في الحياة اليومية، هناك فرص لا حصر لها لقول شيء لطيف يحسن حياة شخص آخر، لكن العديد من الناس غالبًا ما يسمحون لهذه الفرص بالمرور دون قول أي شيء للآخرين.
ركزت ورقة بحثية جديدة من قبل الباحثة جنيفر إي أبيل، من كلية هارفارد للأعمال، على الأسباب التي تجعل الناس يترددون في قول شيء لطيف أو مفيد للآخرين حتى لو سمحت المواقف بذلك.
لماذا يتردد الناس؟
يرى الباحثون أنه بشكل عام، يميل الناس إلى المبالغة في تقدير تكلفة تقديم المجاملات أو النصائح.
قد يعتقد البعض أن ملاحظاتهم قد لا تكون مفيدة بشكل خاص، أو أن المجاملة قد لا تجعل الشخص الآخر سعيدًا حقًا.
وأحيانًا يخشى البعض أن يكون الثناء غير مرغوب فيه أو محرجًا، أو أن النصيحة ذات النوايا الحسنة يمكن أن يُنظر إليها على أنها متعجرفة.
علاوة على ذلك، يمكن النظر إلى إبداء التعليقات على أنها مفرطة في الانتقاد، حتى لو كانت مفيدة بالفعل لتحسين الأداء في المستقبل.
تحليل علمي
استنادًا إلى تحليل الأدبيات العلمية، حددت الورقة البحثية 4 أسباب لافتراضات خاطئة يعتقدها الناس إذا أظهروا امتنانهم لغيرهم بقول شيء لطيف.
محتوى النصيحة واضح
نحن نميل إلى إسقاط أفكارنا الخاصة حول شيء ما على أشخاص آخرين، وقد يؤدي ذلك إلى الشعور بأن النصيحة أو التعليقات قد لا تكون مفيدة، لأن محتواها واضح بالفعل للشخص الآخر.
لذلك، إذا كان شخص ما خبيرًا في الطهي، فقد يُفترض خطأ أن الشخص الآخر قد يعرف أيضًا الكثير عن كيفية الطهي، وبالتالي يميل الناس إلى المبالغة في تقدير وضوح نصائحهم ثم لا يقدمون أي نصيحة على الإطلاق.
التركيز على الجوانب الخاطئة
نحن نميل إلى التركيز على الجوانب الخاطئة لتقديم الملاحظات أو المشورة، حيث تظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يقدمون المشورة أو التعليقات غالبًا ما يقلقون بشأن ما إذا كانوا يفعلون ذلك بطريقة صحيحة.
ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين يتلقون المشورة غالبًا ما يهتمون بالدفء العاطفي والنوايا الحسنة للشخص الذي يقدم المشورة أكثر من اهتمامهم بكفاءتهم في عرض الأمر.
التفضيلات الخاصة
قد تقف تفضيلات المرء الخاصة حول الحصول على تعليقات أو نصائح عقبة في الطريق، وإذا شعر شخص ما بأنه غير مرتاح لتلقي نصيحة تحمل نقداً (ولكنها مفيدة)، فقد يجعل الآخرين يشعرون تلقائيًا بنفس الشيء ثم يظلون صامتين.
عدم المناسبة
قد يشعر الناس أنه من غير المناسب اجتماعيًا بالنسبة لهم تقديم ملاحظات أو مجاملة، فعلى سبيل المثال، قد يفترض الشخص الأصغر سنًا أن كبار السن قد لا يكونون سعداء بتلقي المشورة منهم.
ومع ذلك، قد يكون الشخص الذي يتلقى النصيحة سعيدًا إذا كانت مفيدة، بغض النظر عن عمر الشخص الذي يقدمها.
تؤدي هذه العوامل الـ 4 إلى مشكلة أن يظل الناس صامتين حتى في المواقف التي قد يقدر فيها الشخص الآخر بشدة مداخلاتهم وستستفيد علاقتهم منها.
وبالتالي فإن نتائج الورقة البحثية تشير إلى أنه عندما تكون في شك حول قول شيء لطيف لشخص آخر: افعل ذلك!
يذكر الباحثون أن الحالات الوحيدة التي قد تترك فيها الكلمات الرقيقة انطباعًا سلبيًا على الشخص الآخر، هي إذا كانت غير شريفة أو أعطيت بنية أنانية.
وبالتالي، طالما يتم ذلك بطريقة صادقة ودافئة عاطفيًا، فإن تقديم التعليقات أو تقديم المشورة أو التعبير عن الشكر والامتنان عادة ما يكون فكرة جيدة للغاية.
صورة جديدة منسوبة لزوجة السفير العراقي مع راغب علامة.. ما حقيقتها؟