ذكرت وكالة “رويترز” أن أذربيجان وأرمينيا توصلتا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وذلك بعد اشتباكات حدودية عنيفة، وأوضحت أن وزيري دفاع أرمينيا وروسيا، توافقا على تثبيت الوضع على الحدود الأرمينية الأذربيجانية.
ومن جانبها أعلنت الخارجية الروسية أنها نجحت في الوساطة بين أذربيجان وأرمينيا، لوقف إطلاق النار والذي دخل حيز التنفيذ في تمام الساعة السادسة بتوقيت غرينتش.
اتفاق هش
وبالرغم من توقع الخارجية الروسية أن طرفي النزاع سيلتزمان بشروط وقف إطلاق النار، فخرجت أذربيجان متهمة أرمينيا بخرق الاتفاق بعد دقائق من دخوله حيز التنفيذ، وهو ما يشير إلى هشاشة هذا الاتفاق الذي ترعاه روسيا.
الوضع غير مستقر وهناك مخاوف من تجدد الاشتباكات على نطاق واسع، خاصة أن “جيهون بيراموف”، وزير خارجية أذربيجان، يقول إن أرمينيا قامت بعمليات تحشيد عسكري خلال الفترة الماضية على الحدود، محذرًا من تحضيرها لعمل عسكري واسع النطاق ضد بلاده.
جذور الصراع
أنشأت الحكومة السوفيتية لأول مرة منطقة الحكم الذاتي ناغورنو كاراباخ ، حيث ينتمي 95% على الأقل من السكان إلى العرق الأرميني، في أذربيجان في عشرينيات القرن الماضي.
في عام 1988، سعت السلطات في ناغورنو كاراباخ إلى الاتحاد مع جمهورية أرمينيا السوفيتية وأعلنت الاستقلال عن أذربيجان.
أما في عام 1992 ، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ، اندلعت حرب شاملة بين البلدين للسيطرة على المنطقة، حيث تقع “ناغورنو كاراباخ”، داخل حدود أذربيجان المعترف بها دوليًا ولكن تسيطر عليها في الغالب الفصائل السياسية المرتبطة بأرمينيا.
قُتل ما بين 20 ألف و30 ألف شخص في ذلك الصراع، ونزح مئات الآلاف قبل إعلان وقف إطلاق النار في عام 1994، ولم يقتصر الأمر على سيطرة أرمينيا على ناغورنو كاراباخ، بل احتلت أيضًا 20% من الأراضي الأذربيجانية المحيطة.
ماذا حدث في 2020؟
بين عامي 1994 و2020 ، اندلعت مناوشات دورية على طول الحدود، بما في ذلك استخدام طائرات بدون طيار هجومية وأسلحة ثقيلة وعمليات خاصة على الخطوط الأمامية، وفي عام 2016، تحديدًا اندلعت اشتباكات عنيفة بشكل خاص بين أذربيجان والقوات المدعومة من الأرمن في ناغورنو كاراباخ لمدة أربعة أيام، ثم توصلت الأطراف المتنازعة لاتفاق لوقف إطلاق النار.
ثم اندلعت الحرب مرة أخرى في عام 2020، وتحديدًا صباح 27 سبتمبر، وذلك على خلفية قيام أذربيجان بشن هجوم عبر خط التماس بين القوات الأرمينية والمقاتلين المحليين، واستمرت ستة أسابيع.
حرب الستة أسابيع كانت الأسوأ منذ حرب كاراباخ من 1992 إلى 1994، حيث شمل القتال خط التماس بأكمله، بالمدفعية والصواريخ والطائرات بدون طيار التي تضرب في عمق الخطوط الأرمنية”، هكذا قال مايكل كوفمان، مدير برنامج الدراسات الروسية في مركز التحليلات البحرية في ولاية فرجينيا، وليونيد نرسيسيان ، الرئيس التنفيذي لمعهد البحث والتطوير الأرمني، في ذلك الوقت.
دعوات دولية للتهدئة
وسط مخاوف من تجدد الحرب الدامية بين أذربيجان وأرمينيا، طالب الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون” في اتصال هاتفي مع “نيكول باشينيان”، رئيس وزراء أرمينيا، بسرعة خفض التصعيد على الحدود مع أذربيجان.
وفي نفس السياق شدد “نيكول باشينيان”، رئيس وزراء أرمينيا، على أن بلاده لن تقبل بالاستفزازات الأذربيجانية على الحدود، وذلك في اتصال هاتفي جمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ومن جانبه أعرب “أنتوني بلينكن”، وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، عن قلقه الشديد إزاء الاشتباكات على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، مطالبًا بالوقف الفوري للعنف والتصعيد.
ما هو “حجر القدر” الذي سيُنقل من إسكتلندا ضمن مراسم تتويج تشارلز الثالث؟