عالم

السيناريوهات المحتملة للحرب الروسية الأوكرانية في 2023

بنهاية 2022 يقترب الصراع في أوكرانيا من الدخول في عامه الثاني، ورغم ذلك لا توجد في الأفق أي إشارة لقرب انتهاء الحرب التي أثقلت الاقتصاد العالمي بالكثير من الأعباء.

من جانبها نشرت هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” تقريرًا استطلعت فيه آراء بعض الخبراء والمحللين العسكريين لمعرفة “كيف ستتطور الحرب الروسية الأوكرانية على الأرض في عام 2023، وهل يمكن أن تنتهي الحرب؟ وكيف يمكن أن تسير الأمور على طاولة المفاوضات؟ أم سيستمر الصراع حتى عام 2024؟

هجوم الربيع الروسي سيكون أساسياً

قال “مايكل كلارك”، المدير المساعد لمعهد الدراسات الاستراتيجية، “إكستر”، بالمملكة المتحدة، إن أولئك الذين يسعون إلى غزو بلد آخر في أي مكان عبر سهول “أوراسيا” العظيمة محكوم عليهم في نهاية المطاف بمواجهة الشتاء فيها.

وأضاف أن قوات الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، في حالة تراجع، ولكنه في الحقيقة ينتظر حلول فصل الربيع لاستئناف هجماته من جديد.

وأوضح أن الجانبين بحاجة إلى وقفة، لكن جاهزية الأوكرانيين ودوافعهم حاليًا أفضل، ويمكننا أن نتوقع منهم الحفاظ على الضغط ، على الأقل في دونباس.

ولفت إلى أن الجيش الأوكراني يحرز تقدمًا رائعًا بمنطقتي كريمينا وسفاتوفو، وهو على وشك أن يجبر الروس على التراجع نحو 40 ميلاً إلى خط الدفاع الطبيعي، بالقرب من المكان الذي بدأ فيه غزوهم فعليًا في فبراير.

ورجح “كلارك” أن تتوقف الهجمات الأوكرانية في الجنوب الغربي، بعد استعادة خيرسون، لافتًا إلى أن العبور إلى الجانب الشرقي من نهر دنيبرو للضغط على الطرق الروسية الضعيفة وروابط السكك الحديدية في شبه جزيرة القرم أمرًا صعبًا للغاية، ولكن احتمال شن كييف هجومًا جديدًا مفاجئًا لا يمكن أبدًا استبعاده.

أوكرانيا ستستعيد أرضها

قال أندريه بيونتكوفسكي، المحلل العسكري المقيم في واشنطن، إن أوكرانيا ستستعيد أراضيها بالكامل بحلول ربيع عام 2023 على أبعد تقدير، لافتًا إلى أن هناك عاملان يشكلان هذا الاستنتاج.

الأول هو الدافع والتصميم والشجاعة للجيش الأوكراني والأمة الأوكرانية ككل، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ الحرب الحديثة.

والآخر هو حقيقة أنه بعد سنوات من استرضاء ديكتاتور “روسي”، نشأ الغرب أخيرًا ليدرك حجم التحدي التاريخي الذي يواجهه، ويتجلى ذلك بشكل أفضل في التصريح الأخير للأمين العام لحلف الناتو “ينس ستولتنبرغ”، حيث قال: “الثمن الذي ندفعه هو المال في حين أن الثمن الذي يدفعه الأوكرانيون هو الدم، إذا رأت الأنظمة الاستبدادية أنها أقوى، فسوف ندفع جميعًا ثمناً أعلى بكثير، وسيصبح العالم أكثر خطورة علينا جميعًا. “

وأوضح “بيونتكوفسكي”، أنه سيتم تحديد التوقيت الدقيق لانتصار أوكرانيا بمجرد أن يمنحها “الناتو” حزمة جديدة من الأسلحة الهجومية (الدبابات والطائرات والصواريخ طويلة المدى).

ما هي الأسلحة التي يتم توريدها إلى أوكرانيا؟

وتوقع “بيونتكوفسكي”، أن تصبح “ميليتوبول” نقطة المعركة الرئيسية في الأشهر المقبلة، وبعد الاستيلاء على ميليتوبول ، سينتقل الأوكرانيون بسهولة إلى بحر آزوف، مما يقطع فعليًا خطوط الإمداد والاتصالات إلى شبه جزيرة القرم، ومن ثم سيتم الاتفاق رسميًا على الاستسلام الروسي في المحادثات الفنية بعد التقدم الأوكراني المدمر في ساحة المعركة.

ليس هناك نهاية في الأفق

ترى “باربرا زانشيتا”، من قسم دراسات الحرب، بكينجز كوليدج في لندن، أن تقديرات “بوتين” الخاطئة قبل خوض الحرب أدت إلى هذا إلى صراع طويل الأمد، ويبدو أنه لا نهاية في الأفق.

وأوضحت أن سيكون الشتاء صعبًا، حيث ستحاول الهجمات الروسية على البنية التحتية الأوكرانية كسر الروح المعنوية والقدرة على التحمل لسكان محطمين بالفعل، ولكن المرونة الأوكرانية أثبتت أنها رائعة، لأنهم يقفون بحزم حتى الآن، وبالتالي سوف تستمر الحرب.

أما بالنسبة لاتفاق سلام محتمل، فترى “زانشيتا”، أنه يجب أن تتغير المطالب الأساسية لجانب واحد على الأقل، ولا يوجد دليل على حدوث ذلك أو أنه سيحدث قريبًا.

كيف ستأتي النهاية إذن؟

قد تؤدي تكاليف الحرب، المادية والبشرية، إلى كسر مستوى التزام النخبة السياسية الروسية، فالحروب الماضية التي كان فيها سوء التقدير عنصرًا حاسمًا، مثل حرب فيتنام بالنسبة للولايات المتحدة، أو أفغانستان بالنسبة للاتحاد السوفيتي، فتغيرت الظروف السياسية المحلية في البلد الذي أخطأ في الحسابات، مما جعل الخروج ضروريًا، وقد يحدث هذا فقط إذا وقف الغرب بحزم في دعمه لأوكرانيا، لمواجهة الضغوط المحلية المتزايدة المرتبطة بتكاليف الحرب.

للأسف، ستستمر هذه معركة طويلة الأمد على الصعيدين السياسي والاقتصادي والعسكري، وبحلول نهاية عام 2023، من المحتمل أن يكون الصراع لا يزال مستمراً.

لا نتيجة أخرى سوى هزيمة روسيا

يقول “بن هودجز”، القائد السابق لجيش الولايات المتحدة في أوروبا، إنه من السابق لأوانه التخطيط لاستعراض النصر في “كييف”، ولكن كل الزخم مع أوكرانيا الآن وليس هناك شك في ذهني أنهم سيفوزون في هذه الحرب، ربما في عام 2023.

وتابع: “ستتحرك الأمور بشكل أبطأ خلال فصل الشتاء، ولكن ليس هناك شك في أن القوات الأوكرانية ستكون أكثر قدرة على التعامل مع القوات الروسية بسبب جميع المعدات الشتوية القادمة من المملكة المتحدة وكندا وألمانيا.

وبحلول يناير، قد تكون أوكرانيا في وضع يمكنها من بدء تحرير شبه جزيرة القرم، مشددًا على أن التاريخ قد علمنا أن الحرب هي اختبار للإرادة واختبار للوجستيات، وعندما ترى تصميم الشعب والجيش الأوكراني، والتحسن السريع للوضع اللوجستي لأوكرانيا، لا أرى أي نتيجة أخرى سوى هزيمة روسية.

شتاء أوكرانيا ينتصر لروسيا.. ما الحكاية؟

الحرب في أوكرانيا والمعاناة داخل أروقة الشركات الأوروبية

ليست لعبة.. أوكرانيا تتسلم هذا السلاح الصغير “المرعب”