عالم

سقف الأسعار وخفض الإنتاج.. حرب النفط تشتعل بين روسيا والغرب

فاجأت روسيا العالم منذ يومين، بقرار خفض إنتاج النفط بمقدار 500 برميل يوميًا في مارس المقبل، وهو ما أدى إلى قفزة في أسعار النفط بأكثر من 2%.

وارتفعت أسعار خام برنت متجاوزة 86.4 دولارًا للبرميل، فيما وصل خام غرب تكساس الأميركي إلى 79.8 دولارًا للبرميل.

وتحاول روسيا بهذا القرار مناورة الغرب من خلال تقليل المعروض النفطي عالميًا بخفض إنتاجها، بعد تنسيقات غير رسمية مع دول مجموعة أوبك بلس، وتهدف بذلك لإضعاف التنسيق الغربي ضدها المتعلق بأسعار النفط.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن موقف روسيا له آثار سلبية وربما يؤدي إلى مزيد من عدم التوازن في سوق الطاقة العالمي، لكن موسكو تتخذ خطوات لتحمي مصالحها من أي أخطار محتملة.

بداية الصراع

فور بدء حرب أوكرانيا وافق التكتل الأوروبي في 15 مارس 2022، على فرض عقبات جديدة على روسيا تشمل حظرًا على الاستثمارات في قطاع الطاقة وواردات منتجات الصلب.

وبعدها بأشهر وتحديدا في 7 يونيو، أعلنت مجموعة السبع بدءها في دراسة قرار يفرض سقفًا لسعر النفط الروسي، بهدف الضغط على الموارد الروسية وتعزيز الاستقرار في أسواق النفط.

ولكن روسيا في المقابل هددت بلهجة صارمة بقطع إمدادات الغاز عن أوروبا حال وضع سقف لسعر للنفط الروسي.

وفي ديسمبر الماضي، دخل قرار الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع وأستراليا حيز العمل، والذي حظر استيراد النفط الروسي المنقول بحرًا بأكثر من 69 دولارًا للبرميل.

واعتراضًا على القرار، توعدت موسكو بالرد على تحديد سقف لسعر استيراد نفطها، كما أكدت أنها ستلجأ لآليات لوجيستية وسلاسل جديدة لتصدير نفطها.

ومع نهاية ديسمبر، لوحت روسيا بأنها قد تخفف إنتاجها النفطي ما بين 5 و7%، ردًا على قرارات الغرب.

خطة مسبقة

وقبل غزو أوكرانيا، اتجهت روسيا إلى مد جسور علاقاتها، وهو ما جعل خطوة تحويل إنتاجها النفطي إلى آسيا بعد الحظر الأوروبي أمر سهل حتى ولو كان بإغراءات سعرية.

كما استفادت موسكو أيضًا بعضوية تحالف أوبك بلس، الذي نجح في تحقيق توازن في سوق الطاقة عبر خفض الإنتاج تحسبًا لركود يهدد الجميع.

وتُشير التقارير إلى أنه من المرجح أن يستمر هذا الخفض في الأسعار، وهو ما يصب في مصلحة روسيا لتضييق السوق، كما يفتح أسواقًا أخرى للدول العربية المنتجة للنفط، ويساعد في إبقاء أسعار البرميل حول 10 دولارات مما يساهم في تعويض خسائر جائحة كوفيد.

من ناحيتها، ترى الرياض أن الضبط المستمر لإنتاج النفط كفيل بالحفاظ على استقرار أسواق الطاقة، وسيمنع ذلك أيضا وقوع خسارات في القطاع الذي يحتاج إلى استثمارات لمواكبة الطلب العالمي على المديين المتوسط والبعيد.

النتائج المترتبة على تحديد سعر النفط الروسي

وضع حد أقصى لأسعار النفط الروسي.. ماذا يعني ذلك وبماذا ردت موسكو؟

واردات الصين من النفط الروسي