أحداث جارية رياضة

البديل الذهبي لكريستيانو رونالدو: من هو غونسالو راموس؟

قبل انطلاق مباراة البرتغال وسويسرا في ثمن نهائي فيفا كأس العالم قطر 2022، كان حديث الملايين من عشاق كرة القدم منصبًا حول إبعاد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن التشكيل الأساسي لمنتخب بلاده.. مع نهاية أحداث  المباراة التي تقدم على إثرها البرتغال إلى ربع النهائي، اسم واحد فقط سرق الأنظار.. غونزالو راموس.

جذب الهداف التاريخي للبرتغال عدسات الكاميرات قبل انطلاق المباراة، والذي أثار رد فعل استبداله خلال مباراة بلاده السابقة غضب المدرب فرناندو سانتوس، حيث أخذ مكانه بين البدلاء في مباراة دور الـ16 ضد سويسرا في مونديال قطر.

كان المقعد محاطًا بمصورين متحمسين لالتقاط صورة لرونالدو الساخط، الغائب عن التشكيل الأساسي لمنتخب بلاده في بطولة كبرى لأول مرة منذ عام 2008.

لكن سرعان ما تحول الاهتمام إلى اللعب على أرض الملعب، حيث انتهز بديله البالغ من العمر 21 عامًا فرصته بتسجيل ثلاثية رائعة في فوز أحفاد فاسكو دا جاما على المنتخب السويسري بنتيجة 6-1.

 

ليلة للتاريخ

عندما اتخذ سانتوس مدرب البرتغال قرارًا بوضع رونالدو إلى جواره على مقاعد البدلاء في مباراة ثمن نهائي كأس العالم، لم يكن في مخيلته على الإطلاق تحقيق نتيجة أفضل.

لم يسجل فريقه ستة أهداف فقط في مباراة خروج المغلوب في كأس العالم، ولكن الشاب الصاعد الذي حمل على عاتقه ملء فراغ الأسطورة البرتغالية، سجل ثلاثة أهداف في أكبر ليلة في مسيرته.

يعتبر راموس، البالغ من العمر 21 عامًا و 169 يومًا، أصغر لاعب يسجل ثلاثية في كأس العالم منذ المجري فلوريان ألبرت في عام 1962.

احتاج مهاجم بنفيكا إلى 17 دقيقة فقط للإعلان عن نفسه في قطر، حيث لمس الكرة قبل أن يسددها بقوة في مرمى حارس سويسرا يان سومر عند القائم القريب ليقود البرتغال إلى التقدم في النتيجة.

وبعد دقائق من بداية الشوط الثاني، سجل مجددّا من عرضية ديوجو دالوت المنخفضة في شباك سويسرا، منهيًا المباراة إكلينكيًا بعد جعلها 3-0.

واصل راموس تألقه، بتمريرة غير متوقعة ساعدت رافائيل جويريرو على تعزيز النتيجة بهدف رابع، قبل أن يختم راموس عرضه بهدف أكمل ثلاثية مذهلة – هي الأولى في كأس العالم – بلمحة فنية تجاوزت سومر.

تم استبداله بعد 74 دقيقة، وأنهى المباراة بأكبر عدد من التسديدات (ستة) ، والتسديدات على المرمى (خمس) ولمسات في مربع الخصم (ستة) ، بالإضافة إلى أهدافه الثلاثة من أهداف متوقعة بقيمة 1.28 فقط.

أثناء استبدال راموس، قال حارس مرمى إنجلترا الأسبق روبرت جرين في إذاعة “بي بي سي 5 لايف”: “كان ذلك مذهلاً من قبل غونزالو راموس.. الأداء الأفضل في مباراة لكأس العالم حتى الآن”.

 

من هو راموس؟

في حين أن رونالدو، برصيد ثمانية أهداف في كأس العالم، لم يسجل بعد في ست مباريات بمراحل خروج المغلوب للبرتغال في البطولة، فإن راموس لديه بالفعل ثلاثة.

لعب راموس، الذي تدرج في فرق شباب بنفيكا، ما مجموعه 33 دقيقة فقط للبرتغال في ثلاث مباريات لبلاده قبل مواجهة سويسرا يوم الثلاثاء، شمل ذلك هدفًا واحدًا في مباراة ودية استمرت 23 دقيقة ضد نيجيريا في نوفمبر، إضافة إلى دقيقتين وثماني دقائق في مباراتي المجموعة ضد غانا وأوروجواي على التوالي، فيما لم يلعب أي دقيقة في خسارة البرتغال أمام كوريا الجنوبية.

ومع ذلك، بالنظر إلى كونها المشاركة الأولى لراموس منذ البداية بقميص المنتخب في مباراة دولية بمراحل خروج المغلوب من كأس العالم، فقد قدم أداءً يشير إلى أنه كان يفعل ذلك بالفعل منذ سنوات.

مع 14 هدفًا وستة تمريرات حاسمة في 21 مباراة مع بنفيكا هذا الموسم – بما في ذلك سبعة أهداف في آخر ست مباريات بالدوري – لا يعتبر راموس بالتأكيد لاعبًا يفتقر إلى الثقة في الوقت الحالي.

إنه أول لاعب يسجل ثلاثية في أول مشاركة له في كأس العالم منذ الألماني ميروسلاف كلوزه، الهداف التاريخي لكأس العالم، في عام 2002، وهو ثاني أصغر من سجّل أهدافًا للبرتغال في تاريخ كأس العالم، بعد رونالدو في 2006.

وبعد هذا العرض الرائع، سيشعر اللاعب المتفجر أنه فعل كل ما في وسعه ليضمن مكانًا في التشكيلة الرئيسية في ربع النهائي ضد المغرب.

 

ماذا يخبئ المستقبل لرونالدو؟

بدأ كريستيانو رونالدو في التشكيل الأساسي لكل مباراة في البطولات الكبرى للبرتغال منذ عام 2008.

وردًا على سؤاله حول رونالدو، قال غونزالو راموس: “كريستيانو رونالدو يتحدث معي ومع كل فرد في الفريق.. إنه قائدنا ويحاول دائمًا المساعدة”.

كانت نهاية السلسلة المميزة لمهاجم ريال مدريد ويوفنتوس ومانشستر يونايتد السابق، بالبدء في 31 مباراة متتالية في البطولات الكبرى لبلاده (اليورو – كأس العالم – دوري الأمم)، مادة خصبة للتناول من قبل وسائل الإعلام العالمية.

بالنظر إلى تأثير راموس المبهر، لا يمكن ضمان استعادة رونالدو – البالغ من العمر 37 عامًا – مكانه الأساسي ضد المغرب يوم السبت.

قال سانتوس مدرب البرتغال إنه “لم يعجبه حقًا” رد فعل رونالدو على استبداله بعد 65 دقيقة من الهزيمة أمام كوريا الجنوبية في المباراة النهائية للمجموعة، والتي ذكرت الجميع بالطريقة التي انتهى بها وقته في مانشستر يونايتد بشكل مفاجئ الشهر الماضي.

ونفى الحائز على جائزة الكرة الذهبية خمس مرات توجيه غضبه نحو مدربه، لكنه مع ذلك وجد نفسه بين البدلاء ضد سويسرا.

بعد أن أصبح أول رجل يسجل في خمس نسخ مختلفة لكأس العالم في وقت سابق من البطولة، قد يجبر هذا الفريق المثالي رونالدو على قبول دور أقل أهمية لبلاده.

وفي حديثه على قناة ITV ، قال مهاجم إنجلترا السابق إيان رايت: “هذا فريق يمكن أن يذهب بسهولة إلى أبعد الحدود ولا يزال بإمكان رونالدو المساهمة حقًا”.

“إذا فهم كل شيء بشكل صحيح، فقد ينتهي به الأمر بتسجيل هدف الفوز لهم في المباراة النهائية.”