للمرة الرابعة خلال أقل من أسبوعين تتحرك طائرات مقاتلة تابعة للقوات الجوية الأمريكية، لإسقاط جسم غريب يحلق في سماء الولايات المتحدة، وبالفعل نجحت المقاتلات في مهمتها حيث استهدفته أثناء طيرانه أعلى بحيرة هورون، ليثير مزيداً من الجدل حول هوية تلك الأجسام، وهل تم إطلاقها للتجسس وجمع المعلومات الاستخباراتية كما تزعم أمريكا في كل مرة؟
من جانبها قالت إليسا سولتكين عضوة الكونغرس إن عملية الاستهداف تمت من قبل سلاح الجو والحرس الوطني، بعد موافقة الرئيس جو بايدن واصفة الأمر: ” عمل عظيم من جانب كل المشاركين في هذه المهمة”
ومن جانبه أصدر البنتاغون بياناً لتوضيح الواقعة حيث أكد خلاله أن آخر جسم غريب تم استهدافه أكتشف لأول مرة يوم السبت الماضي أثناء تحليقه فوق مواقع عسكرية بولاية “مونتانا”، موضحة أن الجسم كان من الممكن أن يؤثر على حركة الطيران التجاري، حيث كان يحلق على ارتفاع نحو ستة كيلومترات فوق مستوى سطح البحر.
وحول تصنيف الجسم أشار البنتاغون إلى أن الجسم كان ثماني الشكل، ولم يكن على متنه أحد، ولم يتم تصنيفه على أنه يشكل خطرًا عسكريًا، لكن تم إسقاطه بواسطة قذيفة أطلقت من مقاتلة إف – 16.
4 أجسام في أقل من شهر
كانت بداية ظهور الأجسام هو المنطاد الصيني الذي استهدفته الولايات المتحدة في الرابع من فبراير الجاري، قرب سواحل ولاية ساوث كارولينا بعدما حلق لأيام فوق البلاد، حيث اتهمت أمريكا الصين باستخدام المنطاد للتجسس على مواقع حساسة، مما تسبب في توتر سياسي، وتبادل، التصريحات والاتهامات بين الولايات المتحدة والصين، التي نفت استخدامه لأغراض التجسس، مؤكدة أنه أعد لأغراض مراقبة أحوال الطقس، وأنها فقدت السيطرة عليه.
وبعد إسقاط المنطاد بستة أيام أي في العاشر من فبراير الجاري، تم إسقاط جسم آخر فوق ألاسكا، وقال المسؤولون إنه لم يكن به أي أنظمة ملاحة أو توجيه، أو سيطرة على الحركة.
وفي اليوم التالي 11 فبراير، أسقطت مقاتلة أمريكية جسم ثالث أسطواني الشكل، وأصغر حجما من المنطاد الأول، خلال تحليقه على ارتفاع كبير” فوق يوكون التابعة لكندا، على بعد 160 كيلومترا من الحدود الأمريكية.
واتباعًا لدواعي الحذر حسب وصف السلطات الأمريكية، قامت مقاتلة بإسقاط جسم رابع يوم 12 فبراير حلق على ارتفاع كبير، قرب بحيرة هورون.
وجهات نظر مختلفة حول الأجسام
لم يحدد المسؤولون الأمريكيون بعد منشأ هذه الأجسام الطائرة، ولا الغرض منها،باستثناء المنطاد الأول المعروف بملكيته للصين، وتتعاون الولايات المتحدة، وكندا في جمع الحطام، لكن العملية تسير ببطء شديد، بسبب الطقس السيئ، لكن الأكيد والمعلن أن واشنطن في حالة تأهب عسكري، منذ إسقاط المنطاد الصيني، وهو ما دفعها لإسقاط الثلاث الأخرى في ثلاثة أيام متتالية.
ومن جانبه صرح جون كيري، المتحدث باسم الأمن القومي، في البيت الأبيض “هذه الأجسام الطائرة، لا تتشابه بشكل كبير، وكان حجمها أصغر بكثير من المنطاد، ونحن لن نتسرع حتى نتمكن من جمع الحطام”.
وقال الجنرال غلين فانهيرك، المسؤول عن المنطقة الجوية الأمريكية الشمالية، ردًا على سؤال إن كانت الكائنات الفضائية وراء تلك الأجسام: “سأترك الإيضاح للاستخبارات، والاستطلاعات المضادة، ولا أستبعد أي سيناريو”.
بينما صرح مسؤول بارز لشبكة إيه بي سي، أن الأجسام الثلاثة الأخيرة، التي تم إسقاطها، كانت في الغالب مناطيد مخصصة لأغراض الطقس، وليست للتجسس.
وفي السياق ذاته أوضح السيناتور تشاك شومر، زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ أن الرؤية ستتضح بعد جمع المتبقي من الأجسام وفحصها، وحتى الآن كل ما يقال مجرد تحليلات وتوقعات.
وطالبت ديبي دينغيل، عضوة الكونغرس عن الحزب الديمقراطي البيت الأبيض بإعلان كل المعلومات حول تلك الحوادث لمعرفة الحقائق حول منشأ هذه الأجسام الطائرة، وما الغرض منها، ولماذا يتسارع نسقها؟
ووصف جون تستر السيناتور الديمقراطي ما يحدث بالجنون، مؤكدًا ضرورة بحث الجيش الأمريكي لخطة ، لا تهدف فقط لمعرفة ما يجري، بل أيضا لمواجهة المخاطر المشابهة.
واتجه مسؤولو الحزب الجمهورين لانتقاد الإدارة الأمريكية في التعامل مع الأجسام المحلقة خاصة عندما سمحت للمنطاد الأول بالتحليق في سماء أمريكا عدة أيام تحت أعينهم، بينما أكد الرئيس بايدن أنه قرر تأجيل إسقاط المنطاد عدة أيام، لتفادي أي أضرار قد تصيب المدنيين، في حال أسقط فوق منطقة سكنية.
وعلى الصعيد الدولي أكد بن والاس وزير الدفاع البريطاني أنه ستتم إجراء مراجعات وتشديدات أمنية بعد تلك الوقائع، معتبرًا إياها تعكس تحول التهديدات العالمية إلى الأسوأ.
شاهد لحظة سقوط نيزك في السعودية.. وهذا تفسير الخبراء للظاهرة
بالصور.. صواريخ روسيا تستهدف المدن الأوكرانية من جديد بقصف عنيف