منوعات

ما هما “النينيو والنينيا”.. وكيف يغيران الطقس؟

شهدت الكرة الأرضية تغيرات في المناخ المعتاد لأسباب عديدة، مما دفع حكومات الدول لعقد مؤتمرات مناخية دولية، واتخاذ خطوات من شأنها الحد من تغير المناخ أو عد زيادته على أقل تقدير، وأوضحت بيانات هيئات الطق أن عام 2022 كان خامس أكثر الأعوام سخونة بالنسبة لأوروبا منذ بدء تسجيل درجات الحرارة، كما حذر العلماء أن العام الجاري قد يكون أكثر سخونة من العام الماضي، لكن ليس كل التغيرات المناخية ترتبط بالاحتباس الحراري أو انبعاثات الكربون، حيث أشار العلماء إلى أن التغير هذه المرة يأتي بسبب ظاهرة مناخية تسمى “النينيا” أو التذبذب الجنوبي، نستعرض لكم خلال هذا التقرير مفهوم تلك الظاهرة وكيفية تأثيرها على درجات الحرارة حول العالم.

النينيو والنينيا

تنقسم الظاهرة المناخية إلى حالتين متعارضتين تسميان ” النينيو – النينيا”، وكلاهما يغير أنماط الطقس بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، حيث شهدت السنوات القليلة الماضية، فترات متتالية من ظاهرة النينيا، مما أدى إلى انخفاض درجات الحرارة وهطول أمطار غزيرة على كندا وأستراليا، كما ارتفعت قوة الرياح التي تهب على طول خط الاستواء فوق المحيط الهادئ من أمريكا الجنوبية في الشرق باتجاه آسيا في الغرب، حيث جعلت هذه “الرياح التجارية” المياه الدافئة تتراكم قبالة سواحل آسيا، مما أدى إلى ارتفاع مستوى سطح البحر في الشرق بالقرب من الأمريكتين، وتدفقت المياه الباردة صعودًا إلى السطح.

ويحدث العكس أثناء ظاهرة “النينيو” فالرياح التجارية الضعيفة تعني أن الماء الدافئ ينتشر عائدًا نحو الأمريكتين، ولوحظت تلك الظاهرة لأول مرة من قبل صياد من بيرو في القرن السابع عشر، حيث تمت ملاحظة أن المياه الدافئة بدت وكأنها قد بلغت ذروتها بالقرب من الأمريكتين في ديسمبر، وأطلقوا على الحدث اسم “النينيو دي نافيداد”، المسيح الطفل بالإسبانية.

تأثير الظاهرة المباشر على الطقس

لا يكون تأثير ظاهرة النينيو أو النينيا مماثلاً في كل مرة، لكن العلماء لاحظوا بعض التأثيرات المعتادة، مثل ارتفاع درجات الحرارة 0.2 درجة مئوية خلال النينيو، وتنخفض درجات الحرارة بنفس الدرجة في النينيا، حيث تجعل “النينيو” الماء الأكثر دفئًا أقرب إلى السطح، مما يؤدي إلى إطلاق المزيد من الحرارة في الغلاف الجوي، فينتج عنه هواء أكثر رطوبة ودفئًا.

ويقول العلماء أن الفترة من عام 2020 إلى 2022، شهد نصف الكرة الشمالي ثلاث حلقات من ظاهرة النينيا على التوالي، لكن خدمة مراقبة المناخ في الاتحاد الأوروبي أكد أن عام 2022 كان خامس أعلى عام من حيث ارتفاع الحرارة منذ البدء في تسجيل درجات الحرارة، وهو ما فسره البروفيسور آدم سكيف من مكتب الأرصاد الجوية أن لولا تأثير ظاهرة النينيا في تبريد درجات الحرارة كانت أوروبا ستهد معدلات أعلى مما حدثت بكثير، وتوقع أن تنتهي ظاهرة النينيا في خلال العام الجاري، مما يزيد احتمالية ارتفاع درجات الحرارة العالمية.

تأثيرها على الأمطار والأمن الغذائي

أكد العلماء أن للظاهرة تأثيراً مباشراً على هطول الأمطار والجفاف في بعض المناطق، فعند حدوث النينيو تصبح الولايات المتحدة وكندا أكثر جفافاً، أما في النينيا تهطل الأمطار في آسيا وأستراليا وجنوب أفريقيا الذين يعانون من الجفاف إلى حد كبير في الأوضاع الطبيعية، حيث تسببت النينيا العام الماضي في هطول أمطار غزيرة وفيضانات في أستراليا على غير المعتاد.

كما تولد ظاهرة النينيا أيضًا المزيد من الأعاصير في المحيط الأطلسي، مما يؤثر على فلوريدا والولايات الجنوبية الأخرى من الولايات المتحدة، ولكن يقل عدد العواصف الاستوائية في المحيط الهادئ، وكالعادة حدث العكس في النينيو.

وأدى الجفاف الذي حدث عام 2014 في كندا وآسيا الناجم عن النينيو إلى موت المحاصيل الزراعية، مما ألحق الضرر بالأمن الغذائي لأكثر من 60 مليون شخص، وفق ما أعلنته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة .

كما ينتج عن النينيا قلة ارتفاع المياه الباردة إلى السطح قبالة الأمريكتين، والتي تجلب غذاء الكائنات البحرية من قاع المحيط، ومن ثم لا يتوفر الغذاء الكافي للعديد من الأنواع مثل الحبار والسلمون ، فيقل مخزون الأسماك الصيادين في أمريكا الجنوبية.

أوقات حدوث الظاهرة

يرى العلماء أن ظاهرتي النينيو أو النينيا تحدث عادةً كل سنتين إلى سبع سنوات، وتستمر في أغلب الأحيان من 9 إلى 12 شهرًا، وليس من الضروري أن تحدث الظاهرتان تباعًا فالنينيا أقل حدوثًا من النينيو.

تأثير تغير المناخ على الظاهرة

توصلت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى أنه لا يوجد دليل واضح على أن تغير المناخ قد أثر على ظاهرة النينيو أو ظاهرة النينيا.

وأوضحت الهيئة أن الدراسات التي تجري على الأشجار والشعاب المرجانية وسجلات الرواسب أظهرت أنه هناك اختلافات في وتيرة وقوة هذه الظاهرة منذ القرن الرابع عشر.

8 أثرياء يملكون نصف ثروة سكان وادي السليكون مجتمعين

هل يمكن أن تساعد “دبلوماسية الزلازل” في حصول السويد وفنلندا على عضوية الناتو؟

بعد وفاة قائدهم.. أين هم أطفال “كهف تايلاند” اليوم؟