في الوقت الذي تعاني فيه آلاف الأسر من تداعيات الزلزال المُدمر الذي ضرب تركيا وسوريا قبل أيام، كان بعض الأفراد يشقون طريقهم من أماكن مختلفة إلى تركيا في محاولة للعثور على أقاربهم وذويهم تحت الأنقاض.
الطريق إلى هاتاي
كان “ساميت” أحد الأشخاص الذين استقلوا الطائرة متجهين إلى جنوب تركيا، في أعقاب الزلزال الذي أودى بحياة الآلاف.
يعيش ساميت في البحرين، لكنه فور سماعه بأخبار الزلزال، اتخذ قراره بالسفر، على أمل أن يعثر على شقيقه “إسماعيل” بنفسه مثلما يظن كل الآخرين.
يبلغ إسماعيل من العمر 26 عامًا ويعمل “كاشير” في سوبر ماركت، وكان يُقيم مع أقاربه في محافظة هاتاي على الحدود السورية مع تركيا وقت وقوع الزلزال.
وقال ساميت إن آخرين، بمن فيهم صهره، تم انتشالهم من أنقاض المبنى في وقت لاحق من ذلك اليوم لكن لم يتم العثور على إسماعيل.
وأضاف لبي بي سي”أنا أفتقده كثيرا، لقد جئت من البحرين إلى تركيا للبحث عنه، إنه أخي الوحيد”.
ووصف سامت إسماعيل بأنه ذكي وخجول في تعامله مع الفتيات، وقال إنه كان بحاجة ماسة إلى الأخبار السارة لكنه شعر بأنه “لا توجد مساعدة” في البحث عن المفقودين.
بعد وصوله إلى تركيا، ظل ساميت لساعات في اسطنبول في انتظار رحلة تقلّه إلى أضنة في جنوب البلاد، قبل أن يبدأ الرحلة التي استمرت لساعات إلى مقاطعة هاتاي.
وقال في رسالة عبر واتساب في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، بعد وصوله إلى الإقليم الذي دمره الزلزال “الجو بارد هنا، الحياة صعبة”.
وطوال الليل ظل ساميت في الشارع بسبب عدم وجود مكان للإقامة فيه، استخدم خلال هذه الفترة النار للتدفئة، منتظرًا ضوء النهار ليبدأ البحث عن إسماعيل
وبخلاف ساميت، التقت بي بي سي بأشخاص أخرى من تركيا وخارجها، كانوا يسافرون إلى المناطق التي ضربها الزلزال للبحث عن ذويهم المفقودين.
أخبار مُنقطعة
أمام أنقاض مبنى مُهدوم، في مدينة أنطاكيا، كان أفراد عائلة قادمة من اسطنبول يستخدمون المعاول لإزالة الركام بحثًا عن ناجيين من أقاربهم.
وعلى الجانب الآخر، انطلقت طالبة الطب أيلين بولات في حافلة لمدة أربع ساعات، ورحلة طيران لمدة ساعتين وأكثر إلى مسقط رأسها لمعرفة ما إذا كان والديها وبقية أفراد عائلتها على قيد الحياة.
انقطعت أخبار عائلة أيلين بعد وقوع الزلزال، وهو ما دفعها للسفر من موغلا وهي المدينة التي تُقيم بها، لمسافة أكثر من 1000 كيلو متر، إلى أديامان (جنوب شرق تركيا) حيث تقطن عائلتها.
وبمجرد وصولها، التقت أيلين بأخواتها ووالديها، لكنها صُدمت بوفاة 20 من أقاربها بسبب الزلزال، فتقول: “عندما وصلت، رأيت الكثير من المدينة مدمرًا ولم يكن هناك مكان آمن للناس للحصول على مأوى”.
وتضيف: “الراحة الوحيدة التي حصلت عليها كانت رؤيتي لأفراد عائلتي بخير، وهو أمر لم أكن متأكدة منه قبل الوصول إلى هناك”.
“عندما وجدتهم، كانوا جميعًا يرتدون ملابس النوم، وهكذا علمت أنهم هربوا بلا شيء.” تقول طالبة الطب.
خلال تواجدها في مكان منزلها القديم حيث وجدت عائلتها، كانت أيلين تسمع ضوضاء وجلبة من بعض المباني المنهارة بحثًا عن الناجيين، فيما تولى عدد كبير من سكان المدينة مهام الإنقاذ.
تقول: “الناس ينتظرون بلا حول ولا قوة للوصول إلى أحبائهم تحت الأنقاض، نحن بحاجة إلى الدعم هنا في أقرب وقت ممكن”.