قد يبدو الذهاب في إجازة من أجل النوم بطريقة أفضلًا أمرًا غريبًا وغير مألوف، ولكن مع نمو ما يسمى بسياحة النوم قد يبدو الأمر منطقيًا.
سياحة النوم تزداد شعبيتها، مع تزايد عدد الإقامات التي تركز على النوم في الفنادق والمنتجعات في جميع أنحاء العالم، حيث يلقى هذا القطاع اهتمامًا كبيرًا منذ بدء الوباء، حيث برزت الفنادق والمنتجعات التي تركز اهتمامها على أولئك الذين يعانون من الحرمان من النوم.
الفنادق تتجه نحو خدمات النوم
على مدار الـ 12 شهرًا الماضية، افتتح “بارك حياة”، بنيويورك جناح Bryte Restorative Sleep Suite، وهو جناح بمساحة 900 قدم مربع مليء بوسائل الراحة المعززة للنوم، في حين أطلقت فنادق ومنتجعات Rosewood مؤخرًا مجموعة من المنتجعات تسمى Alchemy of Sleep ، والمصممة “لتعزيز النوم المريح”.
وفي لندن تم افتتاح Zedwell ، أول فندق يركز على النوم في المدينة، والذي يتميز بغرف مجهزة بعازل صوت مبتكر، أما في السويد فأنشأت شركة Hastens لتصنيع الأسرة أول فندق Hästens Sleep Spa Hotel في العالم، في مدينة Coimbra البرتغالية.
لماذا أصبح النوم محط تركيز لصناعة السفر؟
من جانبها تعتقد الدكتورة “ريبيكا روبينز”، باحثة النوم والمؤلفة المشاركة في كتاب “النوم من أجل النجاح” تعتقد أن هذا التحول كان قادمًا منذ وقت طويل، لا سيما فيما يتعلق بالفنادق، خاصة أن معظم الفنادق في الماضي كانت تركز بشكل أساسي على الأشياء التي تنتقص من النوم.
وتضيف: “غالبًا ما يربط الناس بين السفر والوجبات المتدهورة، وإطالة أوقات نومهم، ومناطق الجذب والأشياء التي تفعلها أثناء السفر، على حساب تكلفة النوم تقريبًا”.
وتابعت: ” أما الآن فهناك تحول زلزالي كبير في وعينا الجماعي وتحديد أولويات العافية والرفاهية.”
ما علاقة الجائحة بالأمر؟
ويبدو أن الجائحة قد لعبت دورًا كبيرًا في هذا، حيث وجدت دراسة نُشرت في مجلة Journal of Clinical Sleep Medicine أن 40٪ من أكثر من 2500 بالغ شاركوا في الدراسة أبلغوا عن انخفاض جودة نومهم منذ بداية الوباء.
وفي هذا السياق لاحظ معالج التنويم المغناطيسي، والتأمل، مالميندر جيل تغيرًا في المواقف تجاه النوم، إذ يقول: “يبدو أن الناس التفتوا إلى أن النوم جانب مهم في حياتنا، فقلة النوم يمكن أن تسبب الكثير من المشاكل للصحة الجسدية والعقلية، فالقلق، والاكتئاب، والحالة المزاجية السيئة، وتقلبات المزاج – بالإضافة إلى التعب كلها أشياء مرتبطة بقلة النوم أو بجودته”.
ودخل “جيل” في شراكة مع Cadogan، في فندق Belmond في لندن، لإنشاء خدمة خاصة تلبي احتياجات الضيوف الذين يعانون من مشاكل النوم والتي تسمى Sleep Concierge.
وتتضمن الخدمة تسجيلًا للتأمل يحث على النوم، وقائمة وسائد مع خيارات تلبي احتياجات الضيوف الذين قد يفضلون النوم على ظهرهم أو جانبهم، وخيار بطانية ثقيلة، وشاي وقت النوم تم تطويره خصيصًا للخدمة، بجانب الوسائد المعطرة.
ويقول “جيل” عن العناصر المختلفة المعروضة في الخدمة: “نحاول تقديم أشياء مختلفة لأشخاص مختلفين في مراحل مختلفة من حياتهم، لقد حاولنا تكديس الاحتمالات لصالحنا، لمنح العملاء فرصة أكبر للحصول على نوم أفضل، لكنني لا أعتقد أن هناك مقاسًا واحدًا يناسب الجميع.”
برامج متنوعة
في خدمة مشابهة تهدف لمنح العملاء نوم أفضل، تقدم العلامة التجارية الفندقية الفاخرة Six Senses مجموعة متنوعة من برامج النوم الكامل، والتي تتراوح من ثلاثة إلى سبعة أيام أو أكثر، في عدد من منشآتها، في حين أطلق فندق Brown’s Hotel، أحد فنادق Rocco Forte في مايفير، لندن ، مؤخرًا برنامج “Forte Winks” حيث تم إنشاء تجربة لمدة ليلتين خصيصًا لمساعدة الضيوف على “النوم الهادئ”.
ومن جانبها أوضحت “دانييلا مور”، كبيرة مديري العلاقات العامة لمجموعة فنادق Rocco Forte: “النوم مهم جدًا وقد لاحظنا وجود اتجاه في سياحة النوم، والعافية بشكل عام، بعد الإغلاق وكوفيد، لذلك أردنا أن ننتهز الفرصة لعرض فندق Brown’s كفندق يهتم بأن تحصل على أفضل نوم ليلاً.”
تأثير التجربة على المدى الطويل
كل ما سبق يدفعنا نحو تساءل مهم وهو: هل يمكن لتجارب السفر قصيرة المدى، التي تركز على النوم أن يكون لها تأثير طويل المدى على النوم الكلي للشخص؟
وفقًا لـ “روبنز”، فإن تجارب السفر التي تتمحور حول “استراتيجيات النوم الصحي” التي تهدف إلى تزويد الضيوف بالأدوات التي يحتاجونها لتحسين نومهم يمكن أن تكون مفيدة للغاية، بشرط أن يشارك خبير طبي ما للمساعدة في تحديد ما إذا كان هناك شيء آخر يحتاجه الفرد لمواصلة حياته مستمتعًا بنوم أفضل.
وتشرح “روبنز” قائلة: “إذا جاء شخص ما إلى إحدى هذه الخلوات، ولم يلاحظ أي تقدم، فقد يكون ذلك بسبب إصابته باضطراب نوم غير معالج”، مشيرة إلى حالات مثل توقف التنفس أثناء النوم، أو متلازمة تململ الساق، أو الأرق كأمثلة محتملة.
نصائح للتعامل مع الأرق.. من خبيرة في طب النوم
