بات الصراع في أوكرانيا على أعتاب عامه الثاني، وسط تباين في توقعات المحللين العسكريين لمصير الحرب في عام 2023، فهل يمكن أن ينتهي الصراع في العام المقبل أم يطرح على طاولة المفاوضات، أم أن رحى الحرب ستستمر حتى عام 2024؟
هجوم الربيع الروسي
يرى مايكل كلارك، المدير المساعد لمعهد الدراسات الاستراتيجية، بالمملكة المتحدة، أن “أولئك الذين يسعون إلى غزو بلد آخر في أي مكان عبر سهول أوراسيا العظيمة محكوم عليهم في نهاية المطاف بالشتاء فيها”.
ويضيف: كان على كل من نابليون وهتلر وستالين إبقاء جيوشهم تتحرك في مواجهة الشتاء، وفلاديمير بوتين يؤهل قواته لفصل الشتاء في انتظار هجوم روسي جديد في الربيع”.
يعتبر كلارك أن كلا الجانبين يحتاج إلى وقفة، لكن الأوكرانيين أفضل تجهيزًا وحافزًا للاستمرار.
وبحسب المدير المساعد لمعهد الدراسات الاستراتيجية، فإنه من الصعب العبور إلى الجانب الشرقي من نهر دنيبرو للضغط على الطرق الروسية الضعيفة وروابط السكك الحديدية في شبه جزيرة القرم، لكن احتمال شن كييف هجومًا جديدًا مفاجئًا لا يمكن أبدًا استبعاده.
بالنسبة لعام 2023، سيكون المحدد الرئيسي هو مصير هجوم الربيع الروسي، وقد اعترف بوتين بحشد 50 ألف من القوات على الجبهة.
ويقول كلارك: “لا يوجد مجال لأي شيء سوى المزيد من الحرب حتى يتم تسوية حظوظ القوات الروسية الجديدة في ساحة المعركة. الاحتمال الآخر الوحيد هو وقف إطلاق نار قصير وغير مستقر”.
أوكرانيا ستستعيد أرضها
يتوقع أندريه بيونتكوفسكي، عالم ومحلل مقيم في واشنطن العاصمة فوز أوكرانيا واستعادة سلامتها الإقليمية بالكامل بحلول ربيع عام 2023 على أبعد تقدير.
هناك عاملان يشكلان هذا الاستنتاج: الأول هو الإصرار والشجاعة للجيش والشعب الأوكراني، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ الحرب الحديثة، بحسب بيونتكوفسكي.
والعامل الثاني هو حقيقة أنه بعد سنوات من استرضاء بوتين، أدرك الغرب أخيرًا حجم التحدي التاريخي الذي يواجهه.
وأوضح أنه سيتم تحديد التوقيت الدقيق لانتصار أوكرانيا، بالسرعة التي يمكن أن يقدم بها الناتو حزمة جديدة من أسلحة الهجوم العسكري.
وأضاف: “أتوقع أن تصبح ميليتوبول نقطة المعركة الرئيسية في الأشهر المقبلة، وبعد الاستيلاء على ميليتوبول، سينتقل الأوكرانيون بسهولة إلى بحر آزوف، مما يقطع فعليًا خطوط الإمداد والاتصالات إلى شبه جزيرة القرم”.
هزيمة روسيا
يقول بن هودجز، القائد السابق لجيش الولايات المتحدة في أوروبا، إنه من السابق لأوانه التخطيط لاستعراض النصر في كييف، ولكن كل الزخم مع أوكرانيا الآن وليس هناك شك في ذهني أنهم سيفوزون في هذه الحرب، ربما في عام 2023.
ويضيف: “ستسير الأمور بشكل أبطأ خلال فصل الشتاء، ولكن ليس هناك شك في أن القوات الأوكرانية ستكون أكثر قدرة على التعامل مع القوات الروسية؛ بسبب جميع المعدات الشتوية القادمة من المملكة المتحدة وكندا وألمانيا”.
ووفقًا لهودجز فإنه بحلول يناير، قد تكون أوكرانيا في وضع يمكنها من بدء المرحلة الأخيرة من الصراع، وهي تحرير شبه جزيرة القرم.
ويبين القائد السابق لجيش الولايات المتحدة في أوروبا: “نعلم من التاريخ أن الحرب هي اختبار للإرادة واللوجستيات. عندما أرى تصميم الشعب والجنود الأوكرانيين، والتحسن السريع للوضع اللوجستي لأوكرانيا، لا أرى أي نتيجة أخرى سوى هزيمة روسيا”.
ويعتقد أن نهاية عام 2023 ستشهد استعادة شبه جزيرة القرم بالكامل للسيطرة والسيادة الأوكرانية، على الرغم من أنه قد يكون هناك اتفاق يسمح لروسيا بالانسحاب التدريجي من بعض وجودها البحري في سيفاستوبول، ربما حتى عام 2025.
قطع فنية مسروقة استُعيدت في ظروف غامضة