قطعت إيرلندا عهدًا على نفسها، إذ قررت خفض إجمالي انبعاثات الكربون إلى النصف عام 2030 والوصول إلى الصفر بحلول عام 2050، وذلك عبر الالتزام بخطة مناخية في الصناعة الزراعية، لتخفض انبعاثاتها الغازية بنسبة 25% بحلول عام 2030.
وبما أن الماشية في إيرلندا تتفوق عددًا على سكانها من البشر، وتتسبب الزراعة فيما يزيد عن 37% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، أصبح لإيرلندا أعلى نسبة انبعاثات غاز الميثان للفرد مقارنة بجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وأغلب هذه الأرقام الكبيرة ترجع إلى إنتاج لحوم البقر، فالانبعاثات الغازية تنتج عن تربية الأبقار وحيوانات أخرى، وينجم عنها غاز الميثان أثناء عملية الهضم.
مشكلة التناقض الحاصل في البلاد تظهر بوضوح، فقد أوصت الحكومة بتكثيف إنتاج الألبان في عام 2015 وهذا ما يتعارض مع الدعوات الآن بتقليل الانبعاثات، كما أن إيرلندا فرضت قيودًا لـ 30 عامًا على إنتاج الحليب، ما دفع المزارعون الإيرلنديون للتوسع في إنتاجهم، والآن يضطرون إلى تحجيم خططهم.
يقول رئيس جمعية موردي الحليب الكريمي الإيرلندية، بات ماكورماك “العديد من المزارعين قاموا بالاستثمار ولديهم التزامات مالية ضخمة” ويزيد في تأكيده “هناك تحد كبير لصناعتنا وكيف نصل إلى التخفيضات دون ذبح القطيع”
وسبق أن احتجّت جمعية المزارعين الأيرلندية بالخروج في الشوارع عندما تم الإعلان عن خطة العمل المناخي لأول مرة في نوفمبر 2021، كما توقع تقرير صادر عن شركة “KPMG” تأثير خطة الحد من الانبعاثات الكربونية في إيرلندا على الوظائف، وجاء فيه: “إن الوظائف الزراعية ستفقد 56,400 وظيفة وستحتاج صناعة قطاع لحوم البقر إلى الاستغناء بنسبة 22% للوصول إلى أهداف 2030”
لم تعلن الحكومة في البلاد عن التخلص الإجباري من الماشية، إلا أن بات ماكورماك يرى في ذلك نتيجة حتمية للأهداف المناخية، كما ذكر أن مزارعي إيرلندا يجربون ممارسات مختلفة بالفعل للحد من التأثير البيئي للزراعة، مثل إضافات الأعلاف المجترة، للتشجيع على تحويل الأعلاف بشكل أكثر فعالية، واليوريا المحمية، وتقنيات نشر الملاط منخفض الانبعاثات، للتقليل من الأمونيا المنبعثة من الأسمدة.
تتعرض إيرلندا بشكل خاص لخطر الفيضانات وتآكل السواحل من ارتفاع مستويات سطح البحر، ما يجعلها بحاجة إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وفي عام 2019، أعلنت الحكومة الأيرلندية حالة طوارئ مناخية، استجابة لفقدان التنوع البيولوجي المتزايد إثر تغير المناخ، وطُلب من المزارعين الإبقاء على القطعان، لكن مع تبديل الأسمدة وإعادة ترطيب المستنقعات.
بالنهاية، فخطة العمل المناخية في إيرلندا لعام 2021 تهدف إلى وضع البلاد على “مسار أكثر استدامة” وحمايتها من “العواقب المدمرة لتغير المناخ” عبر الاستثمار في الزراعة المتطورة والرياح البحرية وتحسينات المنزل الصديقة للبيئة.
تقليد بريطاني غريب.. لماذا يجب إخبار النحل بوفاة الملكة؟
الملكة إليزابيث سحلية متحولة.. أغرب ما قيل عن ملكة بريطانيا الراحلة!
خرجوا عن القطيع.. 10 أشخاص اختاروا العيش في أماكن غير متوقعة