بدأت البشرية مرحلة جديدة في الحصول على البروتين الحيواني، فكان الأمر قاصرًا لآلاف السنين على تربية الحيوانات بغرض أكل لحومها، واليوم نحن أمام تقنية جديدة تسمح بإنتاج اللحوم في المختبرات.
ومع اعتبار أن تلك التقنية تعد حلًا جيدًا لمشكلات تتعلق بإمدادات الغذاء، تظهر مشكلة بالنسبة للمسلمين، إذ توجد محددات في الشريعة لما يُسمح بأن يستخدم كغذاء، فمن ناحية هناك أنواع معينة من الحيوانات يباح أكلها، ومن ناحية أخرى يجب أن تنطبق شروط معينة في هذا الحيوان وطريقة إماتته، بحيث يجب أن يكون مذبوحًا ليحل أكله.
استثمارات ضخمة لتقنية وليدة
اللحوم المصنعة أو المستزرعة هي نوع لحوم لا يمكن تفريقه عن هذا الخاص بالحيونات الحية، ويحاكيه أيضًا في كل صفات شكله وملمسه ومذاقه ورائحته.
تقوم التقنية على زرع خلايا جذعية ذاتية التجدد مأخوذة بإبرة دقيقة من عضلات حيوان حي، وتغذيتها على مصل غني باحتياجات نموها، فتتكاثر وتتضاعف أعدادها، ويتم نسجها على هياكل بالغة الدقة لتحاكي شكل الألياف العضلية للحم الحيواني.
شركة “Just Eat” الكائنة بسان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، والتي تعمل في مجال إنتاج اللحوم في المفاعلات الحيوية، قالت إنها جمعت 267 مليون دولار في عام 2021.
وتستهدف الشركة المستهلكين من متبعي الديانة الإسلامية في الوقت الحالي، حيث أعلنت في أغسطس من العام الماضي عن خطط لبناء منشأة تابعة لها في قطر. ولم تحصل على الموافقة بعد، بسبب انتظار انتهاء مشاورات رجال الدين.
الرئيس التنفيذي لشركة “Just Eat”، جوش تيتريك، كشف أنه لا وجود لعنصر الذبح في عملية تصنيع اللحوم معمليا، فهل يعني هذا أنها حرام؟
حكم أكل اللحوم المصنّعة في المختبر في الإسلام
المنظمة الإسلامية الأكبر في إندونيسيا المعروفة باسم نهضة العلماء، أصدرت بيانًا في سبتمبر الماضي بشأن تلك المسألة، قالت فيه إن: “الخلايا المأخوذة من حيوانات حية ثم يتم تصنيعها في مفاعلات حيوية تندرج ضمن فئة الذبيحة غير الطاهرة شرعيًا ويحظر أكلها”.
ووافق هذا الرأي ما صدر عن مجموعة علماء في باكستان على رأسهم الخبير بالفقه الإسلامي، محمد تقي عثماني العام الماضي، والذين اشترطوا للسماح بأكل تلك اللحوم المُصنعة أن تكون الخلايا الأصلية قد أخذت من حيوانات مذبوحة وفقًا للشريعة الإسلامية.
وفي سنغافورة التي كانت أسرع حكومات العالم في إقرار اللحوم المُصنعة في المختبرات، بالسماح لـ “جست إيت” ببيع صدور الدجاج المصنعة داخل أراضيها في 2020، لا يزال العلماء المسلمين لم يصدروا رأيهم النهائي بالسماح أو المنع.
المجلس الديني الإسلامي في سنغافورة، قال إن الأطعمة الجديدة مثل هذه، هي مجالات حديثة في الفقه الإسلامي، وتتطلب البحث والتحليل والتفسير الديني المناسب، وأوضح أنه مجال تطور جديد، لذا تستمر دراسته بصورة معمقة للوصول لرأي غير مشوب.
ومن علماء المسلمين من يجيز أكل تلك اللحوم حتى وإن أخذت من حيوان حي، فرئيس رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي، الدكتور عجيل النشمي، قال إنه حلال شرعًا ما دام قد أخذ من حيوان يحل أكله بالأساس، مع ضرورة عدم استخدام الدم في العملية لأنه نجس.
الليلة .. “قمر الثلج” يزين سماء المملكة .. ماذا تعني هذه الظاهرة؟