صحة

تاريخ تحت الجلد.. هذه قصة اختراع الحقنة الطبية “المُذهلة”

تاريخ تحت الجلد.. هذه قصة اختراع الحقنة الطبية "المُذهلة"

إنها مؤلمة قليلاً، مخيفة نوعًا للبعض، لكن الحقن ظلت أحد أهم العناصر الأساسية المستخدمة يوميًا في الصناعة الطبية، تصميمهم بسيط ومباشر إلى حد ما، وفعّال تمامًا للغرض منها.

إنها ليست أداة طبية نفكر فيها كثيرًا، فهي موجودة، ويتم استخدامها والتخلص منها، لكن هل تعلم أن هذا الجهاز الشائع له تاريخ غني ومتنوع يعود إلى آلاف السنين؟ لقد كانت رحلة طويلة للوصول إلى ما هي عليه اليوم.

المحقنة عبارة عن مضخة بسيطة تتكون من مكبس يتم تركيبه بإحكام في أنبوب أسطواني، ويمكن سحب المكبس ودفعه داخل الأنبوب، مما يسمح للحقنة بسحب أو دفع سائل أو غاز من خلال الفتحة الموجودة في نهاية الأنبوب، يمكن أيضًا تزويد هذا الطرف المفتوح بإبرة تحت الجلد أو فوهة أو أنبوب للمساعدة في توجيه التدفق داخل وخارج الأنبوب.

كلمة “حقنة syringe” مشتقة من الكلمة اليونانية syrinx، والتي تعني “أنبوب”.

تم استخدام المحاقن الأولى في العصر الروماني خلال القرن الأول الميلادي، وذُكرت في مجلة تسمى De Medicina على أنها تستخدم لعلاج المضاعفات الطبية، ولاحقًا في القرن التاسع الميلادي، صنع جراح مصري حقنة باستخدام أنبوب زجاجي مجوف ومضخة ماصة.

في عام 1650 اخترع بليز باسكال حقنة كتطبيق لميكانيكا الموائع التي تسمى الآن قانون باسكال، استخدمه في اختبار نظريته بأن الضغط الذي يمارس في أي مكان في سائل محصور ينتقل بالتساوي في جميع الاتجاهات، وهكذا تظل تغيرات الضغط كما هي.

اخترع طبيب أيرلندي يُدعى فرانسيس رايند الإبرة المجوفة واستخدمها في صنع أول حقن تحت الجلد مسجلة في عام 1844، ثم بعد ذلك بوقت قصير في عام 1853 طور تشارلز برافاز وألكسندر وود حقنة طبية تحت الجلد بإبرة دقيقة بما يكفي لاختراق الجلد، ألكساندر وود أجرى تجارب بحقن المورفين لعلاج الأمراض العصبية، وبعد ذلك، أصبح هو وزوجته مدمنين على المورفين وتم تسجيل زوجته كأول امرأة تموت من جرعة زائدة من المخدرات عن طريق الحقن.

في عام 1899، مُنحت Letitia Mumford Geer من نيويورك براءة اختراع لتصميم حقنة سمحت للمستخدم بتشغيلها بيد واحدة.

ومع ذلك، أصبحت الأمور أكثر إثارة للاهتمام تكنولوجيًا، ففي عام 1946 أنتجت شركة Chance Brothers في إنجلترا أول حقنة زجاجية بالكامل مع برميل ومكبس قابلين للتبديل، كان هذا ثوريًا لأنه سمح بالتعقيم الشامل للمكونات المختلفة دون الحاجة إلى مطابقة الأجزاء الفردية.

بعد ذلك بوقت قصير، ابتكر المخترع الأسترالي تشارلز روثاوسر أول حقنة بلاستيكية تحت الجلد يمكن التخلص منها في العالم مصنوعة من البولي إيثيلين في مصنعه في Adelaide في عام 1949. ومع ذلك، نظرًا لتليين البولي إيثيلين بالحرارة، كان لابد من تعقيم المحاقن كيميائيًا قبل التعبئة، مما جعلها باهظة الثمن. بعد ذلك بعامين، أنتج أول محاقن مصبوبة بالحقن مصنوعة من مادة البولي بروبيلين، وهي مادة بلاستيكية يمكن تعقيمها بالحرارة. تم صنع الملايين للأسواق الأسترالية وأسواق التصدير.

ثم في عام 1956، حصل الصيدلاني النيوزيلندي والمخترع كولين مردوخ على براءات اختراع لحقنة بلاستيكية يمكن التخلص منها، تبعه بشكل سريع شركة Plastipak بحقنة بلاستيكية تستخدم لمرة واحدة قدمها Becton Dickinson في عام 1961، في عام 1974 حصل المخترع الأمريكي الأفريقي Phil Brooks على براءة اختراع أمريكية لـ “حقنة يمكن التخلص منها”.

تستخدم الحقن هذه الأيام، ليس فقط في الصناعة الطبية والصحية، ولكن في مجالات أخرى مختلفة أيضًا، إذ يمكن استخدامها في أشكال معينة من الطهي لحقن السوائل في أطعمة معينة، وكذلك بشكل شائع لإعادة تعبئة خراطيش الحبر للطابعات، وحقن الغراء أو مواد التشحيم في الأماكن التي يصعب الوصول إليها، ولقياس دقيق عند خلط السوائل، وحتى لإطعام الحيوانات الصغيرة عند تربيتها يدويًا.

في الواقع، هناك عدد قليل من الأدوات الطبية الشائعة جدًا، والتي لا غنى عنها، أهمها المحاقن البلاستيكية التي يمكن التخلص منها.

الرابعة سعودية.. أفضل جامعات العالم في تسجيل براءات الاختراع خلال 2021

عباءة الإخفاء.. لم تعد خيالاً مع 10 اختراعات مُذهلة

استخدمها البشر قبل آلاف السنين.. هذه حكاية اختراع المكواة