منوعات

لماذا يتصرف الأطفال بأدب شديد خارج المنزل في حين لا يكونوا كذلك داخله؟

من المثير للدهشة أن الأطفال الصغار يتصرفون بشكل أفضل في المدرسة مما يكونوا عليه في المنزل، ويطرح الآباء والأمهات تساؤلًا منطقيًا: لماذا يمكن للأطفال أن يتصرفوا مثل الملائكة في مع الغرباء، ولكنهم يتحولون إلى شياطين صغيرة عندما يصلون إلى المنزل؟

إذا كنت قد طرحت هذا السؤال على نفسك من قبل، فأنت لست وحدك، الكثير من الآباء لديهم طفل يرمي نفسه على الأرض وهو يصرخ لأسباب صغيرة (وأحيانًا غير معروفة)، ولكن يقول بأدب “من فضلك” و “شكرًا” للآخرين.

اتضح أن السبب ليس أن أطفالك يحبون الآخرين أكثر مما يحبونك، إنه في الواقع عكس ذلك تمامًا، فقد يكون هذا النمط من السلوك علامة جيدة على ارتباط طفلك بك بشكل آمن.

البحث عن التعلق بالطفل

اشتهرت عالمة نفس، تدعى “ماري أينسوورث “من جامعة “جونز هوبكنز“، بدراسة ارتباط الأطفال بأمهاتهم في تجربة وصفتها بـ “الموقف الغريب”، ففي الدراسة، أحضرت الأمهات أطفالهن إلى المختبر للعب، وبعد بضع دقائق، دخل شخص غريب الغرفة وجلس بالقرب من الطفل، وفي مرحلة ما، غادرت والدة الطفل الغرفة، تاركة الطفل وحده مع الشخص الغريب، ثم بعد مرور بعض الوقت عادت الأم.

وكان السؤال الأهم، ماذا فعل الأطفال عندما جاء الغريب؟ وماذا فعلوا عندما غادرت أمهاتهم الغرفة؟، والأهم من ذلك، كيف كان رد فعلهم عندما عادت أمهاتهم؟

وجدت “أينسوورث” أن معظم الأطفال “مرتبطون بالأمان”، وفي هذه الحالة، يسعدون باللعب في مكان جديد عندما تكون أمهاتهم في الجوار، وينزعجون (على الأقل بشكل معتدل) عندما تغادر، ويشعرون بتحسن عندما تعود.

ولكن ليس كل الأطفال يظهرون فكرة الارتباط الآمنة، فغالبًا ما يكون الأطفال “غير الآمنين / المتجنبون” غير مبالين بوجود أمهاتهم، ولا يلاحظون عندما تغادر، ويبدو أنهم لا يهتمون عندما تعود.

يتشبث الأطفال “القلقون بأمهاتهم طوال الوقت الذي تقضيه في الغرفة، فهم يشعرون بالضيق حقًا عندما تغادر، لكن لا يمكنهم الشعور بالراحة عند عودتها، بل وقد يغضبون منها بسبب مغادرتها.

بينما تظهر مجموعة أخيرة من الأطفال، تسمى “غير منظم – مشوش” ، مزيجًا من الاستجابات ولا تميل إلى التصرف باستمرار طوال فترة الدراسة.

جذور التعلق الآمن

كيف يصبح الطفل مرتبطًا بشكل آمن؟ الرضع الذين لديهم أمهات يستجيبون لاحتياجاتهم – الذين يريحون أطفالهم عندما يبكون، ويضحكون عندما يضحك أطفالهم – هم الأكثر عرضة للتعلق بشكل آمن.

يتعلم هؤلاء الأطفال أنه عندما يكونون مستاءين، ستكون أمهاتهم هناك لتهدئتهم، وهذا يجعل الطفل “آمنًا” بدرجة كافية لاستكشاف بيئات جديدة عندما تكون أمهاتهم هناك، لأنهم يعلمون أن لديهم مقدم رعاية يمكن الاعتماد عليه في الجوار للمساعدة في حالة حدوث خطأ ما، كما يشعر هؤلاء الأطفال بالثقة في وجود أمهاتهم لاستكشاف مواقف جديدة، ويشعرون بقدر أقل من الثقة عندما لا تكون في الجوار، لكنهم يستعيدون ثقتهم على الفور عندما تعود.

لماذا يتصرف أطفالنا بشكل سيء أمامنا والعكس مع الآخرين؟

يبدو أن الإجابة هي أنهم مرتاحون لنا، إنهم يعلمون أن بإمكانهم الانهيار التام وسنكون هناك من أجل مواساتهم ودعمهم، إنهم يعلمون أننا سنظل نحبهم عندما يرمون ألعابهم عبر الغرفة ويرفضون حملها، إنهم يعرفون أن بإمكانهم إظهار ألوانهم الحقيقية وسوف نعتقد دائمًا أن تلك الألوان زاهية، باختصار نحن نجعلهم يشعرون بالأمان بطرق لا يستطيع الغرباء القيام بها.

 

بعد انهيار FTX وهيمنة Binance.. العملات المشفرة إلى أين؟

توقعات أداء الاقتصاد السعودي في عام 2023

رقم تاريخي.. كم عدد السعوديين في القطاع الخاص بالمملكة؟