أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا في زيارته إلى كييف هذا الأسبوع، لكن الدعم العام في أمريكا لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا يتراجع مع دخول الصراع عامه الثاني دون نهاية قريبة محتملة، فهل يمكن أن تتوقف المساعدات؟
انقسام شعبي في أمريكا بشأن دعم أوكرانيا
انخفض التأييد بين الأمريكيين لتقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا إلى 58%، وفقًا لمسح جديد أجرته “رويترز” و”إبسوس” لأكثر من 4000 أمريكي، في الفترة من 6 فبراير إلى 13 فبراير 2023، وكانت النسبة 73% في استطلاع أبريل 2022.
يقول محللون إن تلك المؤشرات الدالة على تراجع الحماس الشعبي لتقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا قد تحد من قدرة بايدن على الوفاء الكامل بوعده بالدعم الأمريكي الثابت طالما بقيت القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية.
موقف الجمهوريين
في الوقت الحالي، يدعم القادة الجمهوريون في الكونجرس، المساعدة للدفاع عن أوكرانيا، بل ويدعون واشنطن لإرسال أسلحة أكثر قوة بسرعة أكبر، رغم معارضتهم بايدن بشدة في معظم القضايا.
قال الرئيس الجمهوري للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، مايكل ماكول، في زيارة إلى كييف يوم الثلاثاء، إن إجماع الآراء في واشنطن يتجه نحو إرسال صواريخ بعيدة المدى وطائرات مقاتلة إلى أوكرانيا.
هذا الرأي ليس جماعيًا، إذ أن الحزب منقسم بشأن أوكرانيا، حيث قدم الجمهوريون اليمينيون في مجلس النواب اقتراحًا بقطع المساعدات في وقت سابق من هذا الشهر.
ووقع 11 نائبا جمهوريا فقط من أصل 222 في مجلس النواب على القرار. تعتقد راشيل ريزو من مركز أوروبا التابع للمجلس الأطلسي في واشنطن أن تلك النسبة الصغيرة قد تتمدد مستقبلًا.
المساعدات لا يمكن أن تستمر إلى الأبد
ردًا على سؤال حول إضعاف الدعم الشعبي للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أدريان واتسون: “دعم الأمريكيين لأوكرانيا ينعكس في الدعم القوي من الحزبين الذي تلقته المساعدة الأوكرانية في مجلسي الكونجرس”.
في المقابل، قال مسؤول أمريكي لرويتزر، طلب عدم ذكر اسمه، إن واشنطن أبلغت الحكومة الأوكرانية أن الموارد الأمريكية ليست بلا حدود.
وأضاف المسؤول: “الجميع يفهم أن هذه الحرب يجب أن تنتهي في وقت ما. ونود جميعا أن نراها تنتهي عاجلا وليس آجلا.”
وقال جيريمي شابيرو، الذي خدم في وزارة الخارجية الأمريكية خلال فترة إدارة أوباما، إن المسؤولين يدركون أيضًا أن الحرب تخاطر بالتصعيد وتشتيت الانتباه عن قضايا أخرى مثل المنافسة الأمريكية مع الصين.
لماذا تلك المساعدات ضرورية؟
بينما تحظى المساعدة المقدمة لأوكرانيا بدعم من الحزبين في الكونجرس الأمريكي، يستمر بعض المشرعين الجمهوريين في طرح التساؤلات عن سبب إنفاق الولايات المتحدة المليارات لمساعدة أوكرانيا بينما يتعامل الأمريكيون مع التضخم المرتفع والاقتصاد المضطرب.
قال الديموقراطي بوب مينينديز، الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ لرويترز، إن الإدارة بحاجة إلى مواصلة طرح القضية على الرأي العام الأمريكي لدعمها أوكرانيا في مواجهة المخاوف المشروعة بين الناخبين.
قال مارك كانسيان، المسؤول السابق في البنتاغون والذي يعمل الآن مستشارًا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إن قدرة أوكرانيا على محاربة الغزو الروسي تعتمد على الدعم المستمر من واشنطن وحلفائها في الناتو.
وتابع: “النصر سيأتي من القدرة العسكرية التراكمية التي تنتجها الأسلحة والذخائر المرسلة ، والتدريب الذي يوفره الناتو ، ومرونة الشعب الأوكراني”.
توقعات سوق النفط العالمي في 2023