تشغل قضية جوني ديب وآمبر هيرد أذهان الكثيرين حول العالم، والتي تجري في مقاطعة فيرفاكس بولاية فيرجينيا.
ومنذ بدء المحاكمة تعاطف الجمهور مع نجم هوليوود، وازداد هذا التعاطف بمرور الوقت ومعرفة المزيد من التفاصيل حول القضية، فلماذا انحاز الجمهور لصف جوني ديب على حساب زوجته السابقة آمبر هيرد؟
دعم جوني ديب
تحدثت عالمة الاجتماع نيكول بيديرا في Weekend Edition Sunday، حول المحاكمة وآثارها على المناقشات على مواقع التواصل الاجتماعي، ولماذا يوجد تعاطف أكبر بكثير مع نجم قراصنة الكاريبي؟
يبدو أن الرأي العام يؤيد ديب أكثر من هيرد، فعلى TikTok، حصد #IStandWithAmberHeard حوالي 8.2 مليون مشاهدة، بينما حصل #JusticeForJohnnyDepp على حوالي 15 مليار مشاهدة.
أسباب الانحياز لجوني ديب
قالت بيديرا: “أعتقد أن هناك الكثير من الأسباب لذلك ولعل من أهمها أن جوني ديب هو الذي يبدأ أولًا في سرد روايته، وقد كون الكثير من الناس رأيهم بعد ذلك”.
وأضافت أن السبب الآخر هو أن الجمهور أكثر تعاطفًا مع ديب لأنه نجم سينمائي كبير ومحبوب لعقود.
وتقول بيديرا إنها قلقة بشأن التأثير الذي يمكن أن تحدثه هذه المحاكمة على ضحايا العنف المنزلي غير المشهورين، واستعدادهم للتحدث حول الأمر.
وتحدث أستاذ التواصل في جامعة “أمريكن يونيفرسيتي” جيسون موليكا: “لا شيء يفاجئني فيما يتعلق بالشبكات الاجتماعية والمشاهير”، مذكّراً بأن هذه القضية تخصّ “اثنين من أبرز المشاهير”.
ولاحظ أن جوني ديب ممثل مشهور عالمياً حرص دائماً على تجنب المناسبات الاجتماعية وأبقى “جانباً غامضاً” يحبه المعجبون.
أما شهرة آمبر هيرد فأقل بكثير، ولاحظ موليكا أنها تحاول منذ بدء المحاكمة أن تبدو “أكثر طبيعية وقريبة من الناس”، لكنّ مساعدتها السابقة كيت جيمس وصفتها بأنها “عدوانية”، و”استعراضية”.
وقال الصحفي السابق إن مستخدمي الشبكات الاجتماعية “يعبّرون عن آرائهم لكنهم ليسوا خبراء قانونيين”.
هل استفاد جوني ديب من شهرته في مواجهة آمبر هيرد؟
يقول فرانك مكاندرو عالم النفس الاجتماعي والأستاذ في كلية نوكس إن الناس يشكلون ما يسمى “العلاقات الاجتماعية” مع المشاهير.
هذه العلاقات أحادية الاتجاه، يهتم فيها المعجب بحياة المشاهير ويتابعها، لكن المشاهير لا يهتمون بالمعجبين بكل تأكيد.
على الرغم من ذلك، فإن الألفة التي يطورها المرء مع المشاهير تعزز الشعور بالصداقة (أو حتى القرابة!)، والتي تؤدي إلى نفس الآليات العاطفية التي قد يمر بها المرء مع الأصدقاء والأقارب الحقيقيين.
ومن ثم، يمكن للمرء أن يصبح مدافعاً شرساً عن المشهور المفضَّل لديه في حال تعرض للهجوم من قِبل أحدهم، وعليه فإن شهرة جوني ديب، وعلاقته الممتدة مع الجمهور منذ 30 عامًا، ربما تكون قد ساهمت في تشكيل رابطة اجتماعية بينه وبين الجمهور، ما جعل الجمهور أميل للتعاطف معه.
الثقافة القديمة تؤثر في طريقة التعاطف
يميل الناس في الأغلب إلى تبسيط الصراعات، فهم لا يريدون الانشغال بتحليل شخصيات رمادية، ترتكب أفعالًا جيدة وأخرى سيئة، ويميلون عوضًا عن ذلك إلى ثنائية الخير والشر.
فهناك في تقديرهم طرف طيب وآخر شرير، ويمكن إرجاع ذلك إلى قصص الطفولة، وإلى الثقافة المتراكمة لدى البشر، في جميع أنحاء العالم، فهناك دائمًا، الأم الطيبة والأم الشريرة، الساحرة الطيبة ونظيرتها الشريرة وهكذا.
في هذه القضية لم تستفد “هيرد” من جاذبيتها كممثلة شهيرة على درجة كبيرة من الجمال.
على العكس تمامًا استدعى هذا الجمال، مخزونًا ثقافيًا كبيرًا لدى الجماهير يتشكك في المرأة الجميلة جدًا، ويراها غير جديرة بالثقة.
ربما لأن المرأة الجميلة للغاية، ارتبطت بصورة الفتاة اللعوب في القصص والأفلام على مدى سنوات طويلة للغاية، الأمر الذي أضعف موقف هيرد أمام ديب الذي بدا كرجل مغلوب على أمره.
ثنائية الخير والشر لم تقتصر فقط على جوني ديب وآمبر هيرد، بل دخلت محامية ديب كاميل فاسكويز على الخط، ففي الوقت الذي صورت فيه “هيرد” كشريرة، قاسية، ومتلاعبة.
صنع الجمهور من “فاسكويز” ممثلًا عن الخير في القصة، واستخدم الجمهور وسم #Queen للتعبير عنها على مواقع التواصل الاجتماعي.
فهي في نظرهم ملاك بقلب من ذهب، منقذة، وفاضلة في مواجهة الشيطان، وهو ما يعد تسطيحًا كبيرًا للقضية، وتبسيطًا من الجمهور الذي لا يحتمل -كما قلنا سابقًا- الشخصيات الرمادية، ويفضل اللونين الأبيض والأسود.
قضية جوني ديب وآمبر هيرد
وصلت قضية التشهير التي رفعها الممثل جوني ديب ضد زوجته السابقة آمبر هيرد إلى أسبوعها الأخير.
انفصل الزوجان في عام 2016، لكنهما استمرا في الصراع بسبب مقال رأي كتبته هيرد لصحيفة واشنطن بوست في عام 2018، وصفت فيه نفسها كناجية من العنف المنزلي – دون ذكر ديب بالاسم.
يطالب ديب بـ 50 مليون دولار كتعويض وينفي أن يكون عنيفًا جسديًا مع هيرد، بينما تعارض هيرد زوجها السابق وتطالب بتعويض مضاعف قدره 100 مليون دولار، وتزعم أنها كانت عنيفة مع ديب في الدفاع عن نفسها أو الدفاع عن أختها الصغرى.
مع بدء القضية، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالحديث عن تفاصيل المحاكمة، وأمضى ديب أربعة أيام في الإدلاء بشهادته.
ومن المتوقع أن تبدأ هيئة المحلفين، التي ستعقد في مقاطعة فيرفاكس بولاية فيرجينيا، التداول يوم الجمعة.
قضية جوني ديب وآمبر هيرد.. التفاصيل الكاملة للمحاكمة العلنية والاتهامات المتبادلة