فن

وفاة “أمير الشعر”.. إرث بدر بن عبدالمحسن باقٍ في ذاكرة المحبين

وكان آخر ما كتبه الأمير بدر بن عبدالمحسن، أبيات شعري عن الموت يقول فيها: "الناس ما همَّها ظروفكْ.. كود الذي يحزن لغمّكْ.. وإن شلت حملك على كتوفكْ.. بتموت ما أحدٍ ترى يمّكْ"

توفي الأمير الشاعر، بدر بن عبدالمحسن اليوم السبت 4 مايو 2024، عن عمر يناهز الـ75 عاما.

وكان آخر ما كتبه الأمير بدر بن عبدالمحسن، أبيات شعرية عن الموت يقول فيها: “الناس ما همَّها ظروفكْ.. كود الذي يحزن لغمّكْ.. وإن شلت حملك على كتوفكْ.. بتموت ما أحدٍ ترى يمّكْ”

مولده ونشأته

ولد الأمير بدر بن عبدالمحسن في مدينة الرياض عام 1949، ونشأ في بيت علم وأدب، حيث كان والده الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز شاعرًا مبدعًا ومحبًا للعلم والأدب.

درس الأمير بدر مراحل دراسته الابتدائية بين المملكة العربية السعودية ومصر، والمتوسطة في مدرسة الملكة فيكتوريا بالإسكندرية، والثانوية في المملكة العربية السعودية. كما واصل تعليمه العالي في كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

تأثر الأمير بدر خلال تنقلاته بين مختلف البلدان بالعديد من الرواد والأدباء والمفكرين وعمالقة الفن، مثل الشاعر أحمد رامي، والفنان محمد عبد الوهاب، والملحن محمد الموجي، وغيرهم الكثير.

رحلته في خدمة الأدب والشعر

في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات، تولى الأمير بدر رئاسة الجمعية السعودية للثقافة والفنون، حيث أحدث نقلة نوعية في عملها وساهم بشكل كبير في تطويرها والارتقاء بها.

تنوعت قصائد الأمير بدر بن عبدالمحسن لتشمل العديد من المواضيع، من الوطنية التي تغنى بحب المملكة العربية السعودية ودول الخليج، إلى الغزل والوجدانيات والتأملات والرثاء.

من أهم إنجازات الأمير بدر بن عبدالمحسن هو تأليفه لعملين أوبراليين لمهرجان الجنادرية، الأول هو “وقفة حق” في عام 1992، والثاني هو “فارس التوحيد” في عام 1994. وقد نال جائزة مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون.

تميز أسلوب الأمير بدر الشعري بالبساطة والعمق، حيث كان يجمع بين جزالة اللغة العربية وجمال التعبير وروعة التصوير.

نعي الأمير بدر بن عبدالمحسن

ونعى عدد من السياسيين والأدباء الأمير بدر بن عبدالمحسن.

كتب الحسابُ الرسمي لقناة “الإخبارية” عن رحيل الشاعر: “رحل أمير الشعر.. بدر الفن وحسنه إشراق الأدب وإبداعه”.

وقال رئيس الهيئة العامة للترفيه، المستشار تركي آل الشيخ: “رحم الله الأمير الشاعر صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن وغفر له واسكنه فسيح جناته … عزائي لأسرته الكريمة وأبنائه ولآل سعود الكرام والشعب السعودي…خبر حزين وأحس فقدت أب لي ولكن لا أقول إلا الحمدلله على كل حال”.

ونعى الأمير عبدالرحمن بن مساعد الشاعرَ الراحل قائلًا: “إنّا لله وإنّا إليه راجعون، قدّر الله وما شاء فعل، اللهم اغفر لعبدك بدر بن عبد المحسن وارحمه واجعل ما أصابه من مرض تكفيرًا له، وأعلِ درجاته في الجنة، وألهمنا الصبر.. فراقك أدمى قلبي يا بدر”.

ونعاه الداعية عائض القرني قائلاً: “بأصدق معاني العزاء وأحرّ المواساة نُعزّي أسرة وذوي الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن في وفاته، أسأل الله أن يغفر له، وأن يرحمه وأن يتجاوز عنه، وأن يجعل الجنّة مثواه، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون”.

ترك الأمير بدر بن عبدالمحسن إرثًا أدبيًا ثريًا، تمثل في ثلاثة دواوين شعرية هي: “ما ينقش العصفور في تمرة العذق” و”رسالة من بدوي” و”لوحة ربما قصيدة”.

رحل الأمير بدر بن عبدالمحسن تاركًا وراءه فراغًا كبيرًا في الساحة الشعرية العربية، لكن إبداعه وأشعاره ستبقى خالدة في ذاكرة محبيه.