يبرز الدور الهام الذي تلعبه منظمات الإغاثة في إنقاذ الأرواح عندما يتعلق الأمر بحالات الكوارث، ولا تكمن صعوبة عملهم في الجهود التي يبذلها العاملون والمتطوعون بها، والقدرة على توفير المساعدات اللازمة فحسب، بل أيضا في الموازنة بين السرعة والفعالية، من خلال تحديد الأماكن التي بحاجة حرجة إلى المساعدة أكثر من غيرها، ووضع الخطط لإنقاذ كل ما يمكن إنقاذه.
دراسة الأوضاع أولًا
لا تتحرك فرق الإغاثة على الأرض فور وقوع الكارثة، فهناك دورة للعمل، وفقا لإحدى العاملات في المجلس النرويجي للاجئين، إيما فورستر، والتي توضح أنهم يتلقون تنبيها أوليًا من فريق الأمن في المجلس، وعليه يتم الاتصال بالموظفين لمعرفة ما إذا كان الجميع بأمان، ثم إجراء فحص لمعرفة ما إذا كان مخزون المنظمة آمنًا ومحسوبًا.
تقول فورستر إنه يتم تقييم الوضع على الأرض؛ لضمان صحة القرارات التي تتخذ بشأن الأماكن ذات الأولوية في المساعدة، مشيرة إلى أن تلك العملية تستغرق بضع ساعات، بعدها يتم إرسال عناصر الإغاثة للميدان لفهم الاحتياجات الأكثر إلحاحًا.
الظروف الطبيعية في مواجهة فرق الإنقاذ
وضعت منظمات الإغاثة إرسال فرق البحث على رأس أولوياتها في حالة وقوع الزلزال في تركيا وشمال سوريا، خاصة في ظل الأعداد الكبيرة من المواطنين الذين علقوا تحت الأنقاض.
الفرق المُكلّفة بعمليات البحث والإنقاذ حُدِد له الحصول على الطعام والماء ونوع من المأوى للناس كأولوية قصوى، إلا أن توفير كل هذا أمر صعب بالنظر إلى قيام عاصفة صاحبها هطول الأمطار إبان الزلزال.
اختلاف الاستجابة برغم وحدة الاحتياجات
تتعاون المنظمات المختلفة في الحالات المشابهة بتبادل المعلومات، ويتولى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مسؤولية التنسيق بينها.
وعلى الرغم من أن هذا التنسيق يسهّل فهم الاحتياجات وتوجيهها لمكانها الصحيح إلا أن الحكومات قد تشكل عائقا، فيقول نائب
المتحدث الرسمي باسم مكتب تنسيق الشئون الإنسانية في الأمم المتحدة، ينس ليرك، إن مشاركة الأمم المتحدة على أساس إنساني في سوريا تختلف عن الدول الأخرى من حيث قبولها وليس طلبها من قبل الحكومة.
ويقارن ليرك الوضع السوري بالتركي، فبيقول إن تركيا لديها بالفعل سلطة قوية وقادرة على الاستجابة للكوارث الطبيعية، والتي يتم إرسالها عادةً للمساعدة في الكوارث الطبيعية في جميع أنحاء العالم.
ويضيف: ” الجانب المشرق في بلد يشهد نزاعًا مسلحًا مستمرًا هو أنه توجد بالفعل في المنطقة شبكة إنسانية قوية للأمم المتحدة، مثل المجلس النرويجي للاجئين”.
ويدعو المجلس النرويجي للاجئين ومنظمات الإغاثة الأخرى إلى المزيد من المساعدات الإنسانية والمزيد من التمويل لدعم المحتاجين الآن وفي الأسابيع المقبلة، مع جعل المساعدة مرنة، بحيث تخصص الأموال دون تقييدها بقطاع معين.
ترتيب الأولويات
طلبت تركيا المساعدة من الاتحاد الأوروبي في إطار آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي، واستجاب الأخير بإرسال 15 فريق بحث من 13 دولة بعد ساعات قليلة من وقوع الزلزال الأول.
يشير نائب المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، لاركي، أن تنسيق فرق البحث والإنقاذ المرسلة إلى تركيا هو أحد التحديات الرئيسية في الوقت الحالي، حيث يعمل مكتبه بالتشاور الوثيق مع مكتب الشؤون الخارجية التركي للتأكد من وجود الأشخاص المناسبين في المكان المناسب.
ويوضح أن المساعدة غير المطلوبة على الفور ستشغل المساحة المخصصة لهبوط مركبات نقل المساعدات، أو ستحتاج إلى تخزين، ما قد يبطئ وتيرة العمل.
من يدفع مقابل الإسعافات الأولية؟
في عملية الاستجابة الأولى هذه، تغطي مفوضية الاتحاد الأوروبي 75% من التكاليف التشغيلية التي تتكبدها هذه العمليات.
يدرس الاتحاد الأوروبي تأثير الزلزال بصورة متعمقة؛ لتوفير مزيد من المساعدة للحكومة التركية، ويتوقع لاركي أن يضطر المجتمع الدولي قريبًا إلى توفير الأموال لسوريا وتركيا.
الأقوى منذ عقدين.. ماذا فعل زلزال “الدقيقة” في تركيا وسوريا؟
الأكثر دموية.. لماذا كان زلزال تركيا وسوريا بهذا السوء؟