لا صوت يعلو فوق صوت الحرب الروسية الأوكرانية ومتابعة تطوراتها، إذ يؤثر الصراع على جميع دول العالم سياسيًا واقتصاديًا، وتكررت في الآونة الأخيرة حوادث قتل القادة الروس بصورة تدعو للريبة، فغالبية الحالات التي توفيت تم تفسيرها على أنها حوادث انتحار، ليخرج المشككون من الطرفين فتقول جبهة الغرب أن ما يحدث هو عمليات تصفية لأي قادة يختلفون مع سياسة “بوتين” وقراراته، أو من أخفقوا ولو بدرجة بسيطة في مهامهم، بينما يرى المحللون المؤيدون للجانب الروسي أن دول الغرب حليفة أوكرانيا تتبع أسلوبها المعتاد في تجنيد الجواسيس لتنفيذ عمليات في صفوف الأعداء.
كل ما سبق يُشسر إلى وجود حرب جاسوسية بين المعسكرين الروسي والأوكراني الغربي، تعتمد على الاغتيالات والتصفية الجسدية.
وفاة يانينكا وماكاروف
أثارت وفاة مارينا يانكينا رئيسة قسم الدعم المالي للمنطقة العسكرية الغربية الروسية، العديد من التساؤلات حول ملابسات وفاتها، حيث تم العثور على جثتها تحت نافذة منزلها بعد سقوطها من ارتفاع شاهق، ووصفت بعض التقارير ما حدث بأنه انتحار، وجاء ذلك بعد يومين فقط من انتحار اللواء فلاديمير ماكاروف، نائب رئيس قسم مكافحة التطرف في وزارة الداخلية، الذي تعرض للإقالة بقرار من فلاديمير بوتين.
يقول كاميل جيل كاتي السياسي والإعلامي البولندي إن ما حدث ليس انتحارًا، بل هو تصفية روسية ضد أي مسؤول يفشل ولو جزئيًا في أداء مهامه بالحرب، باعتبار أن هذا إرث عسكري روسي، مشيرًا إلى اتهام “يانينكا” سابقًا بتقصيرها في الخسائر التي تكبدتها روسيا، بعد نشر تقارير حول تفشي وقائع الاحتيال والاختلاس بخصوص التمويل العسكري الروسي للحرب.
سقوط المعارضين سيناريو متكرر
ذكر المحللون أن تكرار وفاة معارضي بوتين بالأسلوب نفسه تخطى مرحلة الريبة وأصبح واقعًا يراه الجميع، حيث العثور على بافيل أنتوف السياسي المحلي ميتًا في ديسمبر بعد سقوطه من نافذة فندق في الهند عقب إظهار موقفه الرافض للحرب، كما تم العثور على إيفان بيتشورين، العضو المنتدب لشركة طيران، ميتًا في سبتمبر بعد سقوطه من قارب وهو مخمور.
لم تتوقف حوادث انتحار المسؤولين بحسب التبرير الروسي عند هذا الحد فقبل ” بيتشورين” بأسبوعين توفي رافيل ماجانوف ، رئيس شركة النفط الروسية العملاقة لوك أويل ، إثر سقوطه من نافذة مستشفى في موسكو، وفي في أغسطس توفي دان رابوبورت رجل الأعمال المعروف بانتقاده لبوتين وقيل آنذاك أنه قفز من شباك مسكنه في واشنطن.
الغرب يغتال المؤيدين
يقول سولونوف بلافريف الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية، إن الغرب يستخدم سلاحه المعتاد وهو تجنيد الجواسيس ليس فقط للحصول على معلومات تفيد في سير القتل بل لتنفيذ عمليات اغتيال أيضًا لإضعاف روسيا وتشويه صورتها.
وأوضح ” بلافريف” أن تكرار الحوادث لم يترك مجالاً للشك أن الغرب هم من نفذوها، مشيرًا إلى أن الغرب يدرس بعناية تلك التحركات التي تحتاج إلى محترفين لتنفيذ عمليات في قلب موسكو وشرق أوكرانيا، الذي تسيطر عليه روسيا، مثل اغتيال الصحفية داريا دوغينا، ابنة ألسكندر دوغينا، الملقب بـ”عقل بوتن” وتمت العملية في إحدى ضواحي موسكو، بالإضافة إلى اغتيال إيفان سوشكو، رئيس الإدارة العسكرية والمدنية لمدينة ميخائيلوفكا، شرقي أوكرانيا، واغتيال نائب رئيس إدارة نوفا كاخوفكا في منطقة خيرسون، فيتالي جورا.
وأضاف ” بلافريف” أن هناك محاولات أخرى لكنها باءت بالفشل مثل محاولة اغتيال ألكسندر ولينكو عمدة بيرديانسك في أغسطس الماضي، بالإضافة إلى محاولة اغتيال أندريه شيفتشيك، عمدة مدينة إنرغودار، بمنطقة زابوروجيه.
واتهم الباحث الروسي واشنطن بمساعدة وكالات الاستخبارات الغربية والقوات الخاصة عن طريق تدريب عناصرهم، لتنفيذ عمليات في قلب روسيا من شأنها هز صورة موسكو أمام العالم وإضعاف عزيمة الجيش الروسي.
الاختبارات الصاروخية لكوريا الشمالية (تسلسل زمني)