اشتهر الكاتب والفنان اللبناني خليل جبران بأعماله الصوفية العربية والإنجليزية، واكتسب شهرة بعد نشر كتاب “النبي” عام 1923.
تحل اليوم ذكرى ميلاد جبران خليل جبران، وبهذه المناسبة نسلط الضوء في هذا الموضوع على أبرز المحطات في حياته.
السنوات المبكرة
ولد جبران خليل جبران في 6 يناير 1883 لعائلة مارونية مسيحية في بشري بلبنان، وظهرت موهبته الفنية وحبه للطبيعة في أعماله الأدبية.
تلقى تعليمه الأساسي على فترات متقطعة، على الرغم من تلقيه دروس غير رسمية على يد طبيب محلي.
عمل والده جامعًا للضرائب، لكن بعد أن اتُهم بالاختلاس وصودرت ممتلكاته، هاجرت الأسرة في عام 1895 إلى الولايات المتحدة.
في بوسطن، تعرّف جبران على المجتمع الفني هناك، وبدأ في كتابة أعمدة صحفية وكتب باللغة العربية، ولفت الانتباه إليه بقصائده النثرية.
بعد انتقاله إلى مدينة نيويورك، بدأ جبران في الكتابة باللغة الإنجليزية، وأشهر أعماله كتاب “النبي” الذي صدر عام 1923، الذي جعله ثالث أكثر الشعراء مبيعًا في كل العصور.
تطور الموهبة الفنية
درس جبران في سن الـ 13 على يد المصور والناشر فريد هولاند داي، الذي رعى مواهب جبران وقدمه إلى مجتمع فني أوسع.
عاد جبران في الخامسة عشرة من عمره إلى وطنه لاستكمال تعليمه في مدرسة مارونية في بيروت، وأبدى اهتمامًا بالشعر وأسس مجلة طلابية.
عاد إلى بوسطن عام 1901 بعد وقت قصير من وفاة إحدى شقيقاته بسبب مرض السل، وبعدها بعام واحد، فقد شقيقه ووالدته.
واصل جبران عمله الفني، بدعم مالي من أخته، وفي عام 1904، عرض رسوماته في معرض أقامه استوديو “داي”، وبدأ في كتابة عمود أسبوعي في جريدة المهاجر العربية.
أسس قاعدة جماهيرية من خلال قصائده النثرية، والتي تناول فيها موضوعات الوحدة وفقدان الاتصال بالطبيعة، كما نشر كتيبًا عن حبه للموسيقى عام 1905، وأتبعه بمجموعتين من القصص القصيرة.
وثق جبران علاقته بماري هاسكل، مديرة مدرسة أصبحت راعية له ومتعاونة أدبية، ومولت تسجيله في أكاديمية جوليان في باريس، ثم انتقاله إلى مدينة نيويورك في عام 1911.
سنوات نيويورك
أسس لنفسه قاعدة بين الأوساط الفنية بنيويورك، ونشر روايته “الأجنحة المكسورة”، عام 1912، وأقام معرضًا للوحاته في أواخر عام 1914.
بدأ جبران الكتابة لصحيفة الفنون العربية، ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى عبر عن ميوله القومية، وانضم إلى مجلس إدارة صحيفة فتاة بوسطن، وفي عام 1920 أسس الرابطة القلمية، وهي جمعية للكتاب العرب.
بمساعدة ماري هاسكل، بدأ جبران في كتابة الكتب باللغة الإنجليزية، وأنتج مجموعة من القصص القصيرة مثل”المجنون” عام 1918، و”السابق” عام 1920، كما أصدر عام 1919 قصيدة “المواكب” وكتابًا فنيًا بعنوان “عشرون رسمًا”.
من أقواله وأشعاره
يقول في مطلع قصيدة المواكب:
الخير في الناس مصنوعٌ إذا جُبروا
والشرُّ في الناس لا يفنى وإِن قبروا
وأكثر الناس آلاتٌ تحركها
أصابع الدهر يوماً ثم تنكسرُ
فلا تقولنَّ هذا عالم علمٌ
ولا تقولنَّ ذاك السيد الوَقُرُ
فأفضل الناس قطعانٌ يسير بها
صوت الرعاة ومن لم يمشِ يندثر
وفي قصيدة أخرى يقول:
ذَاكَ الهَوَى أَضْحَى لِقَلْبِي مَالِكا
وَلِكُلِّ جانِحَةٍ بِجِسْمِي مَالِئا
فَبِمُهْجَتِي ثَوَرَانُ بُرْكَانٍ جَوَى
وَبِظَاهِري شَخْصٌ تَراهُ هَادِئاً
ومن مقتطفاته الأدبية
أنا لا أدينهم الآن، بل أشفق عليهم ولا أكرههم، بل أكره استسلامهم عفواً إلى الرياء والكذب والخباثة.
عندما فهمت أسرار الحياة، تشوقت إلى الموت، لأنه أعمق أسرار الحياة.
إن طريقي غير طريقك، ولكننا نمشي معاً جنباً إلى جنب.
المعركة القانونية بعد وفاته
أصبح جبران أكثر عزلة في أيامه الأخيرة، وتوفي في 10 أبريل 1931.
دفن جبران في بشري في دير مار سركيس الذي سرعان ما تحول إلى متحف.
نشأت مشاكل قانونية بسبب النص الوارد في وصيته الذي يوجه عائدات مبيعات كتبه إلى مسقط رأسه.
وبسبب عدم تمكنهم من التوصل إلى توافق حول كيفية توزيع الأموال، انخرط أهل بشري في نزاع مرير امتد لعقود، قبل أن تتدخل الحكومة اللبنانية لوضع حد للأمر.
5 مشروبات يجب الابتعاد عنها لإنقاص الوزن بنجاح في 2023