غسل اليدين بالصابون لعشرين ثانية من أفضل الطرق للحماية من الأشياء التي نلمسها وتكون محملة بالجراثيم المسببة للأمراض.. لكن كيف تقتل رغوة الصابون بالضبط البكتيريا المسببة للأمراض والفيروسات التي تصيبنا؟
يقول الدكتور لي رايلي، الطبيب الأستاذ رئيس قسم الأمراض المعدية واللقاحات بجامعة كاليفورنيا، إن الصابون يتكون من رأس متصل بذيل، مضيفًا أن الرأس محب للماء في حين أن الذيل يخاف الماء أو يطرده.
هذا الذيل الكاره للماء لديه تقارب مع الدهون، وأن جميع البكتيريا وبعض الفيروسات، بما فيها الفيروس المسبب لمرض كورونا، لها غشاء دهني، ما يجعلها عرضة للذيل الذي يثقب الدهون في جزيء الصابون ويدخل نفسه في الغشاء الدهني للبكتيريا، وهكذا ينتهي الأمر بالقتل.
تحتوي بعض أنواع مسببات الأمراض على جدران خلوية قوية جدًا، لذا يمكنها البقاء على قيد الحياة حتى بعد أن يخترق ذيل الصابون غشاءها، ولكن حتى في هذه الحالات، يمكن لجزيئات الصابون أن تقهر البكتيريا والفيروسات من خلال تطويقها وعزلها.
عندما يهاجم الصابون هذه العوامل الممرضة، فإن ذيول جزيئات الصابون تلتصق بغشاء الخلية الدهني، وتتجه الرؤوس المحبة للماء إلى الخارج.
وهذا يشكل كرة صغيرة من جزيئات الصابون المعروفة باسم micelle حول العامل الممرض، ويتم التقاط البكتيريا والفيروسات بسهولة بواسطة المذيلات لأن الجزء الخارجي منها محب للماء، لذلك يسهل إزالته عن يديك وإسقاطه جنبًا إلى جنب مع مسببات الأمراض عند شطف الصابون بالماء».
عام 2010 قيَّم الباحثون فعالية الصابون من خلال جعل 20 متطوعًا يلوثون أيديهم بما مجموعه 480 مرة بالبكتيريا المسببة للإسهال، ثم تم تكليف الأشخاص بشكل عشوائي بأداء أحد الإجراءات الثلاثة: غسل أيديهم بالصابون، وغسل أيديهم بالماء فقط، أو عدم غسل أيديهم على الإطلاق. وبعد ذلك تم اختبار أيديهم بحثًا عن البكتيريا المسببة للإسهال، حسبما أفاد العلماء بالمجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة.
وفي مجموعة الأشخاص الذين لم يغسلوا أيديهم، كانت البكتيريا موجودة في 44% من المشاركين، وفي أولئك الذين غسلوا أيديهم بالماء وحده، كانت البكتيريا موجودة في 23% من الأشخاص الخاضعين للدراسة، أما في المجموعة التي غسلت أيديها بالماء والصابون فقد تم اكتشاف البكتيريا في 8% فقط منهم.
يُذكر أن ذيل جزيء الصابون يستغرق 20 ثانية على الأقل ليرتبط بشكل كافٍ بمسببات الأمراض على يديك أو على سطح آخر. وإن تقليص هذا الوقت قد يعني فقدان التأثير الوقائي الكامل لاستخدام الصابون.