للمرة الثانية في أقل من 20 عامًا بعد هبوطه للدرجة الثانية عام 2006 إثر فضيحة رشوة الحكام، تعود السيدة العجوز تحت دائرة الضوء بفضيحة جديدة تسببت في خصم 15 نقطة من رصيده ليتراجع ترتيبه في جدول الدوري الإيطالي من المركز الثالث إلى المركز العاشر، وتتعلق القضية هذه المرة بانتهاكه لوائح اللعب المالي النظيف.
وشملت العقوبة الموقعة على يوفنتوس منع رئيسه السابق أندريا أنيلي من تولي أي منصب في كرة القدم المحلية لمدة عامين، وإيقاف المدير الرياضي السابق لليوفي ومدير كرة القدم الحالي لنادي توتنهام الإنجليزي 30 شهرًا.
خصم النقاط ليس نهاية العقوبات
أرسلت منظمة مراقبة صناعة كرة القدم الإيطالية “Covisoc” تقريرًا إلى الاتحاد الإيطالي لكرة القدم يسلط الضوء على عدد من الصفقات مشكوك في مبالغها ورواتب لاعبيها، وبالفعل تم استدعاء أفراد من إدارة النادي للتحقيق أمام المدعي العام الفيدرالي في أكتوبر 2021، لكن في أبريل 2022 تم تبرأتهم برفقة مسؤولين من 10 أندية آخرين في قضايا مشابهة، نظرًا لصعوبة تحديد سعر اللاعبين على نحو دقيق خاصة أن غالبيتهم ليسوا نجوم كبار.
الأمر لم يقنع مكتب المدعي العام في تورينو ففتحوا تحقيقًا خاصًا تحت اسم “بريزما” ونجحوا في إعادة فتح القضية بعد جمعهم العديد من الأدلة التي تدعم موقفهم، ورغم صدور القرارات السالف ذكرها لم ينته الأمر عند هذا الحد فهناك جلسة تحقيق في 27 مارس المقبل، وعلى مسؤولي النادي إثبات براءتهم من تهمة مكاسب رأس المال المصطنعة، ووفق التقارير الصحفية فإن موقف إدارة السيدة العجوز ليس سيئًا في هذا الشأن حيث إن مكاسب رأس المال المذكورة في القضية لا تمثل سوى 3.6% من عائدات البيانكونيري خلال تلك الفترة.
وتبقى فرص توقيع عقوبات أكبر قائمة لأن إدار اليوفنتوس متهمة أيضًا بالتضليل بشأن إعلانهم متهمين بالإعلان أن لاعبي الفريق تنازلوا عن رواتب 4 أشهر بسبب الأزمة التي تسببت بها جائحة كورونا في عالم كرة القدم،حيث يقول الادعاء في القضية إن اللاعبين تنازلوا عن راتب شهر واحد فقط ودفعت لهم إدارة النادي الأشهر الثلاث الأخرى سرًا.
صفقة رونالدو أجلت سقوط إدارة البيانكونيري
قد يختلف عشاق كرة القدم على قدر استفادة اليوفنتوس من صفقة الأسطورة كريستيانو رونالدو رياضيًا، لكن من الناحية التجارية والتسويقية لا جدال أن “الدون” أحدث طفرة في هذا الجانب فقبل وصوله كان عدد متابعي النادي 3 ملايين، بينما أصبحوا الآن 56 مليونًا متفوقين على أندية أخرى عريقة مثل بايرن ميونخ وليفربول، ويشار إلى أن النادي حصل على عقود رعاية بقيمة أكبر وباع عدد أكبر من القمصان.
سوء الإدارة المالية يقود النادي إلى الهاوية
وذكرت تقارير Deloitte’s Money league المتخصصة في تقييم إيرادات الأندية أن اليوفنتوس لم يربح سوى 73.5 مليون يورو فقط من العائدات التجارية في 2016، وهذا يمثل 16% فقط من إجمالي عائداتهم، في حيت أن نادي شالكة الألماني الأقل شهرة حصل شالكه على 107.9 مليون يورو.
ووفقًا للمصدر نفسه حصل يوفنتوس على 194 مليون يورو من الإيرادات التجارية العام الماضي، أي 48% من إجمالي إيراداته في تقدم ملحوظ، لكن إدارة النادي بعدما أدركت أهمية تسويق علامتها وتعظيم مواردها منها إلا أن سوء التخطيط والإدارة جعلهم يفرطون في التفاؤل وقيمة الصفقات ورواتب اللاعبين بما لا يتناسب مع حجم نمو أرباحهم.
بطبيعة الحال فإن زيادة الرؤية وتنمية العلامة التجارية هي ممارسة عبثية إذا لم يعد النادي يفوز على أرض الملعب وقضى الوباء على مصادر الإيرادات الأخرى. ثبت صعوبة التغلب على الملاعب المغلقة والفارغة في بلد كان يعاني من أحد أقسى حالات الإغلاق وانخفاض عائدات البث. كانت الإيرادات التجارية، ولا تزال، مساعدة كبيرة لأموالهم.
ويعلق عشاق لسيدة العجوز أسباب الفشل على بارتيتشي الذي يتميز باكتشاف المواهب، لكنه ليس مميزًا عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الشؤون المالية والتفاوض ليس على المستوى المطلوب، حيث بدأ يوفنتوس في منح أجور مرتفعة للاعبين لا يقدمون مردوداً يساوي تلك الأجور على أرض الملعب، وتعد إحدى أشهر صفقاته مبادلة ميراليم بيانيتش بآرثر ميلو، وهي من أكثر الصفقات التي أثارت شكوك منظمة مراقبة صناعة كرة القدم الإيطالية “Covisoc”.
وكطبيعة الحال فيما يتعلق الحال بفضائح كرة القدم الإيطالية يكون للقضية تبعات وأندية أخرى متورطة في مخالفات مشابهة، حيث طلب المدعي العام مؤخرًا من اتحاد الكرة الإيطالي تفاصيل حول عدد من صفقات نادي نابولي، وقد نكون على موعد مع فضحية جديدة.
ماذا تعني البطاقة البيضاء في كرة القدم؟
فيديو.. فؤاد أنور: لاعبو النصر لم يعاونوا “رونالدو” حتى الآن