كشفت شهادات أدلى بها معتقلون سابقون في إيران، عن تعرضهم لأنواع بشعة من التعذيب على يد عملاء الحرس الثوري في مواقع سرية.
ووفق ما نقلته شبكة سي إن إن، عن 12 ناجيًا من التعذيب على مدار 4 أشهر، فإن هذه الانتهاكات التي بدأت منذ الانتفاضة لم تُرتكب فقط في جهات الاحتجاز الرسمية في إيران من سجون ومراكز شرطة، بل شملت شبكة واسعة من الأماكن السرية غير القانونية.
تعذيب وحشي
وبدت أساليب التعذيب داخل هذه الأماكن والتي شملت العنف الجنسي والحرق والصعق بالكهرباء والجلد والضرب الذي نتج عنه ندبات وكسر في الأطراف، أكثر وحشية من تلك الشائعة التي تمارس بحق المعتقلين في مواقع الاحتجاز الرسمية.
وتوجد معظم هذه الأماكن خارج النظام الرسمي الإيراني، ولا تخضع لأي إجراءات قانونية في الجمهورية الإسلامية، وتمارس بشكل كبير العنف غير المشروط تجاه المعتقلين.
وحددت سي إن إن، 30 موقعًا تم استخدامهم في عمليات التعذيب الممنهجة، وكان منها سجون غير معلنة داخل منشآت حكومية خاصة بقواعد الجيش والحرس الثوري المعروفة للجماعات الحقوقية والمحامين منذ سنوات.
بالإضافة إلى ذلك، استخدم العملاء مستودعات وغرفًا فارغة في المباني وكذلك أقبية المساجد، في مواقع قريبة من أماكن الاحتجاج خلال انتفاضة مهسا أميني.
وداخل هذه الأماكن، اختلفت فترات احتجاز الموقوفين ما بين ساعات قليلة وحتى أشهر، وخلال هذه المدة لم يعلم ذوو المعتقلين بأماكنهم.
شهادات الناجيين
يقول كيفان صمدي، 23 عامًا، والذي ينتمي إلى الأقلية الكردية، إنه اعتُقل في سبتمبر الماضي، ضمن الاحتجاجات التي خرجت على أثر وفاة المرأة الكردية الإيرانية، مهسا أميني.
وعلى مدار 21 يومًا تلقى تعذيبًا شديد القسوة من جلد وصعق بالكهرباء في الأعضاء التناسلية، وضرب حتى النزف، حتى وصل الأمر إلى الاغتصاب بعد فشل المحققيين في انتزاع اعتراف منه، ثم تم إطلاق سراحه بكفالة بعد 3 أسابيع من الاحتجاز.
وقال ناشط آخر يُدعى مهران، إنه تم احتجازه في أحد المستودعات، وتعرض المعتقلين هناك للضرب الشديد الذي تسبب لهم في كسور في الأنف وأماكن أخرى في مختلف أنحاء الجسم، وهو أسلوب أكثر سوءًا من ذلك الذي اعتاد عليه في السجون العادية عندما كان سجينًا لـ 6 سنوات.
شهادة أخرى روتها فاطمة، قالت فيها إنه تم احتجازها في موقع في حي تجريش الراقي بشمال طهران، وطوال أربع ساعات من احتجازها تعرضت للصفع على الوجه والسب بأفظع الشتائم كما تم عصب عينيها بحجابها.
وأضافت أن المحققين كانوا أعضاء في وحدة الباسيج شبه العسكرية التابعة للحرس الثوري، وبحلول منتصف الليل تم إطلاق سراحها.
انتهاكات معتادة
وفق تقرير سي إن إن، فإن استخدام أماكن غير رسمية لاحتجاز النشطاء في إيران أمرًا ليس جديدًا، إذ وثقت جماعات حقوقية دولية من قبل انتهاكات تم ارتكابها لسنوات في أماكن مشابهة، ولكن انتشارها زاد تزامنًا مع احتجاجات مهسا أميني.
ويرى مراقبون أن إن مخاوف النظام الإيراني من خطر الإطاحة به في ظل الاحتجاجات، هو ما ساهم في تفاقم هذه الأساليب الوحشية بغرض قمع المتظاهرين بأي شكل.
وقد تكون هذه المواقع ساعدت في إرساء الأساس لعشرات أحكام الإعدام ضد المتظاهرين ، والتي تم تمريرها خلال محاكمات صورية متسرعة، إذ كان يتم إجبار المتظاهرين على التوقيع على اعترافات تُفيد بانتمائهم إلى جماعات إرهابية خططت لإسقاط النظام.
ومنذ بدء الاحتجاجات، تم تنفيذ أحكام إعدام بحق 4 متظاهرين، فيما صدرت أحكام مماثلة على حوالي 40 معتقلًا آخرًا، ويواجه 100 آخرين تهمًا يعاقب عليها بالإعدام.
كيف احتفى “تويتر” مع السعوديين بيوم التأسيس؟
بوتين يعاقب الغرب بتعليق المشاركة في معاهدة “ستارت” النووية.. ما هي؟