كان نوفمبر 1979 أول عهد إيران بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة، وذلك على خلفية اقتحام السفارة الأمريكية في طهران والاستيلاء عليها.
منذ ذلك التاريخ، اتخذت الولايات المتحدة ودول الغرب من العقوبات سياسة لها؛ للرد على أفعال طهران، وفي هذا الموضوع، نسلط الضوء على أبرز محطات العقوبات على إيران.
أول الغيث
كانت إدارة الرئيس جيمي كارتر، أول إدارة أمريكية تنتهج مبدأ فرض العقوبات على طهران، بعد الاستيلاء على السفارة الأمريكية واحتجاز رهائن بداخلها، ونتج عن ذلك أمر تنفيذي بتجميد نحو 8.1 مليار دولار من الأصول الإيرانية، بما في ذلك الودائع المصرفية والذهب وممتلكات أخرى.
في يناير 1981، رفع اتفاق الجزائر معظم هذه العقوبات، في إطار تسوية لإطلاق سراح الرهائن.
كما فرض الرئيس الأمريكي رونالد ريجان، حظرًا للأسلحة على طهران في 1983، أثناء الحرب الإيرانية العراقية.
وبعد استهداف ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في بيروت، سرعت الولايات المتحدة وتيرة العقوبات، حيث صنفت وزارة الخارجية في يناير 1984، إيران كـ”دولة راعية للإرهاب”، كما فرض ريجان حظرًا على السلع والخدمات الإيرانية.
خلال فترة الرئيس بيل كلينتون، كثفت إيران من أنشطتها النووية، ومعها تزايدت العقوبات لتشمل إعلان حالة طوارئ بشأن طهران، وحظر التجارة الأمريكية والاستثمار في إيران، بأمر تنفيذي في مايو 1995.
توسعت دائرة العقوبات خلال فترة الرئيس جورج بوش، لتشمل مؤسسات وبنوك إيرانية، بعد رفع الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد القيود عن تخصيب اليورانيوم، في 2005.
العقوبات الشاملة
بعد وصول الرئيس باراك أوباما إلى البيت الأبيض، وقع قانون العقوبات الشاملة الذي أقره الكونجرس في عام 2010، وبموجب القانون توسعت العقوبات ضد طهران وتنوعت، في محاولة لإجبار إيران على العودة إلى المفاوضات الدبلوماسية بشأن برنامجها النووي.
واستهدف القانون قطاع الطاقة الإيراني، والمؤسسات المالية ذات العلاقة بنشر إيران لأسلحة الدمار الشامل، والمؤسسات المالية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني ووكالاته.
رفعت معظم هذه العقوبات بعد التوصل إلى الاتفاق النووي في يوليو 2015.
حملة الضغط الأقصى
أعاد الرئيس دونالد ترامب النظر في الاتفاق النووي، وأعلن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق في 2018، وأعاد فرض جميع العقوبات التي رفعت نتيجة للاتفاق النووي، كما أضاف ترامب عقوبات جديدة في إطار حملة “الضغط الأقصى”.
إدارة جو بايدن اتبعت نهجًا مغايرًا لسابقتها، ولم تسع لفرض أية عقوبات إضافية على طهران، لكنها واصلت إدراج الشركات الإيرانية والشركات الموجودة في دول أخرى، والتي تنتهك قوانين العقوبات، في قوائمها السوداء.
من تشملهم العقوبات؟
طالت العقوبات الأمريكية على طهران أكثر من 900 كيان وفرد، تقول الإدارة الأمريكية إنهم يدعمون إيران بشكل مباشر أو غير مباشر.
وتشمل العقوبات: الحرس الثوري الإيراني، ومكتب المرشد الإيراني، ووزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة، ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، ووزارة النفط، ووزارة الاستخبارات والأمن الوطني، وشرطة الأمن الإيرانية، والبنك المركزي، وصندوق التنمية الوطنية الإيراني.
كما طالت العقوبات عددًا كبيرًا من المسؤولين الحكوميين الحاليين والسابقين، بمن فيهم: علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، وغلام رضا سليماني، قائد قوات الباسيج، و6 مسؤولين كبار آخرين.
وشملت العقوبات، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، ونائب الرئيس محمد مخبر، بل إن رئيس البلاد الحالي إبراهيم رئيسي سبق أن خضع لعقوبات أميركية.
إيران تساعد روسيا بطائرات مسيَّرة في حرب أوكرانيا.. ظهرت مع الحوثيين قبل ذلك
مطاردة متوترة بين أمريكا وإيران في مضيق هرمز.. ماذا حدث؟
اغتيال عقيد في الحرس الثوري الإيراني.. من هو حسن صياد خدايي؟