يشهد العالم تطورًا ملحوظًا في مجال الواقع الافتراضي خلال السنوات الماضية، حيث تتنافس شركات التقنية لصناعة عالم افتراضي يستطيع المرء من خلاله أداء جميع المهام من المنزل باستخدام لوحة المفاتيح، لكن الطموح تطور أيضًا فأصبحت الشركات تعمل على ابتكار أدوات تنفذ أفكارنا دول تحريك أي من أطرافنا أو إصدار أي صوت.
كوجيتات تجعل الخيال حقيقة
تعمل شركة التقنية “كوجيتات” على تطوير نظام يمكنه ترجمة نشاط الدماغ البشري إلى أفعال من دون أي حركة جسدية، إذ تم إنتاج نموذج أولي لسماعة تمكن الفرد من تنفيذ الأفعال الأساسية في الواقع الافتراضي من خلال التفكير فيها فقط، أي عندما يلعب أحدهم لعبة للتزلج يفكر في تحريك اللوح لأحد الاتجاهات فيستجيب اللوح دون الحاجة للضغط على أي مقابض يدوية أو إعطاء أوامر صوتية للعبة.
تفضيل واقعية “كوجيتات” على خيال إيلون ماسك
دائمًا يرتبط اسم الملياردير الشهير إيلون ماسك بالمشروعات الضخمة التي تتخطى خيال الحالمين على الأرض، وتعمل شركة نيورالينك التابعة له على تطوير فكرة مماثلة لفكرة”كوجيتات” يُطلق عليها واجهة الدماغ الحاسوبية لكنها أكثر خيالًا وصعوبة حيث تتم من خلال وضع شريحة في الدماغ بهدف أن تسمح للأشخاص الذين عانوا من سكتة دماغية، أو لديهم إصابات أخرى في الدماغ، بالتحكم في الهواتف أو أجهزة الكمبيوتر عن بعد.
وحتى الآن لم تجر الشركة أي تجارب تتعلق بالمشروع على البشر، وتكتفي بإجراء التجارب على الحيوانات، مما عرضها لموجة من الانتقادات بسبب رفض البعض إجراء أبحاث مماثلة على الكائنات الحية، وذلك بعدما نشرت فيديو تظهر قرداً يلعب لعبة الفيديو “بونغ” بعقله، ويوضح أيضًا نشاط دماغ خنزير بعد زراعة الشريحة في رأسه.
وفضل غالبية المتابعين تقنية “كوجيتات” كونها تطورنظام يعمل فوق الرأس وليس داخل الدماغ، ومن المفترض أن تأخذ شكل عصبة رأس يتم وضعها مع سماعة الرأس الخاصة بالواقع الافتراضي.
ويشرف على مشروع كوجيتات آلان بونيا مستشار هيئة خدمات الرعاية الصحية الوطنية في المملكة المتحدة وديميتريوس أداموس، عالم الكمبيوتر بإمبريال كوليدج لندن، حيث أكدا أن هذه التقنية ما زالت في مراحل التطوير، ولكن تمت تجربتها بالفعل على مرضى السكتة الدماغية، وقد حققت نتائج إيجابية، وأن الهدف منها هو تشجيع المرضى على مواصلة تمارين إعادة التأهيل من خلال جعلها أكثر جاذبية.
وأشار “بونيا” إلى أن الشخص المصاب بالسكتة الدماغية لا يمكنه تحريك ذراعه، مما يشعره بالإحباط الشديد ويحد من رغبته في المشاركة في إعادة التأهيل، لكن التقنية الجديدة ستسمح له بتخيل الحركة ليراها أمامه على الشاشة، مما سيحفزه على بدء دورة المعالجة الفيزيائية.
تجربة ليست سهلة
اختبرت زوي كلاينمان محررة شؤون التكنولوجيا في بي بي سي النموذج الأولي لكوجيتات، مؤكدة أنها تجربة غريبة بالنسبة للمبتدئين، لافتة إلى أن التفكير في القيام بحركة من دون القيام بها بالفعل هو أصعب مما قد يبدو، وأن من يرغب في التحكم بـ”كوجيتات” عليه أيضًا محاولة عدم التفكير في أشياء أخرى، ما يزيد من نشاط العقل ويخلق المزيد من الأفكار مما يشكل ما يشبه الضوضاء للتقنية التي تسعى لفك تشفير تلك الأفكار والبحث عن الإشارة التي تحمل الحركة المطلوبة.
وتقول “كلاينمان” إن الجهاز لم يقرأ كل الأفكار بدقة بل كان يركز فقط على إشارات المهارات الحركية، ولكن عندما تسمع هدير محرك التزلج على الماء في الواقع الافتراضي، لمجرد أنك فكرت في القيام بذلك، فهذا شعور لا يصدق.
وأعلنت شركة “كوجيتات” إنها تتوقع أن يكون لديها نموذج أولي عملي لتقنيتها في غضون سنة ولكن هناك العديد من التحديات التي لا تزال تنتظر التقنية العصبية، حيث لا يزال الخبراء يتعرفون على نشاط الدماغ لأنه أمر فردي متعلق بكل واحد منا وليس أمراً ثابتاً، وقد يتغير على مدار اليوم ويتأثر بعوامل مثل التعب والجفاف وكذلك الشيخوخة، وهذا يعني أن أنظمة قراءة نشاط الدماغ تتطلب إعادة ضبط مستمرة.
مركبات برادلي قوة جديد تضاف إلى عتاد أوكرانيا الحربي