يبدو أن الصراعات التي يشهدها العالم في الفترة الحالية ستمتد لتشمل مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي، بعد تنافس شركات التقنية لإصدار خدمات المحادثة التي تعتمد على هذا النوع من التقنية على غرار خدمة ChatGPT، التابعة لشركة OpenAI.
شركة بايدو الصينية المتخصصة في البحث على الإنترنت، أعلنت أنها تخطط لإطلاق خدمة روبوت محادثة للذكاء الاصطناعي (AI) تحت مسمى Chatbots، وهي مماثلة لخدمة ChatGPT، في مارس المُقبل، وفق ما أوردته رويترز على لسان مصدر مطلع.
وستعمل الشركة على إطلاق الخدمة كتطبيق مستقل ومن ثم دمجها تدريجيًا في محرك البحث الخاص بها.
وتوفر تقنية “تشات جي بي تي” الرد على طلبات المستخدمين بطريقة ذكية تشبه الردود التي تنتج عن البشر، وكذلك توفر معلومات شبيهة بمحركات البحث، معتمدة في ذلك على كميات هائلة من البيانات.
وفي الوقت الذي تقدم فيه أداة شات جي بي تي خدمات بشكل احترافي أكبر مثل كتابة المقالات والبرمجة، فإن “تشات بوتس” الصينية تُركّز على التفاعل الاجتماعي.
وكشفت بايدو خلال الشهر الماضي، عن ثلاثة “مبدعين” مدعومين بالذكاء الاصطناعي تسمح لهم تقنيتهم بتولي أدوار كاتب السيناريو أو الرسام أو المحرر أو رسام الرسوم المتحركة.
نعمة أم نقمة
رغم التطور الذي تتمتع به أداة المحادثة التي أطلقتها “أوبن أيه آي” في 30 نوفمبر الماضي، إلا أن البعض يرى أنها أحدثت نوعًا من الفوضى، وفق وصف موقع إنسايدر المتخصص في الصحافة الرقمية.
ومن ناحية أخرى، يعتبر أساتذة جامعيون أن الحفاظ على الملكية الفكرية والسيطرة على عمليات السرقة التي تتم في المجال بات أمرًا صعبًا في ظل وجود هذه الأداة.
كما يشعر مؤلفو الموسيقى بالخطر من استخدام الذكاء الاصطناعي كبديل لهم، فيما تسببت التقنية لأصحاب الشركات ومسؤولي الموارد البشرية في مشكلات، بعد تعمد بعض المرشحين للوظائف استخدام معلومات غير صحيحة عن أنفسهم في الرسائل التي تقدموا بها.
مستقبل غوغل
ظل غوغل منذ إطلاقه في 1998، محرك البحث الأشهر في العالم، حتى أن اسمه اقترن بعمليات البحث عن أي شيْ، ويرجع ذلك إلى أرقام عمليات البحث الضخمة الذي يشهدها في الدقيقة الواحدة، والتي تصل إلى مليارات العمليات في اليوم.
ولكن في ظل القدرة التي يتمتع بها شات جي بي تي للإجابة عن الأسئلة بطريقة احترافية للغاية، بات عملاق التكنولويا غوغل مُهددًا، وهو ما دفع الشركة لرفع درجة الإنذار القصوى وطلبت من مطوريها ابتكار أداة منافسة، وفق صحيفة نيويورك تايمز.
وقالت الصحيفة إن الرئيس التنفيذي لـ غوغل طلب من موظفيه التجهز لمواجهة خطر أداة تشات جي بي تي، ولكنها حتى الآن لم تعلن عما إذا كانت ستطور أداة جديدة أم ستجعلها ضمن محرك البحث الأساسي غوغل.
ووفق مذكرة داخلية لشركة غوغل أطلعت عليها تايمز، أظهرت تخوفات من تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمع، في ظل السلبيات المحتملة لهذه الأدوات والتي تتعلق بالخصوصية والعنصرية.
وتستثمر شركة مايكروسوفت مليار دولار في شركة “أوبن أيه آي” ومقرها سان فرانسيسكو، كما تتطلع لزيادة هذا الاستثمار، فيما تستثمر بايدو ومقرها بكين بكثافة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الخدمات السحابية والرقائق والقيادة الذاتية، حيث تتطلع إلى تنويع مصادر إيراداتها.
لماذا فشل الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالمنتخب الذي سيحصل على كأس العالم؟
أشياء يجب أن تضعها في اعتبارك قبل الاستثمار في الذكاء الاصطناعي
