عالم

قصص من قلب معاناة السوريين المنكوبين من الزلزال

يشعر السوريون أنهم منسيون الزلزال الذي ضرب بلادهم وتركيا وأودى بحياة ما يقرب من 40 ألف شخص، فضلًا عن أولئك الذين يعيشون على الجانب السوري هربًا من الحرب الأهلية المستمرة لأكثر من عقد.. لم يشعروا ولو يومًا بالأمان.

لم تتوقف جهود الإنقاذ في تركيا من أجل العثور على ناجيين، فقد دفعت تركيا بعمال الإنقاذ والمعدات والمسعفين والكلاب البوليسية، وفي المقابل سوريا التي لم تشعر يومًا براحة وخاصة الجزء الغربي الذي تسيطر عليه المعارضة.

فقد أبناءه في الزلزال.. أبو علاء: لم نحصل على شيء سوى رحمة الله

يقول أبو علاء، أحد الناجين من الزلزال، أنه قد عبر الحدود منذ 4 أيام في مدينة أنطاكيا بتركيا، عقب الكارثة التي وقعت، مشيرًا إلى أنه تم بناء المنازل الحدودية في وقت قريب، وقد ابتلع الزلزال منزله وتسبب في وفاة أبناءه.

وأشار إلى كومة الأنقاض، قائلًا: “كنت أنا وزوجتي وابنتي نائمين هنا، ابنتي ولاء البالغة من العمر 15 عامًا، كانت على حافة الغرفة باتجاه الشرفة.. تمكنت جرافة من العثور عليها، لذا أخذتها ودفنتها”.

تخيل أن بين ليلة وضحاها تفقد كل ما تملك في الحياة وهم أبناؤك، وتتساءل لماذا ستبقى من أجل من، حال أبو علاء من الصعب وصفه مرارة الفقدان وفقدان جزء من حياتك هي من أصعب علامات الفقد، متابعًا وهو في حالة من الانهيار، :بحثت عن ابني علاء البالغ من العمر 13 عاماً، وواصلنا الحفر حتى مساء اليوم التالي”، رغم حاله لم ينس من ساعده لإخراج جثامين أبنائه، “أعطى الله القوة لهؤلاء الرجال، لقد عانوا كثيراً حتى يخرجوا جثمان ابني”، لافتاً أنه قام بدفنه إلى جانب شقيقته.

“كان لدينا جيران طيبون لطيفون لكنهم الآن موتي”.. بتلك الكلمات الحزينة التي ينفطر لها القلب، وصف أبو علاء حالة قرية “بسنيا”، قائلاً: “كانت موطن لكثيرين وبها الكثير من المباني التي بنيت قريباً وشرفات تطل على تركيا”.

تتعرض للنكبة ولا تجد من يقف بجوارك، هكذا تعرض السوريون للخذلان، لا خيام.. لا مساعدات.. وكل شيء ذهب ولم يبقى سوى الحزن، متابعاً: “أنا أتجول في الشوارع.. لم نحصل على شيء سوى رحمة الله”.

أحد رجال الخوذ البيضاء: المساعدات الدولية قليلة جدًا

أحد رجال الخوذ البيضاء، والذي سئم من بذل المجهود آملًا في إيجاد ناجيين آخرين لإنقاذ السوريين ولم يلتفت إليهم أحد، مشيرًا أنهم توقفوا عن البحث بعد مرور أكثر من 120 ساعة.

وأوضح أنه منذ الساعات الأولى من وقوع تلك الكارثة طلبوا باتخاذ إجراءات عاجلة لتقديم المساعدة، وكان الرد نحن معكم لكن في الواقع لم يفعلوا أي شيء، ولم تصل أي فرق إغاثة دولية إلى هذا الجزء من سوريا، باستثناء عدد قليل من الأطباء الإسبان الذين جاءوا لتقديم المساعدة.

وأكد العبد الله، أن المساعدة الدولية التي جاءت إلى هذا الجزء قليلة جدًا، لا يوجد ما يكفي من الطاقم الطبي على الرغم من وقوع حادث بهذا الحجم، وتم نقل الضحايا إلى مستشفى باب الهوى المدعوم من الجمعية الطبية السورية الأمريكية وعالجوا 350 مريضاً، وأخبره الجراح العام الدكتور فاروق العمر أنه تم استخدام جهاز الموجات فوق الصوتية واحد فقط لجميعهم.

بالفيديو.. مسعفة سعودية تروي موقفًا صعبًا مع طفل في تركيا

إعادة إعمار تركيا وسوريا.. كم سنة تحتاجها المدن لتعود إلى سابق عهدها؟

في تركيا.. لماذا لم تصمد المباني المُشيدة حديثًا أمام الزلزال؟

المصادر :

BBC /