تحل اليوم، 1 يوليو، ذكرى ميلاد رفعت الجمال عام 1927، أشهر جاسوس في تاريخ المخابرات المصرية، والمعروف دراميًا بشخصية “رأفت الهجان” التي قدمها الممثل الراحل محمود عبد العزيز.
عمل الجمَّال داخل تل أبيب بنجاح لأكثر من 15 عامًا، ولم تستطع إسرائيل الكشف عنه حتى أنه كان أحد أهم رجال المجتمع الإسرائيلي في ذلك الوقت، واستطاع أن ينشئ علاقات صداقة مع عديد من القيادات في إسرائيل، منها جولدا مائير رئيسة الوزراء السابقة، وموشي ديان وزير الدفاع.
وكتب رفعت الجمال مذكراته ونشرتها زوجته في كتاب بعنوان “قصة الجاسوس المصري رفعت الجمال.. 18 عامًا من الخداع لإسرائيل”، وفي أحد فصول الكتاب تحدث عن “أخطر عملية تجسس” قام بها.
قبل نكسة 67
عندما تدهورت الأوضاع بين مصر وإسرائيل قبل عام 1967، كان رفعت ينتقل بين ألمانيا وإسرائيل، واستطاع معرفة أن إسرائيل عمدت إلى القيام بعمليات استطلاع للكثير من القواعد العسكرية الجوية العربية الأساسية وتصويرها من الجو، وأنهم في إسرائيل أعادوا بناء نماذج مطابقة لكل قاعدة وتدربوا على قصفها من الجو، وأضاف أن من بينها مواقع مصرية، وأعرب عن تصوره بأنه إذا كان ثمة احتمال لعملية عسكرية فإنها ستكون عن طريق القيام بهجمات جوية ضخمة.
لم يأخذ أحد معلومات رفعت الجمال على مأخذ الجد، وجاهد مرارًا وتكرارًا لإقناع الجانب المصري أن الضربة ستوجه إلى مصر، لكنهم لم يصدقوه، وفي شهر مايو أغلق جمال عبد الناصر مضيق تيران أمام جميع السفن الإسرائيلية، وفي يونيو هاجمت إسرائيل القواعد الجوية الكبرى في مصر وسوريا والأردن والعراق على السواء.
وفق ما قاله في مذكراته: “ثارت ثائرتي، لماذا لم يسمعوا كلامي؟ لقد أبلغتهم قبل وقوع الكارثة بزمن طويل ولم يعبئوا بما قلت، غضبت وبلغ الغضب مداه حتى أنني عقدت العزم على أن أترك العمل”.
أخطر عملية تجسس
خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل قام رفعت الجمال بآخر عملية تجسس، وربما هي الأهم والأخطر شأنًا لصالح مصر، كانت العلاقات السياسية بين إسرائيل ومصر قد تدهورت مرة أخرى مع استمرار الجدل بشأن شبه جزيرة سيناء، وللمرة الثانية أخذ القدر مساره في اتجاه العنف.
اكتشفت رفعت أن ثمة تخطيطًا لتوجيه ضربة عسكرية أخرى ضد مصر، وأدرك أن من واجبه العمل حتى لو كان يستعد للمغادرة، فتلقى المعلومات عن الخطط العسكرية المختلفة المبيتة.
“كان كل شيء بدا مبسوطًا واضحًا أمامي، وغمرتني الرغبة في الضحك، على مدى كل هذه السنوات كنت أعد العدة لكي أترك إسرائيل مرة وإلى الأبد، وأن أترك عملي مع جهاز المخابرات، وعندما حان الوقت لذلك استطعت أن أنجز أروع أعمالي، وتوفرت لي معلومات تزيد عن الحاجة، نقلتها جميعًا: الزمن والتاريخ والموقع، كل شيء كان هناك.
ويختم رفعت الجمال قائلًا “صدقني المصريون هذه المرة على نحو ما تشير أحداث التاريخ، وغمرتني سعادة بالغة لذلك، ولأول مرة انتصرت مصر على إسرائيل في حرب 1973”.
قصة “شلوس إلماو”.. القلعة التاريخية التي تجمع زعماء السبع في ألمانيا
“الراجحي” .. قصة مؤسسة بدأت من الصفر وتحولت لإمبراطورية مالية ضخمة