اضطر آلاف السوريين المقيمين في تركيا إلى العودة إلي ديارهم عقب الزلزال الذى ضرب المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا، والذى بلغت قوته 7.8 درجة علي مقياس ريختر.
لم يعد أمام الآلاف خيارات أخرى سوى العودة إلى وطنهم سوريا حيث يوجد على الأقل الأقارب والأصدقاء ليمدوا لهم يد العون بعد ضياع كل شيء تحت الأنقاض.
من الكفاح إلى الانهيار
يتحدث أحمد الذى عاد لوطنه هو وعائلته، أنه بعد سنوات من صنع حياة لنفسه في وطنه المتبنى، جاء الزلزال ليضطر إلى العودة إلى وطنه الأم سوريا، مشيرًا أنه يقيم بمنزل أحد أصدقائه في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا.
وأوضح أنه لم يتقاضى راتبه الأخير واضطر إلى اقتراض المال للقيام بالرحلة إلى سوريا، خاصة وأنه في اليوم التالي للزلزال تمت مضاعفة إيجارات المنازل، واشتكى أن المكان الذى كانت تكلفته 4000 ليرة أصبحت 8000 ليرة، قائلا: “لا أعرف ما الذى سيحدث، لكن إذا تمكنا من الحصول على خيمة هنا فربما سنستقر لكن الآن لا أعرف”.
أكثر المدن تضررًا كانت موطن السوريين
من جانبه، قال فاضل عبد الغنى، رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن أكثر المدن تضررًا كانت موطنًا لعدد كبير من السوريين.
وأضاف أن محافظتى هاتاى وغازي عنتاب اللتين تعرضتا لأضرار مهولة، عدد سكانهما أقل من نصف مليون نسمة، متوقعًا أن هذا يعنى أن الكثير من القتلى في هذه المدن سيكونون من السوريين: “سيفقد الكثير منهم كل شيء: أسرهم وممتلكاتهم ووظائفهم، سيكون من الصعب إعادة البناء مرة أخرى”.
وأضاف أن تركيا لا تعترف بنحو 4 ملايين سوري في البلاد كلاجئين، تمنحهم الدولة ما تسميه وضع “الحماية المؤقتة”، والذى يأتى مع تصريح إقامة، والحصول على بعض الرعاية الاجتماعية والخدمات العامة، وبطاقة هوية.
وقال وزير الداخلية التركى سليمان صويلو لوسائل إعلام تركية إن بإمكان السوريين “الذهاب إلى المنطقة الآمنة والبقاء فيها”.
بعد الزلزال، قالت الحكومة التركية إن السوريين الذين لديهم تصاريح إقامة والذين يعيشون فى 10 محافظات تضررت من الزلزال قد يعودون إلى سوريا لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تزيد عن ستة، وإذا لم يلتزموا بهذا التوقيت فسيتم إلغاء تصاريح إقامتهم، وتم الإعلان عن ذلك في 15 فبراير من العام الجاري.
وأعلن رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تفهمه لهذا القرار لكنه أعرب عن قلقه بشأن عودتهم، قائلًا: “على الرغم من وعود حكومة أردوغان، وأن معظمهم لديهم تصاريح ، وحتى عدد قليل منهم يحملون الجنسية، لكننى أخشى أن ترى السلطات التركية هذا على أنه فرصة، ولن تسمح لهم بالعودة مرة أخرى بسهولة”.
AMX-10.. دبابة فرنسية بمواصفات فريدة