عالم

لماذا فر مليوني صيني إلى تايوان؟

الصين وتايوان علاقة متشابكة مليئة بالتفاصيل التاريخية، ترسم ملامح الخلاف الدائر، والذي وصل إلى ذذروته خلال الأيام الماضية بسبب زيارة “نانسي بيلوسي” رئيس مجلس النواب الأمريكي لتايبيه، وهو ما رفضته الصين وهددت بالتصعيد، وبدأت في اتخاذ بعض الخطوات العقابية ضد تايوان، وهو ما ينذر باحتمالية اندلاع الحرب بينهما، ومن هذا المنطلق نستعرض معكم جزء هام من تاريخ هذا الصراع المتشابك، وكيف فر ملايين الصينيين إلى تايوان، وكيف قاموا بنقل الذهب والسلاح و النفظ وحتى الآثار التاريخية.

الحرب الأهلية

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وخسارة اليابان بالتوقيع على وثيقة الاستسلام، وتحديدًا في 2 سبتمبر 1945، اشتعلت الحرب الأهلية في الصين، بين القوات الشيوعية، بقيادة ماو تسي تونغ، والقوميين بزعامة تشانغ كاي تشيك.

ومع اندلاع الحرب تغير مقاليد اللعبة وتغيرت عما كانت عليه قبل التدخل الياباني بالصين عام 1937، ونجحت جماعة “ما وتسي تونغ”، النصر على حساب جماعة تشانغ كاي تشيك، ففي أواخر أبريل عام 1949، كانت الأمور قد حسمت بالفعل للشيوعيين، وهو ما مكن “ماو تسي تونغ”، من إعلان قيام جمهورية الصين الشعبية في مطلع أكتوبر 1949، بفضل سيطرته وجماعته على مساحات شاسعة من أراضي الصين القارية.

هزيمة القوميين

بعد الهزيمة التي تكبدها القوميون فروا مع زعيمهم “تشانغ كاي تشيك”، وحكومته إلى تايوان واستقروا في تايبيه وأعلنوها عاصمة لهم، هربًا من الجحيم في أراضي الصين القارية.

يبدو أن القوميون كانوا يشعرون بأنهم سيهزمون، لذلك كانوا يقومون خلال فترة الحرب مع الشيوعيين، نقل أسلحتهم إلى جزيرة تايوان، إذ استمرت هذه العمليات من أغسطس 1949 حتى ديسمبر من نفس العام، حيث تقول المصادر التي وثقت الأحداث في تلك الفترة أن القوميون كانوا يقومون بـ 50 رحلة جوية يوميًا لنقل السلاح كما كانوا يستخدمون السفن أيضًا.

الصين وتايوان

دعوات الهروب

وبعد الهزيمة التي لحقت بالقوميين، انطلقت حملات قادها مدير معهد التاريخ الصيني فو سو نين (Fu Ssu-nien)، تدعو المثقفين والأساتذة الجامعيين للرحيل عن الصين القارية والانتقال نحو تايوان لتجنب الحملات الانتقامية التي قد يقودها الشيوعيون ضدهم.

هذه الدعوات استجاب لها حوالي 1.2 مليون شخص، على رأسهم مجموعة كبيرة من رجال الأعمال والمثقفين وأساتذة الجامعة ليتجهوا إلى وطنهم الجديد تايوان هربًا من بطش الجماعات الشيوعية حيث كانت القيادات القومية تروج لفكرة الهرب من الانتقام، كما شهدت الفترة اللاحقة لهذه الدعوات إجلاء حوالي 500 ألف مقاتل قومي من الأجزاء البسيطة من مناطق الصين القارية التي كانت مازالت تحت سيطرتهم.

الصين وتايوان

نقل الذهب والآثار

وشهدت فترة انتقال اتباع القوميين من الصين إلى تايوان، وتحديدًا في عام 1948، نقل حوالي 115 طنًا من الذهب، بالإضافة إلى عدد كبير من القطع الأثرية واللوحات التاريخية لتستقر بمتحف القصر الوطني بتايبيه.

ومن جانبهم وصف الشيوعيون القوميين بناهبي الآثار والتاريخ، ولكن الزعيم القومي “تشانغ كاي تشيك”، برر ممارساته بحماية التاريخ الصيني من السرقة، مستندًا لبعض الوقائع التي جرت أثناء حملة القدامى الأربعة منتصف ستينيات القرن الماضي، عندما أقدمت مجموعات شيوعية متشددة بتدمير بعض الآثار الصينية الهامة.

وبحسب التقديرات في تلك الفترة بلغ عدد سكان تايوان حوالي 6.5 مليون نسمة، بينهم أكثر من نصف مليون ياباني، وحوالي مليوني نسمة جاءوا من أراضي من الصين القارية.

الصين تحاصر تايوان رداً على زيارة “بيلوسي”..ما حقيقة الفيديو؟

الحرب تتجه صوب الشرق الأقصى.. كيف بدأ الصراع الصيني التايواني؟

شاهد.. لحظة سقوط الصاروخ الفضائي الصيني الخارج عن السيطرة