اقتصاد السعودية

تاريخ العملات السعودية.. كيف حقق الملك عبدالعزيز الاستقرار للنظام النقدي؟

كان التطور التاريخي للنقد شاهدًا على التطور الذي مرت به الحياة الاقتصادية للدول، ومن بينها المملكة العربية السعودية.

نستعرض في هذا الموضوع، المراحل التاريخية للنظام النقدي قبل وبعد توحيد المملكة.

قبل التوحيد

عاش النظام النقدي في أرض الحجاز قبل توحيدها على يد الملك عبدالعزيز، تدهورًا وفوضى، فلم تكن هناك عملة ثابتة، بل تعددت العملات الأجنبية، منها: العملة العثمانية (المجيدي) والريال الفرنسي (التالر النمساوي) أو ما يعرف بـ”دولار ماريا تريزا”.

أوضح رئيس الجمعية السعودية لهواة العملات محمد نتو، لصحيفة الشرق الأوسط، أن الملك عبدالعزيز بعد دخوله مدينة الرياض، وانطلاقه منها لتوحيد أجزاء البلاد المتناثرة، سعى لضبط الأوضاع النقدية، والحد من تنوع تلك النقود، من خلال دمغ بعض النقود الشائعة والرائجة في التداول بكلمة (نجد)، وكان ذلك قبل سنة 1922م.

وأضاف الباحث والخبير والمؤرخ في النقود والمسكوكات الإسلامية وعلم النميات، أنه بعد توحيد الحجاز مع نجد عام 1925م، أشار المسؤولون على الملك المؤسس، بإصدار عملة خاصة في بلدية مكة، ونشأ عن ذلك عملات من النحاس كتب عليها (ضرب في أم القرى) ربع قرش ونص قرش، وهي أول عملة أصدرها المؤسس على المستوى المحلي.

أول عملة سعودية معدنية

أمر الملك عبدالعزيز في عام 1926م، بسكّ كميات كبيرة من فئة القرش الواحد، وفئة نصف القرش، وفئة ربع القرش، وكانت تحمل اسمه ولقبه (عبد العزيز السعود – ملك الحجاز وسلطان نجد).

وتعد هذه أول عملة سعودية معدنية صدرت بموجب مرسوم من الملك عبد العزيز ذات طابع سياسي معترف به من جميع دول العالم في ذلك الوقت، وقد ضربت خارج البلاد.

وبحسب، مؤلف “موسوعة النقود في المملكة العربية السعودية” فقد كان عام 1346هـ شاهدًا على التطور الكبير للنظام النقدي، إذ استمر سك العملات المختلفة بمسمى ملك الحجاز ونجد وملحقاتها، عبد العزيز آل سعود، ثم صدرت عام 1348 بنفس المسمى ملك الحجاز ونجد وملحقاتها.

وتحقق انتشار النقد الجديد، بعد إصدار الأمر السامي الذي رسم معالم السياسة النقدية للدولة آنذاك، وألزم الجميع بالتعامل بالريال السعودي.

الجنيه السعودي

بعد التعامل مع المرحلة الأولى من التأسيس بما يتوافق معها من قرارات تنظم النقد في البلاد، دخلت المملكة العربية مرحلة التوحيد، وبعدها أخذ المؤسس لقب “ملك المملكة العربية السعودية” بدلًا من “ملك الحجاز ونجد وملحقاتها”، لكن هذا اللقب لم يظهر على العملات إلا في عام 1935م، عندما طرح على الريال الفضي الجديد وأجزائه من فئة نصف الريال، وفئة ربع الريال.

ولم يجر سك العملات المعدنية المصنوعة من الكوبر نيكل من فئة القرش وأجزائه من فئة نصف القرش، وفئة ربع القرش، بالاسم الجديد للدولة إلا في عام 1937م.

وفي عام 1948م جرى سك الريال الفضي الواحد دون أجزائه، وطرح في الأسواق بتصميمه السابق عدا سنة سكّه (1367هـ) المنقوشة في آخر سطر من كتابات مركز الظهر، كما أعيد سكّه مرة أخرى عام 1951م دون أجزائه أيضًا، وفي نفس السنة، تم سك الجنيه الذهبي لأول مرة في العهد السعودي، وكان تصميمه مشابهًا للريال الفضي، وبلغ وزنه “8 غرامات”.

مؤسسة النقد

في خطوة جديدة للمحافظة على قيمة الريال السعودي الفضي أمام الجنيه الإنجليزي، أنشأ المؤسس مصرفًا وطنيًا، تكون مهمته إصدار النقود السعودية وتنظيم عملية طرحها في الأسواق، كما صدر مرسومان ملكيان في تاريخ 1371-7-25هـ (1952-4-20م)، بإنشاء مؤسسة النقد العربي السعودي، واعتماد نظامها الأساسي.

استكملت المؤسسة تطوير نظام النقد السعودي، وطرحت الجنيه الذهب السعودي عام 1372هـ، وكانت قيمته تعادل 40 ريالًا فضيًا.

العملة الورقية

10-b-2

تنامى الاقتصاد السعودي في ظل هذه السياسات، وحاول الملك عبدالعزيز، تذليل العقبات التي تواجه حجاج بيت الله الحرام، الذين يواجهون مشقة حمل الريالات الفضية الثقيلة، فأخذ خطوة جريئة بسك ما عرف آنذاك بـ “إيصالات الحجاج” من فئة 10 ريالات، وطبع منها 5 ملايين إيصال كطبعة أولى، وذلك عام 1953م.

بعد نجاح التجربة التي لاقت استحسان ضيوف الرحمن، وثقة الناس في السوق المحلية من تجار ومواطنين، أصدرت مؤسسة النقد فئة 1 و5 ريالات ورقية عامي 1956 و1954، ما رسخ لدى المؤسسة استحسان الناس ورغبتهم في استبدال العملات المعدنية بعملة ورقية.

أكبر سرقات العملات الرقمية في التاريخ

كيف كان دور العملات الرقمية في حرب روسيا وأوكرانيا ومن المستفيد؟

العملات المشفرة.. استثمار في أصول رقمية