حارب البشر الفيروسات والأمراض على مدى التاريخ، قبل أن تتطور أجسادنا وتشكل مناعة ضد معظم الأمراض، إضافة إلى التطور الطبي الذي أتاح اللقاحات والأدوية لمقاومة الأمراض المختلفة.. لكن كان هناك بعض الأوبئة التي عصفت بالبشر في مختلف دول العالم، فما هي وكيف انتهت؟
الطاعون
دمر الموت الأسود معظم دول أوروبا والبحر الأبيض المتوسط من عام 1346 حتى عام 1353، وقضلا على أكثر من 50 مليون شخص، أي أكثر من 60% من إجمالي سكان أوروبا في ذلك الوقت.
ينتشر الطاعون بشكل رئيسي من خلال لدغة برغوث مصاب بالبكتيريا المسببة للطاعون، والتي تعيش عادة على الحيوانات الصغيرة مثل الجرذان والجربوع والسناجب، وفي غضون 3: 5 أيام من اللدغة، تتطور الحمى والصداع والقشعريرة والضعف، قد تنتشر العدوى في مجرى الدم وتؤثر على التنفس في الرئتين، ودون علاج سريع بالمضادات الحيوية يموت 30% إلى 100% من المصابين.
حتى يومنا هذا، لم يتم القضاء على الطاعون، رغم توفر اللقاحات والمضادات الحيوية، إلا أن عددًا قليلًا من الناس يموتون بسببه، ولا تزال بؤر الطاعون موجودة في إفريقيا وأمريكا الشمالية والجنوبية وآسيا.
الجدري
فقدت أصول الجدري في عصور ما قبل التاريخ، لكن تشير الأبحاث إلى ظهوره لأول مرة منذ 10 آلاف سنة قبل الميلاد، وهي عدوى فيروسية.
البشر هم العائل الطبيعي الوحيد للجدري ويعتمد انتقال العدوى على الاتصال المباشر مع شخص مصاب، عادة ما تكون الأعراض الأولية شبيهة بالإنفلونزا قبل أن تبدأ البقع الصغيرة في الظهور داخل الفم وعلى اللسان، ويبدأ الطفح الجلدي على الوجه وينتشر بسرعة قبل أن يتطور إلى بثور مرتفعة تشبه البراكين مليئة بسائل سميك غير شفاف، قد تستغرق هذه البثور ما يصل إلى أسبوعين حتى تتقشر، ما يترك علامات على الجلد تتحول في النهاية إلى ندوب محفورة.
خلال القرن الثامن عشر، مات أكثر من 400.000 شخص سنويًا في أوروبا بسبب الجدري، كانت معدلات الوفيات الإجمالية حوالي 30%، ومع ذلك، كانت المعدلات أعلى بكثير عند الرضع (80-98%)، وثلث جميع الناجين فقدوا البصر.
تم القضاء على الجدري بنجاح في جميع أنحاء العالم، ويعزى هذا النجاح العالمي إلى حملة تلقيح واسعة النطاق بدأت عام 1967 واستمرت حتى أعلنت منظمة الصحة العالمية القضاء على المرض.
الإيبولا
مرض خطير وغالبًا ما يكون مميتًا يسببه فيروس إيبولا الخيطي، هناك 5 أنواع مختلفة منه، من المعروف أن أربعة منها تسبب المرض للإنسان.
تم اكتشاف فيروس إيبولا لأول مرة في عام 1976 ويعتقد أن الخفافيش هي المستودع الأكثر احتمالًا للفيروس الذي ينتشر بسهولة إلى البشر ومن إنسان إلى إنسان.
قد تظهر الأعراض من يومين إلى 21 يومًا بعد التعرض للفيروس، وتشمل: الحمى والصداع الشديد وآلام العضلات والضعف والإسهال والقيء والنزيف والكدمات.
تشير التقارير الصادرة عن مركز السيطرة على الأمراض إلى أن 28616 شخصًا أصيبوا بفيروس إيبولا المؤكد أو المحتمل، وتوفي 11310 شخصًا على مدار تفشي المرض 2014-2016.
رغم أن منظمة الصحة العالمية أعلنت نهاية تفشي الفيروس، فإن هناك دائمًا خطر الإصابة بالإيبولا في البلدان ذات النظم الصحية الضعيفة للغاية وحيث ينتشر الفيروس في الحيوانات البرية.
فيديو| قضية الإيدز الليبية.. من تعمد إصابة الأطفال بالمرض اللعين؟
السعودية: الحالة الصحية للحجاج مطمئنة ولم نسجل أي حالات مرضية