاء 12 يومًا هناك، وزيارة إلى المختبر ، خلص الفريق إلى أن نظرية التسرب في المختبر كانت ضعيفة وغير مرجحة.
بينما انتقدت مجموعة بارزة من العلماء تقرير منظمة الصحة العالمية واتهموها بعد أخذ نظرية تسرب المختبر على محمل الجد بما فيه الكفاية، واتفق معهم ضمنيا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الذي دعا إلى إجراء تحقيق جديد.
نظرية الأصل الطبيعي
يرى أصحاب هذه النظرية أن الفيروس انتشر بشكل طبيعي من الحيوانات، دون تدخل أي علماء أو مختبرات، وأن Covid-19 ظهر في الخفافيش ثم انتقل إلى البشر، أو قد يكون انتقل إلى حيوان آخر ثم انتقل للبشر بعد ذلك.
وأين تقرير منظمة الصحة العالمية هذه النظرية أيضًا حيث ذكر أنه “من المحتمل أن يكون كوفيد قد وصل إلى البشر من خلال مضيف وسيط.
كما قال البروفيسور ديفيد روبرتسون، رئيس علم الجينوم والمعلوماتية الحيوية في جامعة جلاسكو، إن الأصل الطبيعي لا يزال هو النظرية الأكثر ترجيحًا، وفق المعروف عن بيولوجيا الفيروسات.
مسؤول صيني: إصابة 80% من السكان بفيروس كورونا